طريقة البحث
نطاق البحث
في الفهرس
في المحتوى
في الفهرس والمحتوى
تثبيت خيارات البحث
ما معنى التصوف ، ومن هم أعلامه ؟
أما وقد هدانا الله بأنبيائنا ورسلنا السابقين، وختم تلك الهداية بتلك الحلقة الخاتمة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، فلا داعي لنا أن نسلك مسالك هؤلاء الذين لم يهدِهم الله بما هدانا به.
حكم الإسلام في التصوف والمتصوفين
[٤]
الفرق بين التصوف والزهد
أين ظهر الزهّاد الثائرون على التصوف؟
إنّ التصوّف في بعض جوانبه هو زهدٌ في الدنيا وخروج من ملذاتها واعتزال للشهوات وأهلها، وهو خلقٌ قد حثّ عليه الإسلام وكان عليه الصحابة الأوائل رضي الله عنهم، فعن الحسن البصري أنّه قال: "أدركتُ سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف"، فلبس الصوف علامة على الزهد في الدنيا وكذلك في الحديث الشريف: "عليكم بلِباسِ الصُّوفِ، تَجِدوا حلاوةَ الإيمانِ في قلوبِكم"، [٥] ففي الزهد واليأس من الدنيا علامة كبيرة على صفاء النفس وهو الذي يدعو إليه التصوّف. [٦] ولكن قد ذكر بعضهم أنّه قد قامت جماعة في نيسابور من الزهّاد ثاروا على مبادئ التصوّف ورأوا فيها ما يعيقهم عن الوصول إلى رتبة الإنسان الكامل، فغالوا في الزهد، فالفرق بين المصطلحين هو أنّ الزهد أعمّ من التصوّف، والتصوّف من علاماته الفارقة هو الزهد ولكن بقدر وليس بمغالاة.
التصوف السني وخصائصه - سطور
إن الإنسان –عامةً- محب لذاته. وفقط عندما يقوم الإنسان بتطهير قلبه وتزكية نفسه عندها سوف ينزاح الستار ويتلاشى الران، ومن ثم يمكن للعين أن ترى الله. خلال سنوات من العمل، قام شيوخ الصوفية بتطوير منهج علمي لتحقيق هذه التزكية. لقد إكتشفوا بأن الكائن البشري يمتلك، بالإضافة إلى ملكة العقل، مراكز أخرى للوعي تعمل كملكات داخلية من أجل إكتساب المعرفة. من بين هذه المراكز، يأتي القلب في المقام الأول. ومن خلال التمرين الجاد، طوّر شيوخ الصوفية وسائل تساعد في تنشيط ملكة القلب، مساهمةً بذلك في تعزيز قدرات الإدراك والبصيرة. حكم الإسلام في التصوف والمتصوفين. يصبح القلب المصقول مرآة تستقبل نور الحقيقة وتعكسها على وعي الإنسان. وبهذا النور يبزغ إدراكٌ بأن وراء هذا العالم المادي إلهٌ يقوم كل شيء في هذا الكون بالدلالة عليه. كينونة الإنسان بحد ذاتها تدل على الله. إن إكتشاف الإمكانات الإلهية وتحقيقها ينتج عنه في النهاية إيمان ثابت ويقين بالحق. وبذلك يسلم الإنسان نفسه كاملًا لله تعالى، كما تسلم قطرة المطر نفسها للمحيط. وتمتثل عندها إرادة الإنسان لإرادة الله، بحيث يؤدي الإنسان كل أعماله في سبيل الله وحده. ومن خلال الطاعة المتخلصة من حب الذات، يتمكن السالك من إدراك حضور الله في كل الأحداث والظروف.
وأما قول القائل: إنه اسم محدث أحدثه البغداديون، فمحال، لأن في وقت الحسن البصري رحمه الله كان يعرف هذا الاسم، وكان الحسن قد أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، وقد رُوي عنه أنه قال: رأيت صوفيا في الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال: معي أربعة دوانيق يكفيني ما معي. وروي عن سفيان الثوري رحمه الله أنه قال: لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء، وقد ذكر الكتاب الذي جُمع فيه أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يسار، وعن غيره يذكر فيه حديثاً: أنه قبل الإسلام قد خلت مكة في وقت من الأوقات، حتى كان لا يطوف بالبيت أحد، وكان يجيء من بلد بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف، فإن صح ذلك فإنه يدل على أنه قبل الإسلام كان يعرف هذا الاسم، وكان يُنسب إليه أهل الفضل والصلاح، والله أعلم) اللمع للطوسي ص 42، 43، أيضا الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسنى ص 53 ط عالم الفكر القاهرة. وبمثل ذلك قال السهروردي: (وهذا الاسم لم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان في زمن التابعين - ثم نقل عن الحسن البصري وما نقلناه عن الطوسي أيضا - ثم قال: وقيل: لم يعرف هذا الاسم إلى المائتين من الهجرة العربية) عوارف المعارف للسهروردي ص 63.
( ٥) أخرجه ابن ماجه في «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب ما يجب على الإمام (٩٨١). والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٤/ ٣٦٦). ( ٦) أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة» (١/ ١٤٦) باب من نسي صلاة فليصلِّ إذا ذكرها ولا يعيد إلاَّ تلك الصلاة، ومسلم في «المساجد ومواضع الصلاة» (١/ ٣٠٩) رقم (٦٨٤) واللفظ له، من حديث أنس رضي الله عنه.
حكم نسيان سجود السهو يوتيوب
من المعروف أن السهو هو: نسيان الشيء أو الغفلة عنه، والسهو في الصلاة: أن يقع من المصلي خلل على سبيل السهو أو النسيان، وسجود السهو شُرِعَ لجبر الخلل الذي وقع في الصلاة، أما مجرد السهو أو السرحان مع عدم نسيان شيء من سنن أو أركان الصلاة لا يبطل الصلاة ولا شيء على المسلم فيه، لكنه لاشك ينقص من ثواب الصلاة ومن أجرها، وعلى المصلي أن يستحضر عظمه الله تعالى، ويعلم أنه واقف بين يديه -عز وجل- وأن يفكر في الصلاة وما يقرؤه من قرآن ، أو فيما يسمعه من الإمام. وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه إذا نسي المصلي ركنًا من أركان الصلاة وانتقل إلى غيره فيرجع إليه ما لم يصل إلى مثله، فإن وصل إلى مثله اعتبر ما بعد الركن الذي نسيه باطلا واعتبر الركن الذي هو فيه بدل ما نسيه، وأتمّ صلاته على هذا الأساس ثم يسجد للسهو قبل السلام. وضرب المركز مثالًا: «أن ينسى الركوع ولا يذكره إلا عند الركوع الذي في الركعة التي تليه، فعندئذ يعتبر الركوع الذي هو فيه بدل الركوع الذي نسيه ويلغى ما بعد الفاتحة من الركعة السابقة، وما قبل الركوع الذي هو فيه، ويتم صلاته على هذا الأساس، ويأتي بركعة ويسجد للسهو، وإن نسي سنه من سنن الصلاة، مثل سنة التشهد الأول لا يعود إليها، لكن يسجد للسهو.
أما سجود السهو بعد السلام فيكون عند الزيادة، كأن تزيد الركعات أو السجود كأن تركع مرتين أو تسجد ثلاث مرات، أو عندما تشكّ في عدد الركعات ولم تدرِ كم ركعة صليت، وهنا إما أن تبني على ما ترجّح عندك فتتم الصلاة على سيدنا محمد وتسلّم وتسجد سجدتين وتسلّم، فقال عليه الصلاة والسلام: [إذا شَكَّ أحدُكم في صلاتِهِ فليتحرَّ الَّذي يرى أنَّهُ الصَّوابُ فيتمَّهُ ، ثمَّ – يعني - يسجدُ سجدتينِ] [٦]. [٧]
ما حكم ترك سجدة في الصلاة عمدًا؟
إذا عمد المصلي أن يترك سجدة في الصلاة وهو يعرف الحكم الشرعي من ترك السجود كانت صلاته باطلة، أما إذا كان جاهلًا أو ناسيًا فصلاته صحيحة، وفي حال أراد أن يصلي سجود السهو وعقد النية لذلك ولكنه نسي السجود أو تعمّد تركه بعد الانتهاء من الصلاة، فصلاته صحيحة، وعليه إثم ترك سجود السهو لأنه وجوب عليه لكونه مكمل لصلاته في هذه الحالة، فصلاته صحيحة وهو آثم. [٨] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ] [٩].