وروى البخاري في صحيحه ، في كتاب فضائل الصحابة ، باب هجرة النبيّ ، عن أنس ابن مالك قال: اقبل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر ، وأبو بكر شيخ يعرف ، ونبيّ الله شابّ لا يعرف ، قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر ، من هذا الرجل الذي بين يديك ، فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل. قال: فيحسب الحاسب أنّه إنّما يعني الطريق ، وإنّما يعني سبيل الخير. ورواه أحمد في المسند وغيرهم (15). وروى السيوطي وغيره عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس (16). وروي عنه أنّه قال: مداراة الناس صدقة (17). وروي عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الله تعالى تجاوز لي عن أمّتي الخطأ ، والنسيان ، وما استكرهوا عليه (18). وهكذا فإنّ التقيّة أمر مشروع ومقرّر من شرعنا الحنيف ، وهي ليست عيباً أو شينا يشنّع به على شيعة أهل البيت عليهم السلام ، بل إنّ الأمر هو الحقّ ، وهو ما عليه أهل البيت وأتباعهم. السيد أبو داود يكتب: «التقية عند الشيعة».. شرعنة الكذب والنفاق وخداع المسلمين - جريدة الأمة الإلكترونية. الهوامش
1. غافر: 28. 2. آل عمران: 28. 3. تفسير القرطبي ( الجامع لأحكام القرآن) 4: 57. 4. الدرّ المنثور 2: 16. 5. النحل: 106.
السيد أبو داود يكتب: «التقية عند الشيعة».. شرعنة الكذب والنفاق وخداع المسلمين - جريدة الأمة الإلكترونية
والواقع أن هذه الأفعال التي صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت من باب المداراة، ومن باب حسن الخلق وتأليف القلوب، مع أنه حصل مثل هذه المواقف لأناس ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاف من جانبهم شيئاً حتى يقال إنها تقية منه لهم، ثم لم تكن هذه المداراة في أمور الدين إذ لم يعرف عن أحد من الأنبياء أنه دارى أحداً في دينه، وإنما هو حسن الخلق ومقابلة الناس بالبشر مع تألفهم لأقوامهم، ولا ينافي هذا أن يقع في القلب كراهية ما هم عليه من فجور مع محبة الخير لهم وإرشادهم إليه, وبذل النصح لهم بصدق وإخلاص. وفي مختصر التحفة الاثني عشرية فوائد في هذا المعنى، ارجع إليها إن أحببت الزيادة ((مختصر التحفة الاثني عشرية)) (ص288-296). وفي الختام نود التنبيه إلى أن ما ينسبه الشيعة إلى علي رضي الله عنه من قوله بالتقية –غير صحيح بروايات الشيعة أنفسهم وتناقضهم من حيث لا يعلمون. شأن كل باطل: فقد رووا في كتبهم أن علياً كان يهدد عمر في مواقف كثيرة، بل ويصل أحياناً إلى الضرب والإهانة ورفع الصوت فيما يزعمون، وأن علياً لو شاء لخسف بعمر وبغيره، وهذا يدل على أن علياً ما كان بحاجة إلى التقية. ثم رووا عن علي أيضاً أنه توقف عن بيعة أبي بكر زمناً (ستة أشهر) لو كان يرى وجوب التقية لبايعه وأبطن الخلاف.
وقال الحسن: التقيّة جائزة للإنسان إلى يوم القيامة ، ولا تقيّة في القتل. وقرأ جابر بن زيد ومجاهد والضحاك: ( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) وقيل: إنّ المؤمن إذا كان قائما بين الكفّار فله أنْ يداريهم باللسان إذا كان خائفاً على نفسه وقلبه مطمئنّ بالإيمان ، والتقية لا تحلّ إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم (3). قال السيوطيّ في الدرّ المنثور: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفيّ عن ابن عبّاس في قوله ( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) فالتقيّة باللسان من حمل على أمر يتكلّم به وهو معصية لله ، فيتكلّم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإنّ ذلك لا يضرّه ، إنّما التقيّة باللسان (4). 3 ـ وقال تعالى في سورة النحل: ( مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّـهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (5). قال السيوطيّ في الدرّ المنثور: أخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصحّحه ، والبيهقي في الدلائل ، من طريق أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه قال: أخذ المشركون عمّار بن ياسر ، فلم يتركوه حتّى سبّ النبيّ وذكر آلهتهم بخير ، ثمّ تركوه ، فلمّا أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما وراءك شيء ؟ قال: شرّ ، ما تركت حتّى نلت منك ، وذكرت آلهتهم بخير ، قال: كيف تجد قلبك ؟ قال: مطمئنٌّ بالإيمان.
إنها الصداقة الصادقة، والمحبة الصافية، والأخوة الحقة. ولأن الصحبة قد تعين على الطاعة، وتثبت على الاستقامة، أكد الشرع على فضيلة الصداقة إذا كانت لله خالصة, ولله در المحب لله! والأخ الصادق الذي كانت محبته لا لأجل دنيا ولا مال؛ بل لله وفي الله! فقد نال من المطالب أسناها، ومن المراتب أعلاها, وكفاه شرفاً أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:... أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ". كفاهم عزاً وفخراً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيهم، كما في حديث عمر بن الخطاب: " إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانهم من الله تعالى "، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا مَن هم؟! قال: " هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله! إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس "، وقرأ هذه الآية: ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [يونس:62]. رواه أبو داود. منقبةٌ إذا كانت صداقتهم لله، إنهم من القوم الذين يستظلون بظل العرش، فمن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله رجلان تحابا في الله؛ اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.
المستظلون بظل العرش (4) ورجلان تحابا في الله - ملتقى الخطباء
وقد ذكر بعض أهل العلم أن جماع ذلك -يعني هذه الأوصاف المذكورة- أنه إما عائد إلى العلاقة مع الله ، أو العلاقة مع المخلوقين، فالإمام العادل مثلاً هذا فيما يتصل بالعلاقة بالخلق، وهكذا أيضاً ورجلان تحابا في الله ، ورجل دعته امرأته ذات حسن وجمال ، إلى آخره، ورجل تصدق بصدقة فهؤلاء في إحسانٍ للخلق، وهي أحوال متعدية من الإفضال وما إلى ذلك مع المخلوقين، وأن الباقي كقوله ﷺ: وشاب نشأ في عبادة الله ، فالعلاقة بين العبد وبين الرب، وذلك أن العبادة تكون إما بالقلب أو اللسان أو الجوارح، فهذا الشاب الذي نشأ في عبادة الله ، مع قوة الداعي إلى المعاصي والعبث واللهو والغفلة. وكذلك أيضاً هذا الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد، وكذلك أيضاً في قوله: ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. فعلى كل حال يمكن أن يقال: إن هذه الأمور جميعاً عند التأمل تدل على تجذر الإيمان وقوته في قلب صاحبها، فالإمام: هو الملِك المتصرف، فهو ليس يخاف من أحد، ولا يطلبه أحد بمحاسبة ولا تبعة وما إلى ذلك، فإذا عدل مع قوة الداعي مع ما هو معلوم من سكرة الملك، فإن الكثيرين قد لا يستطيعون الانضباط مع الملك بترك الظلم والعسف والقهر والتسلط على الناس بغير الحق، فإذا وجد العدل مع القوة والتمكن فإن هذا يدل على عظم خوف الله في قلب هذا الإنسان.
ورجلان تحابا في الله | موقع البطاقة الدعوي
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله: "... وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) متفق عليه... ". حفظ Your browser does not support the audio element. الشيخ: ذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى عليه وآله وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه): فهؤلاء سبعة، وليس المراد بالسبعة العدد، يعني أنهم سبعة أنفار فقط، ولكنهم سبعة أصناف، لأنهم قد يكونون عدداً لا يحصيهم إلا الله عز وجل. ونحن نتكلم على ما ساق المؤلف الحديث مِن أجله، لأن هذا الحديث سبق لنا وقد شرحناه فيما سبق، ولكن نتكلم على مسألة ضلَّ فيها كثير من الجهال، وهي قوله: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله): حيث توهموا جهلاً منهم أن هذا ظل الله نفسِه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ مُنكر، يقوله بعض المتعيلمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها، فيقال أين الظاهر؟!
رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.من اروع القصص - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي
خطبة الجمعة I رجلان تحابا في الله I د. منصور الصقعوب - YouTube
كتب ظلة صحافة - مكتبة نور
[رجلان تحابا في الله] الرابع من الثلة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.
السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه السلام قال: (سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ ـ كان ـ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه) [صحيح ابن حيان]. شرح الحديث السبعة المظللين ذكر نبي الله عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الحديث النعيم الذي سيحصل عليه سبعة أنواعٍ من عباد الله المؤمنين، أصحاب العقيدة الصافية، والنفوس الزكية، الذين يبتعدون عن ارتكاب المعاصي خوفاً ورهبةً من خالقهم، الذي وعدهم بأنّهم سيكونون في كنفه وتحت ظله في يوم القيامة، والذين سنعرفكم عليهم في هذا المقال. الإمام العادل هو كل إنسان أصبح ولياً على شؤون المسلمين، فأقامها بالعدل، والقسطاس المستقيم؛ لأنّ في ذلك ارتقاءٌ للأمة، ووسيلةٌ لتقدمها وعمرانها في كافة نواحي الحياة إذ يجب عليه أن يتصف بما يأتي: نصرة المظلومين وردّ حقوقهم من الظلّام.
وما أكثر الذين يدعون المحبة! ما أكثر من تلقاه فيقول: أخي، إني أحبك في الله، ولكن لو طلبنا برهان المحبة لوجدناها دعوى. والدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء