لقد أكّد بعدة مؤكدات، وهي (إنّ) المفيدة للتأكيد، وتكرير الضمير (أنت)، وتعريف الخبر (الأعلى)، ولفظ العلو الدال على الغلبة، وصيغة التفضيل (الأعلى). 2- الإبهام: في قوله تعالى: (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ) أوثر الإبهام تهويلا لأمرها، وتفخيما لشأنها، وإيذانا بأنها ليست من جنس العصي المعهودة، المستتبعة للآثار المعتادة، بل خارجة عن حدود سائر أفراد الجنس مبهمة، لكنها مستتبعة لآثار غريبة، وكأن العصا، لفخامة شأنها، لا يحيط بها نطاق العلم نحو: (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ). ويجوز أن يكون الإبهام للتحقير، بأن يراد لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم، وألق العود الذي في يدك، فإنه بقدرة اللّه تعالى يلقفها، مع وحدته وكثرتها، وصغره وعظمها.
في إعراب : ( إنّ هذان لساحران ) - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
ومن جهة أخرى ؛ لا أتردد في اتخاذ (القول الأول) كدليل على أن قواعد اللغة ذاتها ليست (قرآنا منزلا) بل ابتكار بشري ظهر (بعد تدوين القرآن) واعتمد على لغة قريش كأساس..
بكلام آخر.. توجد لهجات أخرى (لقبائل عربية أصيلة عاشت زمن قريش) تخالف من حيث التركيب والإعراب قواعد النحو والصرف التي نعتمدها حاليا / والدليل قوله تعالى:(إن هذان لساحران)!!...
وقال الشاعر في معنى نعم: قالوا غدرت فقلت إن وربما نال العلا وشفى الغليل الغادر وقال عبد الله بن قيس الرقيات: بكر العواذل في الصبا ح يلمنني وألومهنه ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه فعلى هذا جائز أن يكون قول الله - عز وجل -: إن هذان لساحران بمعنى نعم ولا تنصب. اعراب ان هذان لساحران يريدان. قال النحاس: أنشدني داود بن الهيثم ، قال: أنشدني ثعلب: ليت شعري هل للمحب شفاء من جوى حبهن إن اللقاء قال النحاس: وهذا قول حسن إلا أن فيه شيئا لأنه إنما يقال: نعم زيد خارج ، ولا تكاد تقع اللام هاهنا ، وإن كان النحويون قد تكلموا في ذلك فقالوا: اللام ينوى بها التقديم ؛ كما قال: خالي لأنت ومن جرير خاله ينل العلاء ويكرم الأخوالا آخر: أم الحليس لعجوز شهربه ترضى من الشاة بعظم الرقبه أي لخالي ولأم الحليس ؛ وقال الزجاج: والمعنى في الآية إن هذان لهما ساحران ثم حذف المبتدأ. المهدوي: وأنكره أبو علي وأبو الفتح بن جني. قال أبو الفتح: ( هما) المحذوف لم يحذف إلا بعد أن عرف ، وإذا كان معروفا فقد استغني بمعرفته عن تأكيده باللام ، ويقبح أن تحذف المؤكد وتترك المؤكد. القول الثالث قال الفراء أيضا: وجدت الألف دعامة ليست بلام الفعل فزدت عليها نونا ولم أغيرها كما قلت: ( الذي) ثم زدت عليه نونا فقلت: جاءني الذين عندك ، ورأيت الذين عندك ، ومررت بالذين عندك القول الرابع قاله بعض الكوفيين قال: الألف في ( هذان) مشبهة بالألف في يفعلان فلم تغير.