السؤال:
إذا حلفت على شخص ألا يفعل كذا ففعله، وحنثني في يميني وليس بيدي إلزامه، فماذا أفعل ؟ أفيدوني بارك الله فيكم
الجواب:
من حلف على يمين وحنث كفر عن يمينه، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير»، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه»، ويقول جل وعلا: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ﴾الآية[المائدة: 89].
حكم من حلف ألا يفعل أمراً ولم يفعله - إسلام ويب - مركز الفتوى
فتاوى ذات صلة
جزاء من نوي فعل شئ ولم يفعله
من هم بفعل حسنه ولم يفعلها كتبة له حسنه كامله فان فعلها كتبة حسنه بعشر امثالها الي 700 ضعف والله يضاعف لمن يشاء
ومن هم بعمل سيئه ولم يفعلها كتبة له حسنه فلن فعلها كتبة له سيئه واحده
ثم يتساءل عن هذا اللفظ (الحضارة) الذي فغرت له أفواههم، وامتلأت به أشداقهم: «أين هو لفظًا في كتاب الله، أو في سنة رسوله، أو على ألسنة خلفائه وصحبه؟ ثم تستمر هذه المناقشة الفكرية اللغوية على هذا المنوال». وهكذا تجري أحداث (بصيرة الفتيان بعد رحلة البيان) في تأملات ومناقشات ومقارنات عمادها (اللغة) و(الدين). كتبها بتنسيق مع أبناء المترجم له عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي وراجعها وصحّحها: تميم بن عبدالعزيز بن محمد القاضي (ابن المترجم له)............... الهوامش: (1) مقدمة كتابه الآخر الذي وصفه بأنه (الرديف) لرحلة البيان، وهو (بصيرة الفتيان بعد رحلة البيان) ص3. وسنعرضه بإيجاز في الفقرة القادمة من (مؤلفاته). (2) كتبه في حاشية الصفحة الأولى من مقدمة (بصيرة الفتيان بعد رحلة البيان). (3) الجوّابة: وسيلة تنقّل تجوب الفيافي وتقطع البيد، وهي وسيلة غير محددة، لكنها صالحة لهذه المهمة، قادرة على السير في الصحراء، رمالها وجبالها وسهوبها وأوديتها. وفي مقدمة كتابه الآخر (بصيرة الفتيان) قال: «طوت بالفتيان جوّابتهم على الصحراء آفاق الزمن، وقلّبت على (هدير محركها) صفحات العصور». وهذا يدل على أن (الجوّابة) المذكورة إنما هي سيارة.
عبدالعزيز بن محمد القاسمي
ولم تقتصر الرحلة على العرض فقط بل تخللها كثير من اللمحات النقدية، والتوجيهات الفكرية التي أفصحت عن شخصية المؤلف العلمية والأدبية والنقدية. 4 - بصيرة الفتيان بعد رحلة البيان (مخطوط): وهو - كما ذكر المؤلف في المقدمة - رديف للكتاب السابق (رحلة الفتيان في مرابع البيان)، قال (4): «ولئن كانت (الرحلة) نجعة للبيان في مواطنه وبين مضاربه، وكان البيان ظهوراً وجلاء ووضوحاً في دلالة اللفظ على مقاصده، فإن (البصيرة) بعد (الرحلة) ونجعتها، تدبّرٌ ونُجعة للمعاني في حمى أصالتها، وعند مستقر مقاصدها، حيث لا يجتمع لديها ما هو شتيت، ولا يتفرق ما هو جميع. إن المعاني حركة العقل في النفس. وفي حال الرشد تضيء (البصيرة) فتراها على حقائقها، ناطقةً بها أصولُها، لا تتشابه بها تأويلات من غيٍّ أو سَفَهٍ أو غرور، تُحرّف الكلم عن مواضعه، فتُلبسه غير أثوابه، وتدثره من الأوصاف غير أَكْسِيَتِه، زورًا وبُهتانًا، أو سفهًا وغيًّا، أو جهلاً وغرورًا. عادت البصيرة في بصائر الفتيان بعد رحلة البيان لتجد اضطراب الشأن، وسلطان الغرور والبهتان. تقلّبت بهم (البصيرة) بين مواطن هذا الاضطراب في مجالسه، وفي محافله ومعاقله؛ لترى شيئًا شتيتًا فاجتمع، وما كان جميعا فتفرّق، وما كان غريبًا فاستأنس.
عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز
نشأة الدولة السعودية في القرن التاسع الهجري نشأت الدولة السعودية في منتصف القرن التاسع الهجري (850هـ) في بلدة الدرعية بوادي حنيفة، وبلدة الدرعية في وادٍ خصيب تنتظم القرى فيه من أعلاه إلى أن يتجه للخرج، ففي أعلاه سدوس والعيينة والجبيلة والوصيل والعمارية ثم الدرعية وعرقة وبالقرب من الدرعية حَجْر (الرياض)، فالدرعية درة الوادي، ففيها مزارع النخيل وأشجار الفواكه ومزارع القمح وغيره، ولها سمعة بأنها بلد الخصب والنماء، فهي تجذب الآخرين إلى الاستيطان فيها ولذلك قصدها مانع بن ربيعة المريدي جد آل سعود بعد أن اتفق مع ابن عمه ابن درع على الاستقرار في وادي حنيفة. وبما أن مانع بن ربيعة وابن درع من حنيفة ثم من بكر بن وائل، فرؤيتهما أن يكونا يدًا واحدة في حماية وادي حنيفة، ولذلك استقر مانع في المليبيد وغصيبة. ووادي حنيفة منذ القديم لبنو حنيفة، وقد أحس ابن درع بأن القبائل الأخرى تهدد أمن الوادي بما فيه الدرعية، فاستِنجادُ ابن درع بمانع المريدي له أبعاد سياسية واقتصادية. هذه حال الدولة السعودية في أيام نشأتها؛ مشاركة في حماية وادي حنيفة وتكاتف لحماية وادي حنيفة. الدرعية في القرن العاشر الهجري: ثبَّتَ مانع المريدي ملكه فكثر الوافدون عليه من طالبي العمل ومن الموالفة الذين يألفون زعماء القرى فيقطنون بجوارهم في شهور الصيف ليجدوا الماء والأعلاف لإبلهم وأغنامهم وخيلهم، وصداقات المريدي مع زعماء القبائل أكسبته الشهرة فعرف بالكرم والجود وحسن المعاملة.
قلت: وانطلقت (رحلة الفتيان) هذه عبر جوّابة(3). وقد استطاع المؤلف أن يُقدم فيها معظم درر الشعر الجاهلي، وأبرز أخبار الشعراء، وأيام العرب في الجاهلي والإسلام، وقد يسوق طرفًا من الخبر، حتى إذا بلغ أوجه في الإثارة قطعه عند الفراغ من عرض بعض جوانبه، ليُحيل إلى مصدره لمن يرغب في الاستزادة، وهذا أسلوب فريد في الترغيب في القراءة، وهو تدريب للناشئة وتعليم مشوّق بأسلوب غير مباشر على البحث في المصادر! والرحلة حوت كثيرًا من الأخبار والأشعار في العصر الجاهلي، وعرضتها بطريقة مشوّقة، تشبه القصة في السرد والعرض، لكنها تخالفها في كون محتواها حقيقة لا خيالاً. وقد قال المؤلف في خاتمتها موضّحًا مخالفتها للقصة: «لا تستجيب هذه الرحلة إلى موازين ما يسمى بالقصة الأدبية، ولا تضبط فصولها مساقط اعتبارها وعُقدها، ولا تمر بين مباضع أهل النقد بمختلف رياداته ومدارسه. هي رحلة انتجعت مواطن البيان، ومضارب أهله، منطلقة في هذه النُّجعة على محض (السجيّة) ضحوة (العفوية). إنها لا تحتكم إلى تلك الموازين وعُقدها، ومقاييس نقدها، بل إلى أسارير وجه القارئ من شباب الأمة عبر الأجيال متى برقت بالرضا، وتهللت بالترحيب، فذلك حسبُها. إنها نُجعة الفتى العربي، وريادة مناهل أصالته، بيانًا وسجايا، وحسبها الوفاء له من ذلك بالقدر المستطاع... ».