[ وقوله] ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) هذا تقديس وتنزيه من الملائكة لله تعالى أن يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء ، وأن يعلموا شيئا إلا ما علمهم الله تعالى ، ولهذا قالوا: ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) أي: العليم بكل شيء ، الحكيم في خلقك وأمرك وفي تعليمك من تشاء ومنعك من تشاء ، لك الحكمة في ذلك ، والعدل التام. قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس: سبحان الله ، قال: تنزيه الله نفسه عن السوء. [ قال] ثم قال عمر لعلي وأصحابه عنده: لا إله إلا الله ، قد عرفناها فما سبحان الله ؟ فقال له علي: كلمة أحبها الله لنفسه ، ورضيها ، وأحب أن تقال. قال: وحدثنا أبي ، حدثنا ابن نفيل ، حدثنا النضر بن عربي قال: سأل رجل ميمون بن مهران عن سبحان الله ، فقال: اسم يعظم الله به ، ويحاشى به من السوء.
ص53 - كتاب المئوية في إعراب القرآن الكريم - قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم - المكتبة الشاملة
وهذا إظهار من الله جل وعلا لوجه من فضل آدم على الملائكة, فإنه في هذه الحالة المعينة صار آدم يعرف ما لم تعرفه الملائكة, فصار على علم من علم الله ليس عليه الملائكة, فهذا من بداية التفضيل في المعرفة لبني آدم, وليس على الملائكة مطلقاً, وإنما من وجه دون وجه. ولهذا ما جعل الله سبحانه وتعالى البشر يحيطون بسائر العلم, بل لا يحاط به سبحانه وتعالى ولا بأمره لا بشر ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل, بل كما قال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255], وقال: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [الجن:26-27]. ولهذا اختلف في التفضيل بين الملائكة وصالح البشر, وهذه المسألة هل هي من المسائل الطارئة, أو من المسائل التي قال فيها السلف الأول ما قالوا؟ هي طريقتان, وكان ابن تيمية رحمه الله يقول: كنت أظنها مسألة متأخرة, ثم بان أن للسلف فيها كلاماً. ص53 - كتاب المئوية في إعراب القرآن الكريم - قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم - المكتبة الشاملة. الله جل وعلا أظهر في أمره وفي خلقه ما كان من أمر آدم على الملائكة في هذه الحال, وهذا لا يلزم منه التفضيل المطلق لآدم على الملائكة, إنما بيان أن الله سبحانه وتعالى بيده الأمر, كما كان من أمر موسى عليه الصلاة والسلام: ( لما قام في بني إسرائيل، فقيل له: من أعلم؟ فقال: أنا, قال: فعتب الله عليه), كما في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس في الصحيح: ( أن موسى لم يرد العلم إلى الله, فأوحى الله إليه: إن عبداً من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك.
التفريغ النصي - تفسير سورة البقرة - الآيات [31-33] - للشيخ يوسف الغفيص
وذلك أن الله جل ثناؤه احتجّ فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم على من كان بين ظَهْرَانَيْه من يَهود بني إسرائيل، بإطلاعه إياه من علوم الغيب التي لم يكن جل ثناؤه أطلعَ عليها من خلقه إلا خاصًّا، ولم يكن مُدرَكًا علمه إلا بالإنباء والإخبار، لتتقرر عندهم صحة نبوته، ويعلموا أن ما أتاهم به فمن عنده، ودلّ فيها على أنّ كل مخبر خبرًا عما قد كان - أو عما هو كائن مما لم يكنْ، ولم يأته به خبر، ولم يُوضَع له على صحّته برهان، - فمتقوّلٌ ما يستوجبُ به من ربه العقوبة. اللهم انفعنا بما علمتنا - ووردز. ألا ترى أنّ الله جل ذكره ردّ على ملائكته قِيلَهم: ﴿ أتجعلُ فيها من يُفسدُ فيها ويَسفكُ الدماءَ ونَحنُ نُسبح بحمدك ونقدسُ لك ﴾ قال: ﴿ إني أعلمُ ما لا تعلمونَ ﴾، وعرفهم أن قِيلَ ذلك لم يكن جائزًا لهم، بما عرّفهم من قصور علمهم عند عرضه ما عرض عليهم من أهل الأسماء، فقال: ﴿ أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتمْ صادقين ﴾. فلم يكن لهم مَفزَعٌ إلا الإقرارُ بالعجز، والتبرِّي إليه أن يعلموا إلا ما علّمهم، بقولهم: " ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ﴾. فكان في ذلك أوضحُ الدلالة وأبينُ الحجة، على كذب مقالة كلّ من ادعى شيئًا من علوم الغيب من الحُزاة والكهنة والعافَةِ والمنجِّمة [2].
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ – التفسير الجامع
فهذه هي المعرفة المقصودة في الشريعة، وهذا هو العلم المقصود في الشريعة, وإن كان جنس المعرفة محموداً من حيث هو, وجنس العلم محموداً من حيث هو حيث كان نافعاً. لكن العلم الإلهي هو أشرف العلوم وهو المقصود بالعبادة والمقصود بالتفضيل المطلق. قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ – التفسير الجامع. فأول مقامات التفضيل وأخص مقامات التفضيل هي المعرفة, قبل أن تكون النبوة في ولد آدم, كما قال الله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ [البقرة:31], فهذه إشارة في القرآن إلى مقام في صفة بني آدم, وهو أن أخص الصفات في بني آدم إجلالاً وقدراً: العلم والمعرفة. وما جاء العقل الذي ميز به بنو آدم عن البهيم إلا ليكون معرفاً وموجباً ومعياراً موصلاً. المقصود بالعلم الذي مدح الله من اتصف به
إن الله سبحانه وتعالى يصف الذين لم يستعملوا هذا العقل ليصلوا به إلى العلم والمعرفة بالله جل وعلا, بأنهم صم بكم، ويصفهم بأن لهم قلوباً لا يفقهون بها، كما قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].
اللهم انفعنا بما علمتنا - ووردز
وهذا تبخيس وإسقاط لشأن المعاصي والذنوب, وبيان أنه لا نفع فيها بحال؛ لأن صاحبها حين يفعلها ويتوب عنها ما جنى مصلحة حقيقية, وإنما تاب عن جهالة ارتكبها. فمن شرب خمراً مثلاً فإنه يجب عليه التوبة, ولكنه تاب عن جهالة. ومن أكل الربا فتاب عنه فإنه تاب عن جهالة. أي: أن الفعل نفسه مادة من الجهل. وجه تسمية العاصي جاهلاً مع أنه يعلم حرمة المعصية
قد يقول قائل: فما وجه كون العاصي جاهلاً، وهو يعرف أن الخمر محرمة؟ فيقال: هذا نوع من المعرفة, لكن المعرفة تمامها الشرعي ما وقع في نفسه, فلو وقع تمام المعرفة الشرعي في نفسه ما شرب الخمر, فما قدر الله حق قدره, فمن قدر الله حق قدره لم يأت هذه الكبائر, فيكون مقامه ناقصاً وليس معدوماً؛ لأن من لم يقدر الله مطلقاً فهذا لا يكون مسلماً, لكن نقص علمه بالله, ونقصت استجابته لله, ونقصت معرفته بالله. ومن عرف الله حق معرفته وحقق الاستجابة له ما وقع منه ذلك, ثم يقع ذلك ما هو أعظم من الكفار كاليهود الذين يعرفون ولا يؤمنون بأصل الدين: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146], وكذلك فرعون ومن معه؛ كما قال الله تعالى فيهم: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ [النمل:14].
ويقال: أحكم الشيء إذا أتقنه ومنعه من الخروج عما يريد. فهو محكم وحكيم على التكثير. شرح المفردات و معاني الكلمات: قال, سبحانك, علم, علمتنا, العليم, الحكيم,
تحميل سورة البقرة mp3:
محرك بحث متخصص في القران الكريم
Friday, April 22, 2022
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
وذكر أبو محمد قاسم بن أصبغ قال: لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد ، ثم رحلت إلى بغداد ولقيت الناس ، فلما انصرفت عدت إليه لتمام حديث مسدد ، فقرأت عليه فيه يوما حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قدم عليه قوم من مضر من مجتابي النمار فقال: إنما هو مجتابي الثمار ، فقلت: إنما هو " مجتابي النمار " ، هكذا قرأته على كل من قرأته عليه بالأندلس والعراق ، فقال لي: بدخولك العراق تعارضنا وتفخر علينا أو نحو هذا. ثم قال لي: قم بنا إلى ذلك الشيخ - لشيخ كان في المسجد - فإن له بمثل هذا علما ، فقمنا إليه فسألناه عن ذلك فقال: إنما هو " مجتابي النمار " - كما قلت - وهم قوم كانوا يلبسون الثياب مشققة ، جيوبهم أمامهم. والنمار جمع نمرة. فقال بكر بن حماد وأخذ بأنفه: رغم أنفي للحق ، رغم أنفي للحق. وانصرف. وقال يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأحسن: إذا ما تحدثت في مجلس تناهى حديثي إلى ما علمت ولم أعد علمي إلى غيره وكان إذا ما تناهى سكت الثالثة: قوله تعالى: سبحانك " سبحان " منصوب على المصدر عند الخليل وسيبويه ، يؤدي عن معنى نسبحك تسبيحا. وقال الكسائي: هو منصوب على أنه نداء مضاف. إنك أنت العليم فعيل للمبالغة والتكبير في المعلومات في خلق الله تعالى.
مؤسسة موقع حراج للتسويق الإلكتروني [AIV]{version}, {date}[/AIV]
راس معسل الكترونيك
الرئيسية حراج السيارات أجهزة عقارات مواشي و حيوانات و طيور اثاث البحث خدمات أقسام أكثر... دخول ض ضياء حسان قبل شهر و 3 اسابيع المدينة معسل الكتروني للبيع مظيف حدي 300
بطارياتين
راس تقطير
الجهاز قولد دراق المطور
السعر:300 89956278 حراج الأجهزة اجهزة غير مصنفة إعلانك لغيرك بمقابل أو دون مقابل يجعلك مسؤولا أمام الجهات المختصة. إعلانات مشابهة
13 [مكة]
3, 600 ريال سعودي
للبيع خلاص عصير جديد المدينه مكة سعره 1100
20:06:18 2022. 15 [مكة]
مكة المكرمة
500 ريال سعودي