قال الله تعالى في الآية 19 من سورة النور:«إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. » فما معنى تشيع الفاحشة. إشاعة الفاحشة بين المؤمنين سواء بالقول أو الفعل
وحذر الله تعالى الذين يعملون على إشاعة الفاحشة بين المؤمنين سواء بالقول أو الفعل بأن لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة. وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين حكمها في الدين الإسلامي كحكم حب إشاعتها وهو من الأمور المحرمة عند الله تعالى. يا دعاة الفاحشة، اتقوا الله. وفي ذلك قال ابن العربي في كتابه «أحكام القرآن» أن الله تعالى أوجب من خلال هذه الآية على المسلمين حب الخير والصلاح بين المسلمين وحسن الاعتقاد بين المؤمنين وليس حب إشاعة الفواحش بينهم. إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة
وجاءت الآية رقم 19 من سورة النور في قوله تعالى: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون». سبب نزول آية «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. »
ولكل آية من آيات القرآن الكريم سبب في نزولها وكذلك هناك أيضًا سبب نزول آية «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. ». وسبب نزول الآية هو أن الله تعالى أراد أن يبرئ السيدة عائشة- رضي الله عنها- مما أشاعه عنها المنافقين في حادثة الإفك عندما نامت وحملها صفوان بن المعطل بعد ما غلب عليه النوم وسار أمامها الجيش.
يا دعاة الفاحشة، اتقوا الله
ونلاحظ أن الله - تعالى - لم يقل بأن عقوبتهم بالعذاب فقط وإنما وصفه بالأليم ، ولن نستطيع أن نتخيل أبداً مدى ألم هذا العقاب ، ومن ثم علينا ألا نستخف به ، ونراه هيناً وهو عند الله عظيم ، كما أن هذا العقاب لا يتوقف على حياة واحدة في الدنيا ، بل يمتد إلى الآخرة ليشهد عقابه الأليم أهل القيامة ، ويظل ينتظر الأمل بشفاعة قد تنجيه من هذا العذاب ؛ فأي شؤم يطال محبي إشاعة الفاحشة بين الذين آمنوا في الدنيا والآخرة ، وهو يتقلب في عذاب أليم قاده إليه قلبه لمّا أحب ما أبغض الله! وهذا يقودنا للوقفة الثالثة.
أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ
السَّنةُ التَّاسِعةُ
(٤)
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر
{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. إِذا كانَ الله عزَّ وجلَّ قد أَمرنا أَن نكونَ مع الصَّادقينَ فلماذا يصطفُّ البعضُ معَ الكاذبِينَ؟!. لماذا يستوحشُ إِذا كانَ في زُمرةِ الصَّادقينَ ويرتاحُ عندما يُصاحِبُ الكاذِبينَ؟!. أَوليسَ الصَّادقُونَ هم الفائزينَ في الآخرةِ، كما في قولهِ تعالى {قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}؟!. فلماذا، إِذن، يتمرَّد كثيرُونَ على الصِّدقِ ويصطفُّونَ معَ الكاذِبينَ؟!. قبلَ الإِسترسالُ في الحديثِ ينبغي أَن ننتبِهَ إِلى مُلاحظةٍ في غايةِ الأَهميَّة، وهيَ؛
تارةً يكونُ الإِنسانُ كذَّاباً وتارةً يكونُ ممَّن يُعينُ على الكذِب أَو يُشارك ويُساهم فيهِ. وأَن يكونَ المرءُ كذَّاباً فهذا شيءٌ معرُوفٌ، ولكن كيفَ يكونُ مُعيناً على الكذِبِ؟!. يكونُ مُعيناً عندما ينشغِلُ باستنساخِ ولصقِ الأَخبار والمنشوراتِ الكاذِبةِ التي يختلقَها الكذَّاب لأَغراضٍ خاصَّةٍ والتي تنتشِر في مُختلفِ وسائلِ التَّواصلِ الإِجتماعيعن طريقِ الذُّبابِ الأَليكتروني، والتي هدفها عادةً التمجيدِ بفاسدٍ أَو تسقيطِ مَن يتصدَّى لفضحهِ وتعريتهِ!.