وحفظ الفرج تارة يكون بمنعه من الزنى ، كما قال ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) [ المعارج: 29 ، 30] وتارة يكون بحفظه من النظر إليه ، كما جاء في الحديث في مسند أحمد والسنن: احفظ عورتك ، إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك ". ( ذلك أزكى لهم) أي: أطهر لقلوبهم وأنقى لدينهم ، كما قيل: " من حفظ بصره ، أورثه الله نورا في بصيرته ". قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم اسلام ويب. ويروى: " في قلبه ". وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عتاب ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة [ أول مرة] ثم يغض بصره ، إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها ". وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر ، وحذيفة ، وعائشة ، رضي الله عنهم ولكن في إسنادها ضعف ، إلا أنها في الترغيب ، ومثله يتسامح فيه. وفي الطبراني من طريق عبيد الله بن زحر ، ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعا: " لتغضن أبصاركم ، ولتحفظن فروجكم ، ولتقيمن وجوهكم - أو: لتكسفن وجوهكم ". وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن زهير التستري قال: قرأنا على محمد بن حفص بن عمر الضرير المقرئ ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا هريم بن سفيان ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ، من تركه مخافتي ، أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه ".
- تفسير آية: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... }
- وفاه عثمان بن عفان رضي الله عنه
- وفاه عثمان بن عفان الاعداديه للبنين
تفسير آية: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... }
أيها المسلم، إن غضّك بصرَك عندما تطَّلع إلى ما لا يحل لك النظر إليه يعقبك خيراً وفضلاً، ففي الحديث: ((من نظر إلى محاسن امرأة ثم غضّ بصره أورثه الله إيماناً في قلبه يجد حلاوة ذلك))[8]. أيها المسلم، فاتق الله في نفسك، واتق الله في محارم المسلمين، واعلم أن أيّ إساءةٍ, منك لعورات المسلمين قد يعود الأمر عليك عكسَ ما تريد، فعُفَّ عن نساء الغير، تعفّ نساؤك، وابتعد عن النظر إلى عورات الآخرين لتحمي بذلك عرضَك، وتصون بذلك كرامتك. أيها المسلم، إن هذا النظر قد يوقعك في المهالك، فتنظر إلى ما لا قدرةَ لك عليه، ولا صبر لك عنه، فيمرض قلبك مرضاً تتمنَّى العافيةَ من بلائه، فإن أمراض الشهوات لا تزال بالقلب حتى توقعه في الحرام، ولذا قال الله مؤدباً لنساء نبيه: فَلاَ تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولاً مَّعرُوفاً [الأحزاب: 32]، فنهاهن عن خضوع القول للرجالº لأن إخضاع المرأة قولَها ومحاولة ترقيق كلامها أمامَ رجل أجنبي عنها قد يؤدي إلى حدوث أمور لا تحمد عقباها. تفسير آية: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... }. أيها المسلم، إن النبي جعل إطلاق النظر من زنا العينين، يقول: ((كتب الله الزنا على ابن آدم، فهو مدرك ذلك لا محالة، فزنا اللسان النطق، وزنا الأذنين الاستماع، وزنا العينين النظر، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين الخطى، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك أو يكذِّبه))[9].
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ بن سهل الرملي، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) قال: كل فرج ذُكِرَ حِفْظُهُ في القرآن فهو من الزنا إلا هذه وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ فإنه يعني الستر. قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ قال: يغضوا أبصارهم عما يكره الله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) قال: يغضّ من بصره: أن ينظر إلى ما لا يحلّ له، إذا رأى ما لا يحلّ له غضّ من بصره لا ينظر إليه، ولا يستطيع أحد أن يغضّ بصره كله، إنما قال الله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ).
انطلق حذيفة بن اليمان إلى الخليفة عثمان بن عفان مبلغًا إياه بما يدور بين المسلمين من شقاق وتكذيب، فأرسل عثمان بن عفان إلى حفصة ابنة عمرو بن الخطاب أن أرسلي صحف القرآن التي بحوزتك ننسخها في مصحف واحد ونردها إليك موضحًا ما سبب جمع عثمان القران في مصحف واحد وبالفعل أرسلت حفصة صحف القرآن التي كانت تحتفظ بها منذ عهد أبو بكر حتى وفاة عمرو بن الخطاب. وفاه عثمان بن عفان رضي الله عنه عام. أمر عثمان بن عفان كلًا من زيد بن ثابت وثلاثة من قبيلة قريش بتجميع القرآن مشيرًا أنه إذا اختلفوا في كتابة القرآن مع زيد فليقوموا بكتابته بلسان قريش وذلك لأن القرآن نزل بلسانهم أي أنهم أول من سمعوا سور القرآن الكريم وحفظوها. فرغت اللجنة الرباعية بقيادة زيد بن ثابت من تجميع القرآن في كتاب واحد، ثم أرسل عثمان بن عفان نسخ من الكتاب الكريم إلى البلاد الإسلامية فقد نشط المسلمون في نسخ أعداد كثيرة من المصاحف منها للأفراد والجماعات. شاهدي أيضاً: كم مرة ذكر رمضان بالقران الكريم
مميزات المصحف العثماني
عرف المسلمون ما سبب جمع عثمان القران في مصحف واحد وهو الأمر الذي جعل للمصحف لعثماني عدة مميزات وهي:
كانت سور القرآن الكريم الطويلة تتقدم في المصحف العثماني مثلما كان ترتيب السور في مصاحف الصحابة التي كتبت في العهود السابقة، ولكن كان هناك فرقًا واحدًا وهو أن سورة يونس جاءت متأخرة في المصحف العثماني، فقد كان عثمان بن عفان يعتقد أن سورة التوبة وسورة الأنفال هما سورة واحدة.
وفاه عثمان بن عفان رضي الله عنه
وإذا فتحت فلن يغلق بابها حتى قيام القيامة. شاهد من هنا: قصة النبي شعيب للأطفال
قصة الفتنة الكبرى
تبدأ قصة الفتنة الكبرى من موت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتسلم سيدنا عثمان بن عفان الخلافة، وفيما يلي نعرف كيف تم اختيار سيدنا عثمان كخليفة للمسلمين بعد عمر بن الخطاب:
بعد موت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أجمعت أمة المسلمين على أن يكون سيدنا عثمان بن عفان هو الخليفة القادم للمسلمين. لذا بالفعل تسلم سيدنا عثمان الخلافة بناءً على شورى تمت بين ستة أشخاص كانوا من اختيار سيدنا عمر رضي الله عنه قبل موته، وهو لا يزال على فراش الموت. وفاه عثمان بن عفان للشيخ بدر المشاري. لذا اتفق هؤلاء الأشخاص الستة على أن يختار عبد الرحمن بن عوف بعد المشاورة مع سيدنا علي بن أبى طالب. وبالفعل وقع الاختيار على سيدنا عثمان بن عفان في نهاية المطاف. الفتنة على عثمان بن عفان شرارة الفتنة
الخلافة الإسلامية بدأت بسيدنا أبو بكر الصديق حكم لعامين، ومن بعده جاء سيدنا عمر بن الخطاب الذي حكم لمدة عشر أعوام، ومن بعده جاء سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفيما يلي أصل الفتنة الكبرى:
كان سيدنا عثمان بلا شك رجل وعبد صالح، يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفاه عثمان بن عفان الاعداديه للبنين
[1]
وقيل بأن الذي قتل عثمان رجل يقال له حمار، وقال عبد الرحمن بن عبد العزيز: ( فسمعت ابن أبي عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينه بعمود حديد ، وضربه سودان المرادي فقتله، ووثب عليه عمرو بن الحمق، وبه رمق، وطعنه تسع طعنات وقال: ثلاث لله، وست لما في نفسي عليه)، وعن المغيرة قال: ( حصروه اثنين وعشرين يوما، ثم احرقوا الباب، فخرج من في الدا ر).
وبالفعل فإن أحوال الخلافة الإسلامية لم تسوء إلى بعد هذه الفتنة التي كبرت واستمرت في التضخم مع الوقت، وحتى يومنا هذا.