وقول الله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ أي فيما أبديتم من قولكم أتجعل فيها.. وما كتمتم من ظنكم أن الله لن يخلق خلقاً أفضل منكم ولا أعلم. وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم. أخرج ابن جرير في تفسيره (1/ 162) عن ابن عباس أن الملائكة قالوا ذلك. وفي تفسير ابن كثير (1/74): قـال أبـو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قـال في قولـه تعالى: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ [البقرة: 33]: كان الذي أبدوا هو قولهم: أتجعل فيها... وكان الذي كتموا قولهم: لن يخلق ربنا خلقاً إلا كنا أعلم منه وأكرم. من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي
Ⅶ تحقيق الدكتور عبد الحكيم الانيس
إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي
وعلم ادم الاسماء كلها ثم
وهذا الأمر يمثله الإنسان تمثيلًا كاملًا في الصلاة، فيسجد على سبعة أعضاء، أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو مظهر للفاتحة التي فُصلت آياتها في القرآن الكريم بأكمله، وهذا يعني أن الفاتحة فُصلت بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم؛ فسُمي النبي صلى الله عليه وسلم "أحمد"، وأمته "الحمّادين"، ولواؤه الذي سيجتمع الناس يوم القيامة تحته ليستظلوا بظله "لواء الحمد". أجل، ألهم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم وعلّمه الأسماء تفصيلًا، فما أسعده وأسعدنا! القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 31. وفي مسألة تعليم الأسماء إشارة أيضًا إلى العلوم الطبيعية؛ فهذه الآية كما يقول الأستاذ النورسي رحمه الله تعبّر -من حيث جامعية ما أودع الله في الإنسان من استعدادات- عن كل ما ناله من الكمال العلمي والتقدم الفني، ووصوله إلى خوراق الصناعات والاكتشافات، وهذا التعبير ينطوي على رمز رفيع دقيق، وهو: أنّ لكل كمالٍ ولكل علمٍ ولكل تقدمٍ ولكل فنٍّ -أيًّا كان- حقيقةً سامية عالية، وتلك الحقيقة تستند إلى اسم من أسماء الله الحسنى، وإلا فهي ظل ناقص مبتور باهت مشوش. فالهندسة -مثلًا- علم من العلوم، وحقيقتُها وغاية منتهاها هي الوصول إلى اسم "العدل والمقدِّر" من الأسماء الحسنى، وبلوغ مشاهدة التجليات الحكيمة لذينك الاسمين بكل عظمتهما وهيبتهما في مرآة علم الهندسة.
وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم
[٤]
وجه الإعجاز
إن العلوم بأنواعها قائمة على الأسماء والاصطلاحات الأولية، ثم تنشأ منها تطورات هذه اللغة، فحتى التقنيات الحديثة تعتمد في الأساس على اسم الشيء المهتم بمعرفته، فدائما يركز الباحث في بحثه على الاسم في ليرى أهم التحديثات الواردة في شأنه. [٥] وعلى مر العصور يدرك العاقل أن الأمم كانت في جهل وفقر قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا سيقود القارئ إلى وهو الاعجاز العلمي في كتاب الله فضلًا عن الإعجاز البياني ، وليستنتج الباحث أن كيف لنبي أمي أن يعلم الناس أهمية وفضل تلك الأسماء وارتباطها الكلي في موضوع التطور التقني، فيأتي نص قرآني صريح لينوه عن ذلك الارتباط بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}. [٦] [٥] وأن كل ما سيحدث سيعود في أخر الزمان لنفس الفكرة وتكون في "جوامع الكلم" التي حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه فعن أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه قال: "بُعِثْتُ بجَوامِعِ الكَلِمِ" ، [٧] [٥] وهذا فيه إشارة واضحة -عند القائلين بالإعجاز العلمي- إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه سينتج عن أقواله علومًا يستمد منها من تبعه علومهم فيتطورون باصطلاحاتهم اعتمادًا على قوله الوقفي.
وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة
ت + ت - الحجم الطبيعي
قال الله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، ما هي الأشياء التي تعلَّم آدمُ أسماءها، ولماذا قال: عرضهم، ولم يقل: عرضها. وما الذي ادّعته الملائكة حتى قال الله لهم: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾؟
الذي أفهمه - والله أعلم - أن الملائكة أرادوا بقولهم ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا﴾ معرفة الحكمة في خلق آدم وجعله خليفة في الأرض. فأراد الله سبحانه أن يبيّن لهم فضلَ آدم عليهم فعلَّمه أسماء الأشياء كلها، ثم عرض تلك الأشياء على الملائكة وقال لهم: أنبئوني بأسماء هذه المعروضات. ولما كان بين المعروضات ذوات عاقلة غلّبهم على غيرهم وعبّر بضمير العقلاء «هم»
فقال: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ﴾. وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة. ومع ذلك فقد قُرِئَ: عرضهنّ وعرضها. أما تلك المعروضات فلعلها أسماء الموجودات إذ ذاك، أو صَوَّر لهم الموجودات وما سيوجد. وهناك أقوال أخرى كثيرة في تعيين تلك المعروضات، بعضها متضاربة، وبعضها واهية، قيل: أسماء الملائكة، وقيل: أسماء ذرية آدم، وقيل: أسماء الأجناس والأنواع وصفاتها، وقيل، وقيل. فالله العالم بالصواب منها.
من هنا كانت الإشارة القرآنية إلي تعليم الله ـ سبحانه وتعالي ـ لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ الأسماء كلها( أي أسماء كل شيء بمسمياته) لمحة من لمحات الإعجاز الإنبائي الغيبي لو لم يخبرنا بها ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ما كان أمام الإنسان من سبيل للوصول إليها, ولذلك تضطرب آراء غير المسلمين في تفسير نشأة اللغة عند الإنسان, كما ضربنا مثلاً واحداً علي ذلك, وغيره كثير إلي درجة أنه أكثر من أن يحصي, أو أن يعد في مقال محدود كالذي نكتبه.
ثانياًًً: من أوجه الإعجاز العلمي في النص الكريم:
خلق الله ـ سبحانه وتعالي ـ أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ وفي فم كل واحد منهما لسان ينطق به, وجعل لكل منهما حنجرة, وعدداً من الأوتار الصوتية, وشفتين, وصفين من الأسنان, ورئتين.. تفسير قوله تعالى: { وعلم آدم الأسماء كلها... }. وهذه هي المكونات الأساسية للنطق, التي يحركها المخ والجهاز العصبي, وينظم حركاتها في أثناء الكلام حتي تخرج الحروف والألفاظ جلية واضحة. والمنطق السوي يحكم بأن الله ـ تعالي ـ لم يزود أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ بهذا الجهاز المتقن للكلام ثم يدعهما أبكمين لا يعرفان لغة يتكلمان بها.
وتكفي في ذلك الإشارة إلي أن اللسان البشري يتألف من سبع عشرة عضلة متشعبة في مساحته بالكامل( ثماني عضلات منها مزدوجة, وعضلة واحدة مفردة), ويتخلل هذه العضلات ويحيط بها أعداد من الخلايا والأنسجة المتخصصة التي من بينها أنسجة دهنية وليمفاوية, وأعداد من الغدد اللعابية التي تبقي اللسان رطبا باستمرار.
والشعر عند الناقد المتميز الذي يتمتع بثقافة واسعة وبعد نظر وتفكير عميق، ابن رشيق القيرواني الذي استطاع أن يخلد اسمه في تاريخ النقد الأدبي بفضل مؤلفاته التي حظيت باهتمام الدارسين على مر العصور، وأبرز مؤلف له: كتاب "العمدة"، الذي حاول من خلاله تقديم تصور عن الشعر ومفهومه، فالشعر عنده لم يكن مجرد ألفاظ موزونة ومقفاة، أو أقوال تدل على معنى، وإنما الشعر عنده يقوم بعد النية على أربعة أشياء وهي اللفظ والوزن والمعنى والقافية، هذا هو حد الشعر، لأن من الكلام موزونا ومقفى وليس بشعر، لعدم القصد والنية. فقد أراد بقوله هذا أن يفرق بين الكلام الموزون المقفى بنية وقصد، والكلام الموزون المقفى ولكن دون نية وقصد، فما يكون منظوما وموزونا ويدل على معنى، ولكنه لا يعبر عن الإحساس والشعور النفسي ولا يثير المتلقي، فهو ليس شعرا، بل لا بد له من خاصية تميزه، وتتمثل هذه الخاصية في الإحساس الصادق العميق الذي ينقل إلى المتلقي رأي الشاعر في موضوعات معينة، وهذا يدل على فهمه الدقيق لماهية الشعر، وبالتالي فهو يجعل الإحساس الشعري عنصرا هاما من عناصر الشعر، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قرر أن الشعر ما أطرب، وهز النفوس.
ص117 - كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه - باب النسيب - المكتبة الشاملة
[١٠]
ومن العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث استطاعت المرأة أن تكون شاعرة لها اسمها ومكانتها، وقد نافست بعض الشاعرات الشعراء الرجال، كما هو الحال مع الخنساء التي وصفها النابغة الذبياني بأنها أشعر الناس، فقد تفوقت على شعراء عصرها، وبرعت في فن الرثاء، فرثت في الجاهلية أخاها صخرًا وفي الإسلام رثت أبناءها الأربعة الذين استشهدوا في معركة القادسية. [١١]
المراجع
↑ "شعر(أدب)" ، marefa ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف. ↑ "سؤال عن النسيب" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف. ↑ "أبثين إنك قد ملكت فأسجحي" ، aldiwan ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. ↑ "قد قلت للقلب لا لبناك فاعترف" ، aldiwan ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. ↑ "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل" ، aldiwan ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. ↑ "الغزل" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف. ↑ "الشاعر الأموي جميل بثينة (ت 82هـ)" ، alukah ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. ص117 - كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه - باب النسيب - المكتبة الشاملة. بتصرّف. ↑ "الغزل الأموي" ، marefa ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف. ↑ "سمات الغزل في العصر الاموي" ، جامعة بابل ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف. ↑ "صورة المرأة في الشعر العربي الحديث" ، diwanalarab ، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019.
نسيب - ويكيبيديا
هذه صفحة توضيح تحتوي قائمةً بصفحات مُتعلّقة بعنوان نسيب. إذا وصلت لهذه الصفحة عبر وصلةٍ داخليّةٍ ، فضلًا غيّر تلك الوصلة لتقود مباشرةً إلى المقالة المعنيّة.
مورد &Laquo;النسيب&Raquo; العذب و&Laquo;مها&Raquo; القوافي الرشيقة
النّسيب والغزل والتّشْبيبُ
النَّسِيبُ
هو: رَقيقُ
الشِّعْر في النساءِ؛ ولا يكون إلاَّ في النِّساءِ. والغَزَلُ
هو: حديثُ
الفِتْيان والفَتَيات، ويقال أن الغَزَلُ هو الّلهْو مع النساء. وتَشْبِيبُ
الشِّعْر: تَرْقِيقُ
أَوَّله بذكر النساءِ، وهو من تَشْبـيب النار. ومُغازَلَة
النساء هي مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ. وكذلك تفعل المرأة بالرجل... أما التَّغَزُّلُ فهو تكَلُّّف الغَزَل...
ويُوصف الرجل ممن يحب مغازلة النساء وفق هذا المعنى بأنه رجل غَزِلٌ... وتوصف
المرأة التي تحب مغازلة الرجال ومراودتهم أيضا بأنها غَـزِلـَة ومُتَغَزِّلَة سواء
أكانت تهوى حديث اللهو مع الرجال أو تقول فيهم شعراً. وإن كان بغرض المدح فمدح
المرأة للرجل إعجاب وتعبيرها عن هذا الإعجاب هو غزل. وكانت
العرب ترى انه لا يقول الرجل في المرأة شعرًا غزلاً كان أم نسيب إلاّ وكان عاشقا
لها. نسيب - ويكيبيديا. وتقول
العرب ايضًا عن المرأة الشاعرة أنها إذا عشقت تغزّلت...
وقد ظلّ
هذا المعنى سائدًا دون أن يطرأ عليه تعديل في التاريخ المعاصر وربما ما عاد أحد
يهتم... لكن المشاهد ان العرب ولأسباب تتعلق بحساسيتها المفرطة تجاه المراة قد
ذهبت إلى ما ذهبت إليه في تفاسيرها.
وجملة المعاني اللغوية التي أوردها صاحب اللسان هي كالتالي:
1- النسب بمعنى القرابة. 2- النسب يكون بالآباء خاصة. 3- النسب يكون إلى البلدان. 4- النسب يكون في الصناعة. 5- النسب بمعنى العَزْو. ويقول ابن فارس: "النون والسين والباء كلمة واحدة قياسها اتصال شيء بشيء، ومنه النسب، سُمِّيَ لاتصاله وللاتصال به، تقول: نسبت أنسب، وهو نسيب فلان، ومنه النسيب في الشعر إلى المرأة، كأنه ذِكْرٌ يتصل بها، ولا يكون إلا في النساء، تقول منه: نسبت أنسب، والنسيب: الطريق [المستقيم]؛ لاتصال بعضه من بعض" [2]. وعلى هذا؛ فالمعنى اللغوي الذي أضافه ابن فارس رحمة الله عليه هو:
1- النسب بمعنى الاتصال؛ أي: اتصال شيء بشيء؛ سواء فيما بين الأقارب، أو في الشعر الذي يتشبب الشاعر فيه بالمرأة، أو في اتصال الطريق المستقيم الذي يتصل بعضه ببعض.