رمضان والعمرة
للعبادة في شهر رمضان طعمٌ خاص, يتذوقه المؤمنون الصادقون, الذين يرجون من الله
تجارة لن تبور؛ ليوفيهم أجورهم, ويزيدهم من فضله. ومن هنا نجد السباق بين هؤلاء
المؤمنين بأداء مختلف العبادات مفروضة ونافلة.. والعمرة إلى بيت الله في هذا الشهر
المبارك لها مقام جليل, ليس في غيره من الشهور. فالعمرة في رمضان تعدل حجة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((فإذا جاء رمضان فاعتمري. عمرة شهر رمضان تعادل ثواب حجة. فإن عمرة فيه تعدل حجة)) (1). قال ابن حجر رحمه الله: (فالحاصل أنه أعلمها أن
العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب)(2). فإذا كان الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة, وإذا رجع ولم يرفث, ولم يفسق, خرج من
ذنوبه كيوم ولدته أمه؛ فإن الذي يؤدي العمرة في رمضان خالصة مقبولة يحصل له من
الفضل مثل ذلك، وفضل الله واسع. والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما:
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) (3). فإذا أدَّى المسلم هذه العبادة من سفر, ومشقة, ومناسك مخلصاً لله, يرجو ثواب الله,
ويخشى عقابه تحقق له ما يرجوه من الثواب بإذن الله. ---------------
(1) رواه البخاري (1782)،
ومسلم (1256).
- 405 من حديث: (عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي)
- عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم | موقع نصرة محمد رسول الله
- عمرة شهر رمضان تعادل ثواب حجة
- ومن يتول الله ورسوله والمؤمنون
- ومن يتول الله ورسوله لعنهم
405 من حديث: (عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي)
الحمد لله. أولا:
روى البخاري (1782) ومسلم (1256) عن ابْن عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: ( مَا مَنَعَكِ
أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ،
فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا
نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ
فَاعْتَمِرِي ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً) وفي رواية لمسلم: ( حجة
معي). عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم | موقع نصرة محمد رسول الله. ثانيا:
اختلف أهل العلم فيمن يُحَصِّلُ الفضيلة المذكورة في الحديث ، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن هذا الحديث خاص بالمرأة التي خاطبها النبي صلى الله عليه وسلم ،
وممن اختار هذا القول: سعيد بن جبير من التابعين ،
نقله عنه ابن حجر في "فتح الباري" (3/605). ومما يستدل به لهذا القول ما جاء في حديث أم معقل أنها قالت: (الحج حجة ، والعمرة
عمرة ، وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أدري أَلِي خاصةً. –
تعني: أم للناس عامة-) رواه أبو داود
(1989) غير أن هذا اللفظ ضعيف ، ضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود". القول الثاني: أن هذه الفضيلة يحصلها من نوى الحج فعجز عنه ، ثم عوضه بعمرة في
رمضان ، فيكون له باجتماع نية الحج مع أداء العمرة أجر حجة تامة مع النبي صلى الله
عليه وسلم.
عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم | موقع نصرة محمد رسول الله
فضائل ومزايا ويؤكد د. السايح أن العمرة في رمضان تدرك منزلة الحج في الأجر والثواب، فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر وليست في جنسه أو نوعه فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث العمل فمن اعتمر في رمضان تحصّل على أجر الحج غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة التي لا توجد في العمرة من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح وغيرها فمهما تساويا في قدر الثواب من حيث الكم فهما لا يتساويان في الكيف والنوع.
عمرة شهر رمضان تعادل ثواب حجة
[box type="shadow" align="" class="" width=""]قال رسول الله ﷺ: ""عمرةً في رمضان تعْدِلُ حَجَّة أو حجة معي"" رواه مسلم. [/box]
الشرح والإيضاح
كان شَأنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعهُّدَ أصحابِه بالسُّؤالِ، وتَحرِّيَه عن قِيامِهم بما وجَبَ عليهم، وتَحريضَهم على فِعلِ الخيراتِ.
س: هل في مانع أن الإنسان يقول: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه؟
الشيخ: لا، يسأله الخير ويعوذ به من الشر، وما له أصل الدعاء، هذا يسأل ربه الخير ويتعوذ به من الخير، يسأل ربه خير ما علم وخير ما قدر، ويعوذ بالله من شر كل شيء، اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، يتعوذ من الشر ويسأل الله الخير.
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( 55) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56))
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) [ روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي بن سلول حين تبرأ عبادة من اليهود ، وقال: أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ، فنزل فيهم من قوله: " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " ، إلى قوله: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " يعني عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال جابر بن عبد الله: جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن قومنا قريظة والنضير قد هجرونا وفارقونا وأقسموا أن لا يجالسونا ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: " يا رسول الله رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء ". وعلى هذا التأويل أراد بقوله: ( وهم راكعون) [ ص: 73] صلاة التطوع بالليل والنهار ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما. وقال السدي: قوله: " والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ، أراد به علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
ومن يتول الله ورسوله والمؤمنون
تاريخ الإضافة: 22/5/2017 ميلادي - 26/8/1438 هجري
الزيارات: 14714
تفسير: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
♦ الآية: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المائدة (56). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ومن يَتَوَلَّ الله ورسوله ﴾ يتولَّى القيام بطاعته ونصرة رسوله والمؤمنين ﴿ فإنَّ حزب الله ﴾ جند الله وأنصار دينه ﴿ هم الغالبون ﴾ غلبوا اليهود فأجلوهم من ديارهم وبقي عبد الله بن سلام وأصحابه الذين تولَّوا اللَّهَ ورسوله. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾، يعني: يتولّ الْقِيَامَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَنُصْرَةِ رَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يُرِيدُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، ﴿ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ ﴾، يَعْنِي: أَنْصَارَ دين الله، ﴿ هُمُ الْغالِبُونَ ﴾. تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
ومن يتول الله ورسوله لعنهم
ويجب الإِنتباه إِلى نقطة مهمّة وهي أنّ المراد بعبارة (الذين آمنوا) الواردة في هذه الآية ليسوا جميع الأفراد المؤمنين، بل ذلك الشخص الذي ذكر في الآية السابقة وأشير إِليه بأوصاف معينة.
و "اللحاء": المخاصمة. و "القشب" ، (بفتح فسكون): الكلام المفترى: ولو قرئت "القشب" (بكسر فسكون) ، فهو الرجل الذي لا خير فيه. (83) "الضاوي": الضعيف من الهزال وغيره. "ضوى يضوي ضوى": ضعف ورق. وكان في المخطوطة: "أضرى" و "الضاري" ، وهو خطأ وتصحيف.