4. رغبة الزوج أحياناً في عدم إظهار زواجه الثاني أمام زوجته الأولى لخشيته مما يترتب على ذلك من فساد العشرة بينهما. 5. كثرة سفر الرجل إلى بلد معين ومكثه فيه لمدد متطاولة، ولا شك أن بقاءه فيه مع زوجة أحفظ لنفسه من عدمه. فهذه أبرز أسباب ظهور مثل هذا الزواج. ثانياً: حكم زواج المسيار اختلف أهل العلم في حكم هذا النوع من الزواج إلى أقوال، فمن قائل بالإباحة إلى الإباحة مع الكراهة إلى المنع منه، وننبه هنا على أمور: الأول: أنه لم يقل أحد من أهل العلم ببطلانه أو عدم صحته، بل منعوا منه لما يترتب عليه من مفاسد تتعلق بالمرأة من حيث إنه مهين لها، ومن تعلقه بالمجتمع من حيث استغلال هذا العقد من قبل أهل السوء وادعاء أن عشيقها هو زوجها، ومن تعلقه بالأبناء حيث سيكون تضييع لهم ولتربيتهم بسبب غياب الأب. جريدة الرياض | حكم وأسرار زواج المسيار!!. الثاني: أن بعض من قال بإباحته رجع إلى التوقف عن القول بإباحته، ومن أبرز من قال بإباحته هو الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ومن أبرز من كان يقول بإباحته ثم توقف فيه هو الشيخ العثيمين، كما أن من أبرز من قال بالمنع منه بالكلية هو الشيخ الألباني. الثالث: أن من قال بإباحة هذا الزواج لم يقل بتوقيته بزمان محدد مشابهة للمتعة، ولم يقل بجوازه من غير ولي؛ إذ الزواج من غير ولي باطل، ولم يقل بجواز انعقاده من غير شهود أو إعلان، بل لا بدَّ من أحدهما.
- جريدة الرياض | حكم وأسرار زواج المسيار!!
جريدة الرياض | حكم وأسرار زواج المسيار!!
فأغلب حالات زواج المسيار زواج بنية اللعب بالأعراض، زواج بنية الفراق، نعم لا خلاف انه نكاح مستوفي الشروط ظاهراً ولكنه من الباطن باطل ومحرم لاحتوائه على الخداع والتضليل وغرر المسلم بأخيه المسلم المنهي عنه، ناهيك عن العبث والتشويه وتنافيه مع مقاصد الزواج في الشريعة ولخلوه من الإشهار قال صلى الله عليه وسلم (فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدف والصوت في النكاح). قد يقول قائل: ان زواج المسيار لا غرر فيه ولا خداع فالزوجان يعلمان ان زواج المسيار لم يبن على الديمومة وبنفس الوقت لم يحدد فيه مدة، هنا حقيقة نقع في صورة من صور نكاح المتعة النكاح الباطل عند أئمة أهل السنة لما فيه من هضم للحقوق بعد الفرقة ووفاة الزوج ولكونه محدد الوقت، ايضاً زواج المسيار الذي هو بلاشك "مسيار بنية الطلاق" وان كان يختلف عن نكاح المتعة بما يترب عليه من حقوق بعد الطلاق ووفاة الزوج فإنه يشترك مع نكاح المتعة بلاشك أو ريب بوجود نية الطلاق الخبيثة بغض النظر عن تحديد للوقت، وذلك لكون العبرة من الزواج وجود نية الاستمرارية مع حفظ الحقوق وليس وجود واحدة دون أخرى. ولتقريب الصورة لا أكثر على الزواج الشرعي منظومة متكاملة كما هو مع بر الوالدين وليست للمزاجية والهواء، هب ان ابناً يعطي والده نفقته بحكم شرعي او بغير حكم ولكنه في الاتجاه الآخر يتأفف فلا يعطي والده الاحترام والتقدير اللائق به هنا هل نقول: ان هذا الابن بار لوالده؟!
وذلك لأن من حق المرأة أن تتنازل عن حقوقها أو بعضها المُقَرَّرة لها شرعًا، ومنها
النفقة والمسكن والقَسْم في المَبيت ليلا، وقد ورد في الصحيحين أن سَودة وَهَبَتْ
يومَها لعائشة رضي الله عنهما ، ولو كان هذا غيرَ جائز شرعًا لَمَا أقره الرسول صلى
الله عليه وسلم. وكل شرط لا يُؤثر في الغرض الجوهريّ والمقصود الأصليّ لعقد النكاح
فهو شرط صحيح، ولا يَخِلُّ بعقد الزواج ولا يبطله. قرار المجمع الفقهي:
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقد بمكة ما يلي:
" يؤكد المجمع أن عقود الزواج المستحدثة وإن اختلفت أسماؤها وأوصافها وصورها لا بد
أن تخضع لقواعد الشريعة المقررة وضوابطها من توافر الأركان والشروط وانتفاء الموانع
وقد أحدث الناس في عصرنا الحاضر بعض تلك العقود المبينة أحكامها فيما يأتي:
إبرام عقد زواج تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة والقسم أو بعض منها وترضى بأن
يأتي الرجل إلى دارها في أي وقت شاء من ليل أو نهار. ويتناول ذلك أيضاً إبرام عقد زواج على أن تظل الفتاة في بيت أهلها ثم يلتقيان متى
رغبا في بيت أهلها أو في أي مكان آخر حيث لا يتوفر سكن لهما ولا نفقة. هذان العقدان وأمثالهما صحيحان إذا توافرت فيهما أركان الزواج وشروطه وخلوه من
الموانع ، ولكن ذلك خلاف الأولى " اهـ.