فالخوف من العقاب والحب في الثواب يتجاذبان المؤمن حتى يهدياهُ إلى طريق الحق والصواب. والكلمة الطيبة تؤلف قلوب الناس جميعًا من كل طبقة وصنف، وفي كل مكان وزمان؛ ولذا أرشد الرحمن أهل الإسلام إلى الأخذ بالأسباب في هذا المقام؛ فقال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]. فسلاح المؤمن في محاربة العداوات الشيطانية بشرية أو جنية بالكلمة الطيبة، فحسن الكلام ذهب بكل خير وفضيلة، فلم يبق للكلمة السيئة إلا قول لقمان الحكيم: "إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمر من الصبر، وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها". حديث الكلمة الطيبة صدقة للاطفال. اللهم اجعل صمتنا فكرة، ونظرنا عبرة، وكلامنا ذكرًا، واستغفروا الله إن الله غفور رحيم.
- الدرر السنية
- خطبة عن الكلمة الطيبة - موضوع
- الكلمة الطيبة صدقة
- الكلمة الطيبة وأثرها في النفوس
الدرر السنية
[٣] والكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد؛ كلمة لا إله إلا الله، وقد سميت بالشجرة الطيبة، والتي هي النخلة الموصوفة بصفات الكمال والتمام، والمتمثلة في أنّها: [٤]
شجرة طيبة في الشكل، والمظهر. والرائحة والطعم. والفائدة الصحية والغذائية، والتلذّذ بالأكل منها، وإطعام الآخرين منها، وبالتالي تحقيق منافع عامة لجميع الناس بإطعامهم من هذه النخلة الطيبة المباركة. أهمية الكلمة الطيبة
تكمُن أهمية الكلمة الطيبة في العديد من الأمور الحسنة والثمار المترتبة عليه، يُذكر منها: [٥]
الكلمة الطيبة تُعد غذاء للروح وشفاء؛ لما في الصدور من أمراض. الكلمة الطيبة تُعد أساساً متيناً تبنى عليه علاقات الحب، والمودة، والرحمة، والإنتاج، والتربية بين الناس. الكلمة الطيبة تهيِّىء المناخ الملائم لنمو العلاقات الطيبة بين الناس؛ والتي تؤدي إلى ثمار عظيمة تحقق سعادة وفرح وبهجة، ومعاني الخير بين الناس. الكلمة الطيبة تعمل على تأليف القلوب، وتعارفها، والكلمة الخبيثة تعمل على إثارة الحروب والنزاعات والفتن بين الناس. بالكلمة الطيبة يعود النفع والخير على صاحبها في حياته وبعد مماته. بالكلمة الطيبة تزداد القلوب سعادة وبهجة وألفة. الكلمة الطيبة صدقة. تعرب كلمة الطيبة. بالكلمة الطيبة تنقذ النفوس من النار، وتهدى إلى نور الإيمان ودروب الخير والصلاح.
خطبة عن الكلمة الطيبة - موضوع
إن البعد عن اللغو من أركان الفلاح، وكره الإسلام اللغو، وبقدر تنزه المسلم عن اللغو تكون درجته عند الله، عن أنس بن مالك قال: ثوب رجل، فقال رجل آخر ورسول الله يسمع: أبشر بالجنة، فقال رسول الله: ((أولا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه)) أخرجه الترمذي، وصاحب اللغو يُرسل الكلام على عواهنه فربما قذف بكلمة سببت بواره ودمرت حياته، وقد قيل من كثر لغطه كثر غلطه. يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل
قال: ((إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإن المرء ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه)) رواه البيهقي. يقول الله - عز وجل -: ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار * يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)[إبراهيم:24-27]. الكلمة الطيبة وأثرها في النفوس. إخوة الإيمان: إن صاحب الكلمة الخبيثة لا ينطق إلا بأقوال أثيمة، لسانه لماز، وبصره غمّاز، حديثه بذاء، وفعله عدوان، لا يذكر عظيم إلا استحقره، ولا يرى كريم إلا نال من عرضه، فلا يتعمد الكذب إلا متملق منافق، فهو عنوان سفه العقل، وسقوط الهمة، وخبث الطوية، وجبن النفس، وقديماً قال الحكماء: " لم يكذب أحد قط إلا لصغر قدر نفسه عنده ".
الكلمة الطيبة صدقة
والكلمة أيتها الأخت المسلمة والأخ المسلم معيار سعادة الإنسان أو شقائه، فبكلمة ينال العبد رضوان الله فيرفعه بها إلى أعلى الدرجات، وبكلمة يسخط الله عليه فيهوي بها إلى أسفل الدركات، ففي الصحيحين عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلّم قال: « إنّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم ». فكم من كلمة طيبة كتب الله بها الرضوان: تدفع عن مسلم أذى، أو تنصر مظلومًا، أو تفرِّج كُربة، أو تعلّم جاهلًا، أو تذكّر غافلًا، أو تهدي ضالًا، أو ترأب صدعًا أو تطفئ فتنة؟! وكم من مشاكل حُلّت، وكم من صِلات قَوِيَت، وكم من خصومات زالت بكلمة طيبة؟! خطبة عن الكلمة الطيبة - موضوع. وكم من كلمة خبيثة مزقت بين القلوب ، وفرقت بين الصفوف، وزرعت الأحقاد والضغائن في النفوس وخربت كثيرًا من البيوت؟ فمن ألجم لسانه بلجام الإيمان وعطّره بطيب الأقوال قاده الرحمن إلى الرضوان وأعالي الجنان، ومن لطَّخَ لسانه بقبح الكلام من زور وفُحش وكَذِب وبهتان هوى به الشيطان إلى دركات النار « وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!
الكلمة الطيبة وأثرها في النفوس
أضاف - سبحانه - عبودية أنبيائه وأوليائه إلى اسمه (الرحمن): إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته. [رسالة]
اغرس الصِّدق في كل مَن حولك، وخاصة الصغار، وتذكر قوله عليه الصلاة والسلام: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر))؛ صحيح البخاري. [وقفة]
المؤمن كالسراج، أينما وضع أضاء. المصدر: كتيب خواطر رمضانية
↑ مجموعة من المؤلفين ، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ، صفحة 3294. بتصرّف.