وأعلنت البراءة
من المشركين، وذكرت صفاتهم؛ من نقض العهود، والخبثونحوه، وكذا فقد حرّمت دخول المشركين
إلى المسجد الحرام، وورد فيها فرضية الجزية على أهل الكتاب. وكذا فقد أبانت
امتنان الله عز وجل على المسلمين بأن أرسل
إليهم رسولاً منهم، حثَّتهم على الجهاد في سبيل الله عز وجل وأن لايبدوا عن ذلك عن
ذلك مُتع الدنيا الزائلة. وبينت أنَّ الله عز وجل ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم
وأنَّ كلمة الله تعالى هي العليا. فضل
سورة التوبة لم يرد في فضل
سورة التوبة أحاديث نبوية صحيحة، وإنما ورد في فضلها الضعيف من الأحاديث. المصادر 1) موضوع ( تعريف سورةالتوبة) من موقع موضوع. 2) موضوع ( فضل سورة التوبة)
من موقع سطور. 3) موضوع ( سورة التوبة) من
موقع ويكيبيديا. 4) موضوع ( سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة) من موقع موضوع. 5) شرح حديث أبو هريرة رضي الله عنه من موقع الدرر السنية
(للأحاديث النبوية). موضوعات سورة التوبة - تفاصيل. 6) موقع الدررالسنية (للأحاديث النبوية). 7) سورة التوبة مكتوبة من
موقع القرآن الكريم. هذا والله أعلم.
- موضوعات سورة التوبة - تفاصيل
- [15] مقاصد سورة التوبة - مقاصد السور القرآنية - طريق الإسلام
- فضل سورة التوبة - سطور
- فوائد سورة التوبة - أفضل إجابة
- نفحات قرآنية .. في سورة التوبة
- الباحث القرآني
- تفسير: (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا)
- Books وأذا جائك الذين يؤمنون بآياتنا - Noor Library
موضوعات سورة التوبة - تفاصيل
سبب تسمية سورة التوبة
يتمثل أول أسباب نزول الآية الكريمة فيما بدر من جماعة المشركين والمنافقين من المسلمين بما يقومون به من أعمال عمارة المسجد الحرام، وقيامهم بتعهد البيت وحجابته والوقوف على مصالحه ومباشرتها، وسقي الحجاج، وقد قدم بعضهم تلك الأعمال على الإيمان بالله جل وعلا والجهاد في سبيله والإيمان باليوم الآخر وهو ما روى الدليل عليه أبو داوود، مسلم، ابن أبي حاتم، ابن حبان، وغيرهم حيث بين العزيز الحكيم في آياتها عدم الاعتداد بتلك الأعمال التي يقومون بها طالما لم يصحبها الإيمان بالله سبحانه ورسوله الكريم والإيمان باليوم الآخر والهجرة مع النبي للجهاد معه. كما سميت بذلك لما تتضمنه من إشارات ودلائل إلى توبة الله جل وعلا على نبيه الكريم وما تبعه من أنصار ومهاجرين اتبعوه في وقت الضيق وساعة العسرة عقب ما كان سيصيبهم من زيغ قلب لفريق منهم في غزوة تبوك وقد كانوا سوف يتخلفون عنها. أما سبب نزول الآية 25 كمها والتي يقزل الله تعالى بها (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ) حيث ورد عن الربيع بن أنس أن هناك رجلاً قد قال في يوم حنين ( لن نغلب اليوم من قلة، وكانوا اثني عشر ألفا، فشق ذلك على رسول الله.
[15] مقاصد سورة التوبة - مقاصد السور القرآنية - طريق الإسلام
ولعل مأخذ هذه التسمية، قوله عز وجل: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} (التوبة:73). وسميت (المدمدمة)، روي عن سفيان الثوري أنها تسمى (المدمدمة)، بصيغة اسم الفاعل من دمدم، إذا أهلك؛ لأنها كانت سبب هلاك المشركين. ما جاء في فضل السورة
ذكر ابن رجب أن عبد الله ابن الإمام أحمد ، و سعيد بن منصور أخرجا عن أُبيٍّ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (براءة) يوم الجمعة. وقد ورد في فضل الآيتين الأخيرتين من هذه السورة ما رواه أبو داود موقوفاً و ابن السني عن أبي الدرداء مرفوعاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يصبح وحين يمسي: { حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة). مقاصد السورة
قال ابن عاشور: "افتتحت السورة كما تفتتح العهود وصكوك العقود بأدل كلمة على الغرض الذي يراد منها، كما في قولهم: هذا ما عهد به فلان، وهذا ما اصطلح عليه فلان وفلان، وقول الموثقين: باع، أو وكَّل، أو تزوَّج، وذلك هو مقتضى الحال في إنشاء الرسائل والمواثيق ونحوها". فضل سورة التوبة - سطور. وبالفعل فإن هذه السورة ابتدأت حديثها بإعلان البراءة من أفعال الكافرين، وأعلنت المفاصلة بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل الإيمان وأهل الشرك، وأهل الإسلام وأهل النفاق.
فضل سورة التوبة - سطور
ثم أردف رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علي بن ابي طالب رَضِيَ اللَّهُ
عنْه ليبلغ الناس سورة التوبة وذلك كما في الحديث الذي ذكرناه آنفًا عن أبو هريرة رضي
الله عنه قال: (بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلكَ الحَجَّةِ
في مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَومَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بمِنًى: ألَّا يَحُجَّ بَعْدَ
العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ. ثُمَّ أرْدَفَ رَسولُ اللَّهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ، وأَمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ ببَرَاءَةَ،
قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فأذَّنَ معنَا عَلِيٌّ يَومَ النَّحْرِ في أهْلِ مِنًى ببَرَاءَةَ ،
وأَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ) صحيح البخاري. موضوعات
سورة التوبة ومقاصدها لقد تناولت سورة
التوبة الكثير من المواضيع ،ولكنها ركزت بشكلٍ أساسي على المنافقين وحقيقتهم، وذكرت
موقف النّاس مع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المدينة المنورة، وتصرّفهم في
غزوة تبوك. وذكرت توبة الله
على من تخلف عن الجهاد في غزوة تبوك مع رسول الله صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم، وتمحورت سورة التوبة حول ذكر أهميّة الجهاد في سبيل الله؛
لنشر دين الإسلام، ونقضت العهود مع المشركين الذين نقضوا عهودهم مع المسلمين، وكذا
أيضًا فقد حوت سورة التوبة توعّد للذين يتقاعسون من المسلمين عن الجهاد في سبيل الله بحياة في الدنيا والآخرة
مليئة بالذلّ والعذاب الأليم.
فوائد سورة التوبة - أفضل إجابة
في كتاب خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة بعثه اللّه يوم القيامة بريئا من النفاق. ومن كتبها وجعلها في عمامته ، أو قلنسوته ، أمن اللصوص في كل مكان ، وإذا هم رأوه انحرفوا عنه ، ولو احترقت محلته بأسرها لم تصل النار إلى منزله ، ولم تقربه أبدا ما دامت عنده مكتوبة» «1». وعن علي عليه السّلام: «لم تنزل بسم اللّه الرحمن الرحيم على رأس سورة براءة لأن بسم اللّه للأمان والرحمة ، ونزلت براءة لرفع الأمان بالسيف». وعن الصادق عليه السّلام قال: «الأنفال وبراءة واحدة» «2». وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: يا علي أمان لأمتي من السرق {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] إلى آخر الآية { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إلى آخرها «3». _______________________
(1) تفسير البرهان ، ج 3 ، ص 359. (2) مجمع البيان ، ج 5 ، ص 6. (3) بحار الأنوار ، ج 19 ، ص 277.
نفحات قرآنية .. في سورة التوبة
وبالفعل فإن هذه السورة ابتدأت حديثها بإعلان البراءة من أفعال الكافرين، وأعلنت المفاصلة بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل الإيمان وأهل الشرك، وأهل الإسلام وأهل النفاق. هذا من حيث فاتحة السورة، وتحديد هدفها العام، ثم وراء ذلك تضمنت السورة مقاصد أُخر، نذكر منها: - معاداة من أعرض عن اتباع الداعي إلى الله في توحيده، واتباع ما يرضيه، وموالاة من أقبل عليه. يدل على هذا المقصد: قصة الثلاثة المخلَّفين، فإنهم هُجروا، وأُعرض عنهم بكل اعتبار، حتى بالكلام وبالسلام، إلى أن تاب الله عليهم. - تضمنت السورة من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى الكثير؛ وذلك لتذكير تالي القرآن وسامعه المرة بعد المرة بربه وخالقه، وما هو متصف به من صفات الكمال، الذي يثمر له زيادة تعظيمه وحبه والرجاء في رحمته وإحسانه، والخوف من عقابه، لمن أعرض عن هداية كتابه، أو خالف حكمته وسننه في خلقه، وهذا أعلى مقاصد القرآن، في إكمال الإيمان، وإعلاء شأن الإنسان. - تقرير عدة عقائد من أصول الإيمان، وكمال التوحيد ، وحصول اليقين ، جُمعت كلها في آية واحدة من هذه السورة، وهي قوله تعالى: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51].
وكتبت بهذا الاسم في المصاحف أيضاً. وجاء هذان الاسمان في حديث زيد بن ثابت في "صحيح البخاري"، قال رضي الله عنه: (فتتبعت القرآن، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة سورة براءة). وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف. وسميت (الفاضحة)؛ لأنها فضحت أمر المنافقين، وكشفت مؤامراتهم ودسائسهم. روي عن سعيد بن جبير ، قال: قلت لـ ابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة؟ قال: التوبة! بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: { ومنهم} حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذُكر فيها. وسميت (العذاب)؛ لأنها وعدت الكافرين بالعذاب الأليم. أخرج الطبراني في "الأوسط" عن حذيفة رضي الله عنه، قال: (التي تسمون سورة التوبة، هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه، ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها). قال الهيثمي: ورجاله ثقات. وسميت (المنقِّرة)؛ روي عن عبيد بن عمير أنه سماها (المنقِّرة) بكسر القاف المشددة؛ لأنها نقَّرت عما في قلوب المشركين من نوايا الغدر بالمسلمين، والتمالؤ على نقض العهد، وهو من نقر الطائر، إذا أنفى بمنقاره موضعاً من الحصى ونحوه ليبيض فيه. وسميت (المقشقشة)؛ روي أن رجلاً قال لـ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: سورة التوبة؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة.
واختلفت القراء في قراءة قوله ( وولدا) فقرأته قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: ( وولدا) بفتح الواو من الولد في كل القرآن ، غير أن أبا عمرو بن [ ص: 247] العلاء خص التي في سورة نوح بالضم ، فقرأها "ماله وولده " وأما عامة قراء الكوفة غير عاصم ، فإنهم قرءوا من هذه السورة من قوله ( مالا وولدا) إلى آخر السورة. واللتين في الزخرف ، والتي في نوح ، بالضم وسكون اللام. تفسير: (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا). وقد اختلف أهل العربية في معنى ذلك إذا ضمت واوه ، فقال بعضهم: ضمها وفتحها واحد ، وإنما هما لغتان ، مثل قولهم العدم والعدم ، والحزن والحزن. واستشهدوا لقيلهم ذلك بقول الشاعر: فليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حمار
ويقول الحارث بن حلزة: ولقد رأيت معاشرا قد ثمروا مالا وولدا
وقول رؤبة: الحمد لله العزيز فردا لم يتخذ من ولد شيء ولدا
وتقول العرب في مثلها: ولدك من دمى عقبيك ، قال: وهذا كله واحد ، بمعنى الولد. وقد ذكر لي أن قيسا تجعل الولد جمعا ، والولد واحدا. ولعل الذين قرءوا ذلك بالضم فيما اختاروا فيه الضم ، إنما قرءوه كذلك ليفرقوا بين الجمع والواحد. قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك عندي أن الفتح في الواو من الولد والضم فيها بمعنى واحد ، وهما لغتان ، فبأيتهما قرأ [ ص: 248] القارئ فمصيب الصواب ، غير أن الفتح أشهر اللغتين فيها ، فالقراءة به أعجب إلي لذلك.
الباحث القرآني
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (أَفَرَأَيْتَ) يا محمد (الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا) حججنا فلم يصدّق بها، وأنكر وعيدنا من أهل الكفر (وَقَالَ) وهو بالله كافر وبرسوله (لأُوتَيَنَّ) في الآخرة (مَالا وَوَلَدًا). وذُكر أن هذه الآيات أنـزلت في العاص بن وائل السهمي أبي عمرو بن العاص. * ذكر الرواية بذلك: حدثنا أبو السائب وسعيد بن يحيى، قالا ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن خباب، قال: كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فقال: فإذا أنا متّ ثم بُعثت كما تقول، جئتني ولي مال وولد، قال: فأنـزل الله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا) ( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا).... إلى قوله: وَيَأْتِينَا فَرْدًا. حدثني به أبو السائب، وقرأ في الحديث: وولدا. Books وأذا جائك الذين يؤمنون بآياتنا - Noor Library. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل السهمي بدين، فأتوه يتقاضونه، فقال: ألستم تزعمون أن في الجنة فضة وذهبا وحريرا، ومن كلّ الثمرات؟ قالوا: بلى، قال: فإن موعدكم الآخرة، فوالله لأُوتينّ مالا وولدا، ولأُوتينّ مثل كتابكم الذي جئتم به، فضرب الله مثله في القران، فقال: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا).... إلى قوله وَيَأْتِينَا فَرْدًا.
تفسير: (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا)
{أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا} (77) القول في تأويل قوله تعالى { أَفَرَأَيْتَ الّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لاُوتَيَنّ مَالاً وَوَلَداً * أَطّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتّخَذَ عِندَ الرّحْمََنِ عَهْداً}. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أفَرأيْتَ يا محمد الّذِي كَفَرَ بآياتِنا حججنا فلم يصدّق بها ، وأنكر وعيدنا من أهل الكفر وَقالَ وهو بالله كافر وبرسوله لاَوتَينّ في الاَخرة مالاً وَوَلَدا. الباحث القرآني. وذُكر أن هذه الاَيات أنزلت في العاص بن وائل السهمي أبي عمرو بن العاص. ذكر الرواية بذلك: حدثنا أبو السائب وسعيد بن يحيى ، قالا: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن خباب ، قال: كنت رجلاً قَيْنا ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال: والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد ، فقلت: والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث ، قال: فقال: فإذا أنا متّ ثم بُعثت كما تقول ، جئتني ولي مال وولد ، قال: فأنزل الله تعالى: أفَرأيْتَ الّذِي كَفَرَ بآياتِنا وَقالَ لاَوتَينّ مالاً وَوَلَدا أطّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتّخَذَ عِنْدَ الرّحْمنِ عَهْدا... إلى قوله: ويَأْتينا فَرْدا.
Books وأذا جائك الذين يؤمنون بآياتنا - Noor Library
وقوله ( أطلع الغيب) يقول عز ذكره: أعلم هذا القائل هذا القول علم الغيب ، فعلم أن له في الآخرة مالا وولدا باطلاعه على علم ما غاب عنه ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا) يقول: أم آمن بالله وعمل بما أمر به ، وانتهى عما نهاه عنه ، فكان له بذلك عند الله عهدا أن يؤتيه ما يقول من المال والولد. كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا) بعمل صالح قدمه.
واستشهدوا لقيلهم ذلك بقول الشاعر: فَلَيْتَ فُلانا كانَ في بَطْنِ أُمّهِ *** وَلَيْتَ فُلانا كانَ وُلْدَ حِمارِ ويقول الحارث بن حِلّزة: وَلَقَدْ رأيْتُ مَعاشِرا *** قَدْ ثَمّرُوا مالاً وَوُلْدَا وقول رُؤْبة: الْحَمْد لِلّهِ العَزِيزِ فَرْدَا *** لَمْ يَتّخِذْ مِنْ وُلْدِ شَيْءٍ وُلْدَا وتقول العرب في مثلها: وُلْدُكِ مِن دَمّى عَقِبَيْكِ ، قال: وهذا كله واحد ، بمعنى الولد. وقد ذُكر لي أن قيسا تجعل الوُلْد جمعا ، والوَلد واحدا. ولعلّ الذين قرأوا ذلك بالضمّ فيما اختاروا فيه الضمّ ، إنما قرأوه كذلك ليفرقوا بين الجمع والواحد. قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك عندي أن الفتح في الواو من الوَلد والضمّ فيها بمعنى واحد ، وهما لغتان ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب ، غير أن الفتح أشهر اللغتين فيها. فالقراءة به أعجبُ إليّ لذلك.