هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين. مولدها قبل البعثة بقليل، وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»، ولفظ صحيح مسلم: «إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها»)، وتزوجها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذي القعدة، أو قبيلة، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيزة، وكانت صابرة، خيرة، صينة، قانعة، شاكرة لله تعالى. مدفع صوت: فاطمة الزهراء... خير نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة | صوت الأمة. وبلغ من محبة النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة أنه كان إذا سافر يكون آخر عهده بفاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة، قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به». كانت رضي الله عنها شديدة الحياء، وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أنه لما مرضت فاطمة رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه استحيت أن تظهر تفاصيل جسمها بعد موتها حين تحمل إلى قبرها، فقالت: إني لأستحيي أن أخرج غداً على الرجال.
مدفع صوت: فاطمة الزهراء... خير نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة | صوت الأمة
مخطوط فاطمة الزهراء
وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يبدأ بالسلام عليها عند الدخول وعندما يعود من السفرٍ أو الغزوٍ، فيدخل المدينة بعد أن اشتاقت نفسه إليها، ويدخل المسجد فيصلّي فيه ركعتين، ثم يذهب إلى بيت ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، ممّا يدلّ على شدّة حبّه ومودّته لها، وإكرامه إيّاها، وعلى مكانتها ومنزلتها -رضي الله عنها-.
المصدر:
خرجه الموطأ وغيره. انتهى. وقال الغزالي في إحياء علوم الدين: وقال صلى الله عليه وسلم من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني وهذا أيضاً إشارة إلى أن فضيلته لأجل التحرز من المخالفة تحصناً من الفساد فكأن المفسد لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه وقد كفى بالتزويج أحدهما. انتهى. فتبين مما ذكر أن الزواج نصف الدين بهذا المعنى.
نهى الرسول عن الزواج من هجري
[٤]
ما جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأْمُرُ بالباءَةِ، ويَنْهَى عنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شديدًا، ويقولُ: تَزَوَّجُوا الودودَ الولودَ فَإِنِّي مكاثِرٌ بِكُمُ الأنبياءَ يومَ القيامَةِ). [٥]
أحاديث نبوية عن تيسير الزواج
فيما يأتي ذكر بعض الأحاديث النبوية التي تدلُّ على تيسير الزواجِ:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حَقٌّ علَى اللهِ عونُ؛ مَنْ نَكحَ التِماسَ العَفافِ عمَّا حرَّمَ اللهُ.. نهى النبي عن تلاقح البراجم - موقع محتويات. ). [٦]
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عونهم: المجاهدُ في سبيلِ اللهِ، والْمُكَاتَبُ الذي يريدُ الأداءَ، والناكحُ الذي يُرِيدُ العفافَ). [٧]
ما جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث قال: (تَزَوَّجْتُ فاطمةَ رضِيَ اللهُ عنها، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ابنِ بي، قال: أَعطِها شيئًا، قُلْتُ: ما عندي مِن شيْءٍ، قال: فأين دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ؟ قلت: هي عِندي، قال: فأَعْطِها إيَّاهُ). [٨]
أحاديث نبوية عن حسن اختيار الزوج والزوجة
لقد حثَّ الشرع الحنيف الرجل والمرأة عند الزواج على حسنِ اختيارِ كلِّ واحدٍ منهما للآخر، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر الأحاديث النبوية التي دلت على ذلك، وفيما يأتي بيان ذلك:
ما صحّ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله: (تخيَّروا لنُطَفِكم ، فانكِحوا الأكفاءَ و أَنكِحوا إليهم).
نهى الرسول عن الزواج من معروف
ودليل الحال الثانية ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها -: أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله, إن أبا سفيان رجل شحيح, وليس يعطيني ما يكفيني وولدي, إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. مع ملاحظة أنه إذا لم تُلَم المرأة على الشكاية لم تكن محلًا للنهي عن الزواج منها. والله أعلم.
علة بطلان نكاح الشغار اشتراط عدم المهر، فإن سموا مهرًا صحَّ
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار. والشغار: أن يزوِّج الرجل ابنته على أن يزوِّجه الآخر ابنته، وليس بينهما صداق. قوله: (نهى عن الشغار)، وفي رواية: عن نكاح الشغار. نهى الرسول عن الزواج من العنف. قوله: (والشغار: أن يزوج الرجل ابنته) على أن يزوجه الآخر ابنته، في رواية قال عبيدالله بن عمر: قلت لنافع: ما الشغار؟ فذكَره، وعند مسلم عن أبي هريرة: والشغار أن يقول الرجل للرجل: زوِّجني ابنتك وأزوِّجك ابنتي، وزوِّجني أختك وأزوِّجك أختي، وأخرج عبدالرزاق عن أنس مرفوعًا: لا شغار في الإسلام، والشغار أن يزوِّج الرجلُ الرجلَ أُختَه بأخته. وروى البيهقي عن جابر مرفوعًا: نهى عن الشغار، والشغار أن ينكح هذه بهذه بغير صداق، بضع هذه صداق هذه، وبضع هذه صداق هذه، وأخرج أبو الشيخ في كتاب النكاح من حديث أبي ريحانة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المشاغرة، والمشاغرة أن يقول: زوِّج هذا من هذه، وهذه من هذا بلا مهر؛ قال القرطبي: تفسير الشغار صحيح موافق لما ذكره أهل اللغة، فإن كان مرفوعًا فهو المقصود، وإن كان من قول الصحابي، فمقبول أيضًا؛ لأنه أعلم بالمقال وأقعد بالحال، قال النووي: أجمعوا على أن غير البنات من الأخوات وبنات الأخ وغيرهنَّ كالبنات في ذلك، والله أعلم.