عبارة يُضرب بها المثل على رغد الحياة ونعيمها فإذا توفرت للمرء عناصر هذه العبارة القصيرة فقد توفرت له سبل الراحة والنعيم فأين نحن من الماء والخضرة والوجه الحسن؟ الماء عصب الحياة وعمودها الفقري جعل الله تعالى منه كل شيء حي به نحيا نحن وأنعامنا وبه تزهر أرضنا ومنه نأكل ونعيش. وشاء الله تعالى أن يمد بلادنا بكثير من خيرات الدنيا، معادن نفيسة، بترول، ثروة سمكية وثروة حيوانية هائلة، كما شاء تعالى أن يجعلنا في شبه جزيرة تحيط بها البحار والمحيطات ناهيك عن العيون والآبار. إن مياه الشرب الصالحة للري وللارتواء تعد قضية مهمة توليها الدولة كل رعاية واهتمام في ظل قلة الموارد العذبة، وإذا كانت حكومتنا الرشيدة لا تألو جهداً في توفير المياه الصالحة للشرب لنا ولأنعامنا ولري زراعاتنا فإن علينا واجباً يتمثل في المحافظة على هذه الثروة المائية وذلك عن طريق ترشيد الاستهلاك خاصة أن ذلك ينسجم وما جاء في الأثر الشريف «لا تُسرف ولو كنت على نهر جارٍ». علينا أن نتذكر كم عانى وقاسى أجدادنا بالصحراء من أجل توفير الماء لأنفسهم ولأنعامهم بينما نحن الآن في نعمة لا تعدلها نعمة فما هي إلا ضغطة على الصنبور وينساب الماء بين أيدينا زلالاً.
الخضرة والوجه الحسن لصفوف النصر
"الماء والخضرة والوجه الحسن" من إنتاج أحمد السبكي، الذي ينتابك القلق عندما ترى اسمه، في بعض الأحيان، خوفًا من أن يكون الفيلم تجاري فقط، ثم تتذكر أنه من أنتج أفلام "الفرح" و"كباريه" و"من ضهر راجل"، فتأمل أن يكون الفيلم الجديد على نفس المستوى بل أفضل خاصة مع وجود الأسماء المذكورة، والحقيقة أنك لن تشعر بوجوده المعتاد في الفيلم سوى المشهد الذي تظهر فيه الراقصة وبصحبتها المغني محمود الليثي، صاحب الظهور الدائم في أفلام السبكي، ويقدمان معًا أغنية تستمر حوالي 5 دقائق، تجعلك تشعر أن الفيلم حائر بين سينما يسري نصر الله وأحمد السبكي. في النهاية، الفيلم واحد من الأفلام المميزة في هذا الموسم الصيفي، ينقل طبيعة الريف والحياة الاجتماعية لفئة من المجتمع بصدق وواقعية، إلى جانب أنه غني بالمشاهد البصرية حيث خضرة الحقول والعديد من الوجوه الحسنة.
الفيلم من بطولة ليلى علوي ومنة شلبي وباسم سمرة وصابرين. إخراج يسري نصر الله. ومن المنتظر أن يعرض الفيلم ، حسب ماقاله منتجه أحمد السبكي لجريدة «اليوم السابع»، خلال مناسبة شم النسيم بحر هذه السنة. هذا الفيلم، وفق عدة تقارير إخبارية، لا علاقة له بأغنية عبد الحليم حافظ، وإنما هو عمل سينمائي يتناول « حياة طباخي الأفراح في الأرياف، من خلال ثلاثة طباخين، هم: ليلى علوى ومنة شلبي وباسم سمرة، وعلاقة هذه الفئة ببعضها، إضافة للمعاناة التى يواجهونها في بعض الأحيان، والمواقف التى يقابلونها أيضا أثناء تواجدهم في أفراح فئات طبقية مختلفة». فقط، فيلم يسرى نصر الله الجديد سيعيد إحياء أغنية عبد الحليم حافظ سواء في مصر أو المغرب، وسيذكرنا بالزمن الجميل الذي كانت فيه الأغنية الوطنية والحماسية ذات تجربة إبداعية متميزة شعرا ولحنا.