صفات أنس بن مالك
أخذ أنس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوبه في التعامل مع أهل بيته، ومع المسلمين والكفار أيضاً، وكان يتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أباً ومربياً وقدوةً حسنة، كما كان أميناً لسر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان من أبرز ما عُرف عنه من صفات: سعة العلم، والوقار، والهيبة، والتواضع، والصدق، والشورى، والصبر، وكان رامياً ماهراً، وناسكاً متعبداً. ص538 - كتاب صفات رب العالمين ابن المحب الصامت ناقص - باب تخليق السموات والأرض وما بينهما وغيرها من الخلائق والعناصر والجنة والنار وغير ذلك - المكتبة الشاملة. مكانة أنس بن مالك
حظي الصحابي الجليل أنس بن مالك بمكانة عظيمة في نفوس المسلمين، إذ كان يعتبر كنزاً للسنة النبوية الشريفة وسيرتها، وما زاد من مكانته العلم الذي كان يفني وقته في تعليمه للمسلمين وأبنائهم، إذ كان ممن لا يكتمون العلم عن المسلمين. كانت مرافقته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعلت من شأنه لدى المسلمين، إذ روى الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي انفرد بها عن غيره، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشوقوّن إلى سماع الأحاديث النبوية الشريفة من أنس بن مالك. الغزوات التي شارك بها أنس
شارك أنس بن مالك رضي الله عنه بسبع وعشرين غزوة، كان منها ما يغيب فيها لعدة أشهر ومنها ما يغيب فيها لأيام فقط، فشهد صلح الحديبية، وغزوة خيبر، وعمرة القضاء، وحُنيّن، والطائف، وكان حاضراً على حجة الوداع، ورافق رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما كان غلاماً في بدر.
- ص538 - كتاب صفات رب العالمين ابن المحب الصامت ناقص - باب تخليق السموات والأرض وما بينهما وغيرها من الخلائق والعناصر والجنة والنار وغير ذلك - المكتبة الشاملة
ص538 - كتاب صفات رب العالمين ابن المحب الصامت ناقص - باب تخليق السموات والأرض وما بينهما وغيرها من الخلائق والعناصر والجنة والنار وغير ذلك - المكتبة الشاملة
وعلى قَدْر المهمة الملقاة على عاتق القائد مسؤوليَّته، وعلى حسبها يكون حسابه أمام الله والتاريخ! المسلمون إلى خير، ولكن الضعف في القيادة:
ولما كان من الحقائق التي شاع العلمُ بها في العالم الإسلامي بالعشرين سنة الأخيرة أن المسلمين إلى خير، ولكن الضعف في القيادة، كما جاء في الجزء السابق لهذه المجلة، على لسان رئيس تحريرها الجليل [2] - أحببنا أن نُذكِّر قادتَنا بشيء من صفات قائدهم الأعلى، غير مُدافَع ولا مُنازَع صلوات الله وسلامه عليه؛ عسى أن يتَّخِذوا منها نِبراسًا يُضيء لهم طريق القيادة المُثلى، ويهديهم في كل نهضة إصلاحية للتي هي أقوم. القائد الأعلى:
وفي مقدمة هذه الصفات التي نُذكِّر بها قادتَنا: الجود والشجاعة، وقد بلغ فيهما وفي غيرهما صلوات الله وسلامه عليه - المثلَ الأعلى، والغاية القصوى، مما لا مَطمَع لأحد - كائنًا مَن يكون - أن يُدانيه فيها، بل أن يساويه. صفات الصحابي انس بن مالك. فإذا كان صلوات الله وسلامه عليه - بنعمة ربه - أحسن الناس، في كلِّ صفةٍ من صفات الخير، وكل فضيلة من مكارم الأخلاق؛ فذلك لأنَّه - تعالى شأنُه - أدَّبه فأحسن تأديبه، وهذَّبه فأكمل تهذيبه، وآتاه ما لم يُؤتِ أحدًا من خَلْقه، وأثنى عليه بما هو أهله، ما لم يُثنِ على أحدٍ من قبله.
[6] روى البخاري (3811) في فضائل الأنصار، ومسلم (1811) في الجهاد والسير من حديث أنس رضي الله عنه، قال: لما كان يوم أُحد، انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يديه مُجَوِّبٌ عليه بجحفة، وكان راميًا شديد النَّزع، كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثة، وكان الرجل يَمر معه الجعبة من النبل، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انثرها لأبي طلحة))، ثم يُشرِف إلى القوم، فيقول أبو طلحة: "يا نبي الله بأبي أنت، لا تُشرِف، يُصيبُك سهمٌ، نحري دون نحرك"، ومعنى مُجوِّبٌ؛ أي: مُترِّسٌ عليه، يَقيه بها، ويقال للتُّرس أيضًا: جَوْبة.