نعلم من أقواله إن الأفراد ليس لديهم جميعًا نفس الأسلوب، لذلك عندما نلقي خطابًا قد يؤثر على أحدهم دون التأثير على الآخر والسبب في ذلك هو أننا استخدمنا أسلوبًا واحدًا فقط عندما كتبناه. نتيجة لذلك عند صياغة نموذج تقديم شكوى للمحكمة، يجب علينا معالجة جميع الأنماط والتي سنقوم بإدراجها الآن جنبًا إلى جنب مع كيفية التعامل معها:
النمط البصري:
معظم الناس لديهم أنماط بصرية، والتي يجب أن نأخذها في الاعتبار أثناء كتابة نموذج تقديم شكوى للمحكمة. نظرًا لأن الأسلوب المرئي يكره الخطابات الطويلة ويفضل الشكاوى القصيرة والموجزة التي لا لبس فيها، فإنه يتفاعل مع العناصر التصويرية في الشكوى بالإضافة إلى الحكايات القصيرة والصور المتصلة. النمط الحسي:
نظرًا لأن النوع الحسي هو أيضًا يمثل شخصية الكثير من الناس، يجب علينا تضمين عبارات تأثر في هذا النمط في نموذج تقديم شكوى للمحكمة. الشكوى على الله. لأن الخطابات والشكاوى التي تتضمن تعابير تخاطب المشاعر والأحاسيس تغير النمط الحسي، إذا تم الكشف عن مثل هذه التعبيرات فقد يبكي من شدة التأثير. النمط السمعي:
إذا قمنا بإنشاء نموذج تقديم شكوى للمحكمة مع تأكيدات بأسلوب بصري وحسي فقط، فلن يتأثر متلقي الشكوى إذا كان نمطه سمعي.
الشكوى على الله توكلنا
الشكوى إلى الله قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان: صديق تسوؤه و عدو تسره. يا ابن أخي: لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك. يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي. :::: قال أحد الصالحين: - عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}. الشكوى على الله توكلنا. (الأنبياء:84) - وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء 88) - وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول: { حسبنا الله ونعم الوكيل} والله تعالى يقول بعدها: { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} (آل عمران:174). - وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} والله تعالى يقول بعدها: { فوقاه الله سيئات ما مكروا} (غافر:45).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن المسلم يجوز له أن يشتكي إلى الله ما نزل من الضر، والله سبحانه في كتابه قد أمر بذلك، وذم من لا يفعله، قال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} ، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} ، وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: "اللّهمّ إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". وفي الصحيح أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك". الشكوى لله وحده - موضوع. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يدعو دعاء إلا ختمه بقوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - العباس وغيره أن يسأل العافية في الدنيا والآخرة، وعلم رجلا أن يدعو فيقول: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني" ، ومثل هذا كثير.