بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السؤال:
عبارة "الساكت عن الحق شيطان أخرس" نسمعها كثيرا، بل بعضهم ينسبها إلى النبي [] -صلى الله عليه وسلم- على أنها حديث نبوي!! فهل هذه النسبة صحيحة ؟
الجواب:
يجيب عن هذا السؤال محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه "تبيض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة" القسم الثاني (ص 71) بقوله:
لمتابعة المقال أضغط على الصورة
"hgsh;j uk hgpr ad'hk Hovs" hgsh;j uk hgpr ad'hk Hovs
مصدر عبارة الساكت عن الحق شيطان أخرس - إسلام ويب - مركز الفتوى
الساكت عن الحق شيطان أخرس - YouTube
؟
أما آن الأوان أن نصرُخَ في وجوه هؤلاء؟ لا يجوز بأي حال من الأَحْــوَال أن نرى الأخطاء تُرتكب فلا نحاسب مرتكبيها، ونرى الانحرافات فنتغاضى ونتعامى ونتستر على أصحابها، وأحياناً نختلق لهم الأعذار والمبررات، لا يجوز أن نرى مواطنَ الخلل والفساد والعبث والاستهتار والتهاون والإهمال فنقف موقف المتفرج وكأن الأَمْــر لا يعنينا ولا يمسنا! لا بد أن نقول الحق وأن نحترم حرية الكلمة الأمينة الصادقة، وأن نطلقَ حرية النقد الملتزم المسئول، وأن ندرك جيداً أن إثارة أيةَ قضية من قضايا الإهمال والتسيب والفساد وطرحها للمناقشة تعتبر وصفة علاجية ناجعة لما نحن فيه، ووفاءً لدماء الشهداء، وأنّات الجرحى، وعرق وتضحيات المجاهدين. لا بد أن ندرك جيداً أن السكوت على الفساد والتسيب والإهمال والتهاون والانحراف هو طعنةٌ للثورة والثوار وخيانةً لتضحيات أبناء الشعب الـيَـمَـني العظيم. السكوتُ والتغاضي عن الأخطاء والانحرافات والفساد لا يخدم إلَّا اللصوص والمنحرفين والعابثين بمصالح البلاد والعباد. ليس من مصلحتنا الصمتُ الرهيبُ، فمن الصمت ما دمَّر وزلزل، فلنتكلم بالحق ولنصرخ ولنشكوا ولنتذمر من أي عابثٍ أَوْ مقصر أَوْ منحرف، أَوْ مسيء؛ لأن سكوتنا في مثل هذه الظروف جناية على أنفسنا وجريمة بحق بلادنا وأمتنا وأبناء شعبنا وقيادتنا (والساكت عن الحق شيطانٌ أخرس).
تاريخ الإضافة: 18/2/2017 ميلادي - 22/5/1438 هجري
الزيارات: 23468
♦ الآية: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾. وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (283). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا ﴾ الآية أمر الله تعالى عند عدم الكاتب بأخذ الرَّهن ليكون وثيقةً بالأموال وذلك قوله: ﴿ فَرِهَانٌ مقبوضة ﴾ أَيْ: فالوثيقةُ رهنٌ مقبوضةٌ ﴿ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ أَيْ: لم يخف خيانته وجحوده الحقَّ ﴿ فليؤدّ الذي اؤتمن ﴾ أَيْ: أُمن عليه ﴿ أمانته وليتق الله ربه ﴾ بأداء الأمانة ﴿ ولا تكتموا الشهادة ﴾ إذا دُعيتم لإِقامتها ﴿ ومن يكتمها فإنه آثمٌ ﴾ فاجرٌ ﴿ قلبه ﴾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِبًا فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ﴾، قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ.
ترجمة: وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم - انجليزي English
وإنما عنى بقوله: " فإن أمن بعضكم بعضا ": " إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى " فأمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته. تفسير: (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة... ). قيل له: وما البرهان على ذلك من أصل أو قياس وقد انقضى الحكم في الدين الذي فيه إلى الكاتب والكتاب سبيل بقوله: " ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم " ؟
وأما الذين زعموا أن قوله: " فاكتبوا " وقوله: " ولا يأب كاتب " على وجه الندب والإرشاد ، فإنهم يسألون البرهان على دعواهم في ذلك ، ثم يعارضون بسائر أمر الله - عز وجل - الذي أمر في كتابه ، ويسألون الفرق بين ما ادعوا في ذلك وأنكروه في غيره. فلم يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله. ذكر من قال: " العدل " في قوله: " وليكتب بينكم كاتب بالعدل ": الحق. [ ص: 56]
تفسير: (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة... )
6341 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: " ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " بمثله. 6342 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي ، عن إسرائيل عن جابر عن عامر وعطاء قوله: " ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " قالا إذا لم يجدوا كاتبا فدعيت ، فلا تأب أن تكتب لهم. ذكر من قال: " هي منسوخة ". قد ذكرنا جماعة ممن قال: " كل ما في هذه الآية من الأمر بالكتابة والإشهاد والرهن منسوخ بالآية التي في آخرها " وأذكر قول من تركنا ذكره هنالك ببعض المعاني. 6343 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا أبو زهير عن [ ص: 53] جويبر عن الضحاك: " ولا يأب كاتب " قال: كانت عزيمة ، فنسختها: ( ولا يضار كاتب ولا شهيد). 6344 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر. عن أبيه ، عن الربيع: " وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " فكان هذا واجبا على الكتاب. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة "- الجزء رقم6. وقال آخرون: هو على الوجوب ، ولكنه واجب على الكاتب في حال فراغه. 6345 - حدثني موسى قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا أسباط عن السدي قوله: " وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " يقول: لا يأب كاتب أن يكتب إن كان فارغا.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة "- الجزء رقم6
* * * وقد ذكرنا قول من قال: " هذا الحكم من الله عز وجل ناسخٌ الأحكامَ التي في الآية قبلها: من أمر الله عز وجلّ بالشهود والكتاب ". وقد دللنا على أولى ذلك بالصواب من القول فيه، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع. (8) وقد:- 6443 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: " فإن أمِن بعضكم بعضًا فليؤد الذي اؤتمن أمانته " ، إنما يعني بذلك: في السفر، فأما الحضر فلا وهو واجد كاتبًا، فليسَ له أن يرتهن ولا يأمن بعضُهم بعضًا. ترجمة: وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم - انجليزي English. * * * قال أبو جعفر: وهذا الذي قاله الضحاك = من أنه ليس لرب الدين ائتمانُ المدين وهو واجد إلى الكاتب والكتاب والإشهاد عليه سبيلا وإن كانا في سفر=، فكما قال، لما قد دللنا على صحّته فيما مضى قبل. وأما ما قاله= من أنّ الأمر في الرّهن أيضًا كذلك، مثل الائتمان: في أنه ليس لربّ الحق الارتهان بماله إذا وجد إلى الكاتب والشهيد سبيلا في حضر أو سفر= فإنه قولٌ لا معنى له، لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:- 6444- أنه اشترى طعامًا نَسَاءً، ورهن به درعًا لهُ. (9) * * * فجائز للرجل أن يرهن بما عليه، ويرتهن بمالَهُ من حقّ، في السفر والحضر- لصحة الخبر بما ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ معلومًا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يكن - حين رَهن من ذكرنا - غير واجد كاتبًا ولا شهيدًا، لأنه لم يكن متعذرًا عليه بمدينته في وقت من الأوقات الكاتبُ والشاهدُ، غير أنهما إذا تبايعا برَهْن، فالواجب عليهما= إذا وجدا سبيلا إلى كاتب وشهيد، أو كان البيع أو الدَّين إلى أجل مسمى (10) = أن يكتبا ذلك ويشهدَا على المال والرّهن.
[ ص: 51] القول في تأويل قوله تعالى ( وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله)
قال أبو جعفر: يعني بذلك - جل ثناؤه -: وليكتب كتاب الدين إلى أجل مسمى بين الدائن والمدين " كاتب بالعدل " يعني: بالحق والإنصاف في الكتاب الذي يكتبه بينهما ، بما لا يحيف ذا الحق حقه ، ولا يبخسه ، ولا يوجب له حجة على من عليه دينه فيه بباطل ، ولا يلزمه ما ليس عليه ، كما:
6338 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة في قوله: " وليكتب بينكم كاتب بالعدل " قال: اتقى الله كاتب في كتابه ، فلا يدعن منه حقا ، ولا يزيدن فيه باطلا. وأما قوله: " ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " فإنه يعني: ولا يأبين كاتب استكتب ذلك ، أن يكتب بينهم كتاب الدين ، كما علمه الله كتابته فخصه بعلم ذلك ، وحرمه كثيرا من خلقه. وقد اختلف أهل العلم في وجوب الكتاب على الكاتب إذا استكتب ذلك ، [ ص: 52] نظير اختلافهم في وجوب الكتاب على الذي له الحق. ذكر من قال ذلك:
6339 - حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله - عز وجل -: " ولا يأب كاتب " قال: واجب على الكاتب أن يكتب. 6340 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: قوله: " ولا يأب كاتب أن يكتب " أواجب أن لا يأبى أن يكتب ؟ قال: نعم قال: ابن جريج ، وقال مجاهد: واجب على الكاتب أن يكتب.
ذكر من قال ما قلنا في ذلك: 6435 - حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك قوله: " وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبًا فرهان مقبوضة " ، فمن كان على سفر فبايع بيعًا إلى أجل فلم يجد كاتبًا، فرخص له في الرهان المقبوضة، وليس له إن وَجد كاتبًا أن يرتهن. 6436 - حدثت عن عمار قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: " وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبًا " ، يقول: كاتبًا يكتب لكم = " فرهان مقبوضة ". 6437 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك قال: ما كان من بيع إلى أجل، فأمر الله عز وجل أنْ يكتب ويُشْهد عليه، وذلك في المُقام. فإن كان قوم على سفر تبايعوا إلى أجل فلم يجدوا [كاتبًا] ، فرهان مقبوضة. (2) * * * ذكر قول من تأول ذلك على القراءة التي حكيناها: 6438 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس: " فإن لم تجدوا كتابًا " ، يعني بالكتاب، الكاتبَ والصحيفة والدواة والقلم. 6439 - حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا ابن جريج قال، أخبرني أبي، عن ابن عباس أنه قرأ: " فإن لم تجدوا كتابًا " ، قال: ربما وجد الرجل الصحيفة ولم يجد كاتبًا.