بذهاب الحياء خرجتِ الطالبة الجامعية إلى الجامعة من أمام والدها وأخيها بمظهر بعيدٍ عن مظهر الطالبة الجامعية التي تطلب العلم والتعلُّم؛ بل وكأنها تطلب الفتنة والتفتن وإغراء الشباب، لدرجة أن أصحاب الأخلاق من الشباب والرجال يستحيون من الدخول للجامعة؛ لما فيها من عدم التزام بآداب اللباس، لا من الطلبة، ولا من الطالبات، وهذا لا يعني أن الجامعة قد خلتْ من طلبة العلم - حاش لله - ولكن يحكم بالغالب والظاهر الطافي. بذهاب الحياء وقف الشاب في الشارع - ليضايق بنات المسلمين - بمظهر يحسب أنه تَحَضُّر: شعرٌ ثائر، وقميص غير ساتر، وسروال باهت، لا يلبسه البليد، فضلاً عن العاقل، يقلِّد أهل الرذائل من الغربيين، يقلد ما يأتيه بدقةٍ ورضا وبشغف، يضع سماعة في أذنيه يسمع الموسيقى الغربية المزمجرة، وهو هائم بقلبه وقالبه، وأغلب الظن أنه لا يفهم معناها. حديث. ذهاب الحياء جعل المسلمين يفتتحون قنوات فضائية منحطة في المغزى والمعنى، تبثُّ الرذائل والمفاسد: غناء، وأفلام، وإعلانات عن الأشياء التافهة، يستخدمون جسد المرأة وسفورها وتميعها؛ لكسب الأموال، وصيد القلوب. بذهاب الحياء استشرى الغشُّ في البضائع والسلع، والكذب بين البائع والمشتري، وأصبح الهمُّ كيف يكسِب التاجر المال بأي طريقة؟ حتى ولو كانت لا ترضي اللهَ.
إذا لم تستح فاصنع ما شئت
{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [ (١٤ - ١٥) سورة الأعلى] إلى أن قال: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [ (١٨ - ١٩) سورة الأعلى] يعني هذا أيضاً مما وجد في النبوة الأولى وفي الكتب السابقة. ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) رواه البخاري.
حديث
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن الحياء علامةٌ صادقة على خلق الإنسان، وفطرته الزكية، وعلى ضميره الحي، الحياء يكشف لنا عن قيمة الإنسان، ومقدار ما يحمله من آدابٍ وأخلاق فاضلة ونقاء، الحياء هو: كلُّ خُلق يبعث على ترْك القبيح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق، وهو ما كان وَفق الشرع، وفيه معنى الحشمة والاحتشام، والحياء من أبرز الصفات التي تُبعد المسلمَ عن الرذائل، وتحجزه عن الوقوع في قاع المعاصي والذنوب، وهو من أقوى البواعث على الفضائل الكريمة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الحياء لا يأتي إلا بخير))؛ الصحيحين، وقال: ((الحياء كله خير))؛ صحيح مسلم، وقال الحبيب - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: ((أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والنكاح))؛ سنن الترمذي، وقال أبو سعيد - رضي الله عنه - ينعت نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها"؛ أخرجه الشيخان، وقد مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ وهو يعظ أخاه في الحياء - أي: يلومه عليه - فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((دعْه؛ فإن الحياء من الإيمان)).
اذا لم تستحي فأصنع ما شئت........ - Youtube
نعم، الحياء من الإيمان، وبضياع الإيمان يضيع الحياءُ من الله ومن الناس، وبذَهاب الحياء تفنى الأخلاقُ، وبفناء الأخلاق تبيد الأمم:
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا
إذا فُقِد الحياء من المرء، فقل عليه السلام؛ فقد هبط إلى ميدان الرذيلة، وهوى في دركات الحماقة والوقاحة، ولم تزل خطواته تقوده من سيئة إلى أخرى، حتى يصير بذيًّا جافيًا، فيه قبائح الأفعال، وسيِّئ الأقوال. إن الله - عز وجل - إذا أراد بعبده هلاكًا، نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء، لم تُلفِه إلا مَقيتًا، فإذا كان كذلك نزع منه الأمانة، فلم تُلفِه إلا خائنًا، فإذا كان خائنًا نزع منه الرحمة، فلم تُلفه إلا فظًّا غليظًا، فإذا كان فظًّا غليظًا، نزع رِبقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه، لم تلفه إلا شيطانًا لعينًا، وعند البخاري من حديث أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح، فاصنع ما شئتَ)). فبذهاب الحياء، خرجتِ المرأة من بيتها أمام زوجها بكامل تبرُّجها، كسرت المرأةُ حجابَها، وجفَّ ماءُ حيائها، وضاع من وجهها العفاف، خرجتْ بخيلها ورَجِلِها لتفتن الرجال بالسروال الضيق، واللباس الفاضح، والنظرات المتقلبة.
اذا لم تستحي فأصنع ما شئت........ - YouTube
وقالَ: إنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلًا، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَما لا نَفْسَ له، فأقَرَّ به نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ.
ما معنى الحمد لله
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الفاتحة - القول في تأويل قوله تعالى "الحمد لله "- الجزء رقم1
تفسير معنى (الحمد لله) للشيخ العلامة محمد العثيمين:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
لحمد-لله
التفسير:.
ما معنى الحمد لله - إسألنا
قيل: بل ذلك كله كلام الله جل ثناؤه ، ولكنه جل ذكره حمد نفسه وأثنى عليها بما هو له أهل ، ثم علم ذلك عباده ، وفرض عليهم تلاوته ، اختبارا منه لهم وابتلاء ، فقال لهم قولوا: ( الحمد لله رب العالمين) ، وقولوا: ( إياك نعبد وإياك نستعين). فقوله ( إياك نعبد) مما علمهم جل ذكره أن يقولوه ويدينوا له بمعناه ، وذلك موصول بقوله: ( الحمد لله رب العالمين) ، وكأنه قال: قولوا هذا وهذا. فإن قال: وأين قوله: "قولوا " ، فيكون تأويل ذلك ما ادعيت ؟
قيل: قد دللنا فيما مضى أن العرب من شأنها - إذا عرفت مكان الكلمة ، [ ص: 140] ولم تشك أن سامعها يعرف ، بما أظهرت من منطقها ، ما حذفت - حذف ما كفى منه الظاهر من منطقها ، ولا سيما إن كانت تلك الكلمة التي حذفت ، قولا أو تأويل قول ، كما قال الشاعر: وأعلم أنني سأكون رمسا إذا سار النواعج لا يسير فقال السائلون لمن حفرتم ؟ فقال المخبرون لهم: وزير
قال أبو جعفر: يريد بذلك ، فقال المخبرون لهم: الميت وزير ، فأسقط الميت ، إذ كان قد أتى من الكلام بما دل على ذلك. ما معنى الحمد لله - إسألنا. وكذلك قول الآخر: ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا
وقد علم أن الرمح لا يتقلد ، وإنما أراد: وحاملا رمحا ، ولكن لما كان معلوما معناه ، اكتفي بما قد ظهر من كلامه ، عن إظهار ما حذف منه.
[ ص: 135] القول في تأويل فاتحة الكتاب
( الحمد لله):
قال أبو جعفر: ومعنى ( الحمد لله): الشكر خالصا لله جل ثناؤه دون سائر ما يعبد من دونه ، ودون كل ما برأ من خلقه ، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ، ولا يحيط بعددها غيره أحد ، في تصحيح الآلات لطاعته ، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه ، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق ، وغذاهم به من نعيم العيش ، من غير استحقاق منهم لذلك عليه ، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه ، من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم. فلربنا الحمد على ذلك كله أولا وآخرا. وبما ذكرنا من تأويل قول ربنا جل ذكره وتقدست أسماؤه: ( الحمد لله) ، جاء الخبر عن ابن عباس وغيره: -
151 - حدثنا محمد بن العلاء ، قال: حدثنا عثمان بن سعيد ، قال: حدثنا بشر بن عمارة ، قال: حدثنا أبو روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال: قال جبريل لمحمد صلى الله عليهما: قل يا محمد "الحمد لله " قال ابن عباس: "الحمد لله ": هو الشكر لله ، والاستخذاء لله ، والإقرار بنعمته وهدايته وابتدائه ، وغير ذلك. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الفاتحة - القول في تأويل قوله تعالى "الحمد لله "- الجزء رقم1. [ ص: 136]
152 - وحدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال: حدثنا بقية بن الوليد ، قال: حدثني عيسى بن إبراهيم ، عن موسى بن أبي حبيب ، عن الحكم بن عمير - وكانت له صحبة - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قلت "الحمد لله رب العالمين " ، فقد شكرت الله ، فزادك.