وما كان كذلك لم يُشَكَّ في تحريمه، ولا تفسيقِ فاعله وتأثيمه).
ص378 - كتاب الدرر الثرية من الفتاوى البازية - حكم الاستماع الأغاني - المكتبة الشاملة
تاريخ النشر: الأربعاء 15 ربيع الآخر 1436 هـ - 4-2-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 284530
72100
0
217
السؤال
بعض الناس يغلقون الأغاني (مع العلم بحرمتها) أثناء سماعهم للأذان. فماذا عليهم إن تركوها ولم يغلقوها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم الغناء، وأنواعه، في الفتوى رقم: 987 فلتراجع. ص378 - كتاب الدرر الثرية من الفتاوى البازية - حكم الاستماع الأغاني - المكتبة الشاملة. وأوردنا الأدلة والنصوص الدالة على تحريم النوع المحرم منه، مع كلام أهل العلم، وذلك في الفتوى رقم: 54316 ، والفتوى رقم: 66001 فراجعهما أيضا. وعليه؛ فإن الواجب هو ترك الاستماع للأغاني المحرمة في كل الأوقات، والأحوال، فليس تحريمها خاصا بوقت دون وقت، ولا بحال دون حال، ولكن سماعها عند الأذان والإقامة أشد قبحًا؛ لما فيه من الإعراض عن الصلاة، وعدم احترام الشعائر الدينية، وتفويت فضل متابعة المؤذن، والترديد خلفه. ولم نطلع على وعيد خاص بسماعها أثناء الأذان أو الإقامة، غيرَ أن تعمد فعل شيء من ذلك أثناء سماع الأذان، وإقامة الصلاة، يعتبر منكرًا زائدًا على مجرد فعل تلك الأمور، أو سماعها، وراجع في ذلك فتوانا رقم: 247819
والله أعلم.
^ أ ب ت سورة لقمان، آية: 6. ↑ مجموعة من طلاب العلم (25-8-2001م)، "ما هو عذاب من يسمع الأغاني؟" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2017م. ↑ رواه أحمد بن حنبل، في العِلل المُتناهية، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/786، باطل. ↑ مجموعة، "نتائج البحث عن نص من جلس إلى قينة" ، الدّرر السنيّة ، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2017. ^ أ ب محمد الحسن الددو الشنقيطي (8 رمضان 1429 (8/9/2008))، "ما حُكم سماع الأغاني؟" ، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2017. ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي مسعود البدري وقرظة بن كعب، الصفحة أو الرقم: 3094، إسناده صحيح. ↑ أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاريّ، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العباس (1407هـ-1987م)، الزواجر عن اقتراف الكبائر (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة: 337، جزء: 2. ^ أ ب ت ث ج ح فريق من طلبة العلم الشرعيّ (الاثنين 3 ذو الحجة 1421-26-2-2001)، "أنواع الغناء وحكم كل نوع" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2017. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5590، مُعلّق. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثمّ الدمشقي (1419هـ)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة: 296، جزء: 6.
[١٤]
خشية الله تعالى من المُنجيات التي ينجو بها العبد في الدنيا والاخرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر و العلانية والعدل في الرضا والغضب والقصد في الفقر والغنى وثلاث مهلكات: هوى متبع وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه). [١٥] المراجع
تعريف الخوف من الله مزخرفه
قال أبو سليمان: ما فارق الخوف إلا خرب. قال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها. قال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق. تعريف الخوف من الله مزخرفه. أنواع الخوف من حيث الحُكم:
1 - الخوف المحمود الصادق: هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله - عز وجلّ -، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط، قال عثمان الحيري: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله. 2 - الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات وترك المحرمات. 3 - الخوف المستحب: هو ما حمل على فعل المستحبات وترك المكروهات. الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب:
لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارجº فهم لا يجمعون إليه الحب و الرجاء º ولهذا لا يجدون للعبادة لذة وإليها رغبة، وهذا يورث اليأس والقنوط من رحمة الله، وغايته إساءة الظن بالله، والكفر به سبحانه.
تعريف الخوف من الله في رحاب السنه النبويه
[3]
الخوف في الاصطلاح: تعدّدت معاني الخوف في الاصطلاح وبيان بعضها فيما يأتي: [4]
إنّ الخوف هو منزلة من أعظم منازل الطريق إلى الله تعالى، وأشدّها نفعاً لقلب العبد، وهي عبادة قلبيّة مفروضة، قال الله تعالى: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) ، [5] والخوف حالة يصاحبها حركة في القلب عند استشعار عظمة المَخُوف. إنّ الخوف يكون على قدر العلم والمعرفة بالمَخُوف، والخوف صفة لعامّة المؤمنين، والخائف من الله يهرب منه إليه. منزلة الخوف والخشية من الله تعالى. إنّ الخوف من عذاب الله -تعالى- ليس مقصوداً لذاته؛ وإنّما هو وسيلة للهروب ممّا يكون سبباً في العذاب؛ لأنّ أثر الخوف متعلّق بأفعال العبد، ولذلك قيل: الخوف الصادق هو ما منع صاحبه عن محارم الله تعالى، وقال ابن تيمية رحمه الله: (الخوف المحمود ما حجز صاحبه عن محارم الله). إنّ الخوف له ثلاث مراتب؛ الأولى: أن يخاف العبد من العقوبة، وبهذه المرتبة يصحّ الإيمان ، وهذه المرتبة من الخوف هي خوف العامّة، ويتحصّل الخوف من التّصديق بالوعيد ومعرفة المعصية، واستشعار عاقبة الفعل، والثّانية: الخوف الذي لا ينقطع حال هناء العيش وسرور الخاطر، فيمتنع العبد عن قبيح الأفعال في كلّ حال، والثّالثة: خوف الخاصّة، وهو حال أهل الخصوص؛ فليس في خوفهم وحشة كخوف من أساء الفعل، بل خوفهم خوف هيبة الجلال، وأعظم ما تكون أوقات المناجاة.
و كذا إذا أصاب أحداً منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب ، و إذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يعذه ، و لو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه بشىء و لم يتعرض له بالأذى. تعريف الخوف من الله في رحاب السنه النبويه. 2 - الخوف من وعيد الله: الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات و أقسام كما مضى ذكره قبل قليل. 3 - الخوف المحرم: و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس و كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك. 4 - الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى) ، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام. 5 - الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام و التوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل.