رشا حسني
عادة ما يُفضّل صُنّاع الأفلام تقديم القيم الحياتية والإنسانية المؤثرة من خلال أفلام درامية أو ميلودرامية، ظنا منهم أنها الأنواع الفيلمية المناسبة لتقديم مثل هذه الموضوعات، وهنا تكمن أولى نقاط تميز رؤية المخرج "جيمس مانجولد" في أحدث أفلامه "فورد ضد فيراري"، الذي قرّر أن يطرح به أفكارا تتعلق ببعض القيم والمعاني الإنسانية الراقية والصعبة والمعقدة، كالسعي للكمال والبحث عن التحقق، من خلال فيلم دراما رياضية عن سباقات السيارات الأشهر على مستوى العالم. فقد قام مانجولد بمتابعة مقتطفات من السيرة الذاتية لشخصيتين بارزتين في مجال سباقات السيارات، وهما "كارول شيلبي" أول أمريكي يفوز بأهم وأكبر وأشهر سباق سيارات في العالم "لومان" عام 1959، والذي قام بأداء دوره الممثل "مات ديمون"، وصديقه ومساعده السائق المعجزة "كين مايلز" الذي أدى دوره ببراعة الممثل "كريستيان بيل". ويتطرق المخرج "مانجولد" بهذا الفيلم لنوع فيلمي جديد عليه هو شخصيا، وهو نوع أفلام الدراما الرياضية وأفلام سباقات السيارات، وذلك بعد أن اعتاد صناعة أفلام الحركة والجريمة والإثارة، مثل "السير على الخط" (2005) بطولة "خواكين فينيكس" و"3:10 إلى يوما" (2007)، وهو من بطولة "راسل كرو" و"كريستيان بيل"، و"لوجان" (2017) من بطولة "هيو جاكمان".
&Quot;فورد ضد فيراري&Quot; يتصدر شباك التذاكر.. و&Quot;لاست كريسماس&Quot; الأخير
فورد ضد فيراري: قصة الصراع
تعود قصة الصراع بين فورد وفيراري إلى أوائل الستينيات حين كانت معركة فورد وفيراري في سباق Le Mans 24 Hours لعام 1966. مع أن شركة فيراري كانت تسيطر على سباق الستينيات، ولكن وراء الكواليس، كان انزو فيراري في طور عرض العلامة التجارية الشهيرة للبيع. وقد جذبت انتباه أحد رجال الأعمال الأمريكيين. وهنا برز طموح هنري فورد الثاني بالشراء فما كان منه إلا أن عرض مبلغاً ضخماً للقيام بهذه الصفقة وشراء فيراري. بعد 22 يومًا من المفاوضات، سافر مجموعة من محامي ومهندسي شركة فورد إلى إيطاليا وكانت الصفقة على وشك التوقيع. لكن في اللحظة الأخيرة، في 20 مايو 1963، تغير كل شيء وسقطت الصفقة. عاد فورد إلى الولايات المتحدة، وقرر الإنتقام في الحلبة، وإهانة فيراري في سباق لومان تحديداً. لجأ فورد إلى مصمم السيارات الأسطوري في لوس أنجلوس كارول شيلبي. كل عملهم الشاق أتى ثماره وولدت سيارة GT40 Mk فورد. وكانت هي السيارة التي لم تهزم فيراري في لومان عام 1966 فحسب بل إنه لم يكن لدى فيراري حتى سيارة أكملت السباق إذ أن هذه السيارة من فورد احتلت المراكز الأولى والثانية والثالثة. اقرأ أيضًا: بالفيديو.. "فورد ضدّ فيراري".. سباقُ سيَّارتَيْنِ أمْ حضارتَيْن - eye on cinema. لا حاجة للكلام في فورد موستنج ماك 1: إستمع لصوتها وشاهد تفحيطها
فيلم &Quot;فورد ضد فيراري&Quot; أو الشغف ضد المؤسسة
تصدر فيلم الحركة والسيرة الذاتية الجديد "فورد ضد فيراري" (فورد في فيراري)، إيرادات السينما بأمريكا الشمالية مطلع الأسبوع محققاً 31 مليون دولار. والفيلم الجديد يروي واحدة من أعظم قصص سباقات السيارات على الإطلاق: فورد في مواجهة فيراري، بحسب ما جاء في موقع "رويترز". فيلم Ford v Ferrari 2019 مترجم كامل تحميل مباشر بجودة BluRay. والفيلم من بطولة مات ديمون وكريستيان بيل وجون بيرنثال وكاترينا بالف، ومن إخراج جيمس مانجولد. وتروي أحداث الفيلم واحدة من أعظم قصص سباقات السيارات على الإطلاق، من بطولة نجوم هوليوود مات ديمون Matt Damon في دور كارول شيلبي Carroll Shelby مصمم سيارات كوبرا وفورد الشهير، والذي سميت وما زالت السيارات تسمى تيمناً به، وكريستيان بيل Christian Bale في دور السائق الأميركي البريطاني كين مايلز Ken Miles الفائز بسباق لومان 24 وجون برنثال Jon Bernthal في دور لي إياكوكا Lee Iacocca المدير التنفيذي في فورد، والذي اشتهر بتطوير سيارات موستانغ الشهيرة. وفيلم فورد في فيراري يستند إلى قصة حقيقية، ويرصد الفيلم المنافسة الشرسة بين شركتي فورد وفيراري التي بلغت ذروتها في سباق لومان 24 ساعة أقدم سباق للسيارات الرياضيه في العالم عام 1966.
&Quot;فورد ضدّ فيراري&Quot;.. سباقُ سيَّارتَيْنِ أمْ حضارتَيْن - Eye On Cinema
ثم بالطبع يختلف بطلا القصة ويتفقان ويتعاونان، ونرى مونتاج بناء وتطوير السيارة وتدريبات مايلز تحضيراً للسباق الكبير وقيادته إلى أن يفوز بالسباق. الجديد أن شيئاً يحدث في النهاية، لا نود ذكره كي نترك للمشاهد تجربة استكشاف الفيلم بنفسه، هو ما يعطي الفيلم نهاية مختلفة، لأنه يحدث بشكل غير تقليدي، وربما هذه لمسة مانغولد الفنية واضحة في النهاية أكثر من بقية الفيلم. بوسعنا القول إن شرير الفيلم ليس فيراري، وليس سائق السيارة 21 لكنه فورد وبييب وقراراتهما التجارية. مشهد ساخر
يوجد انسجام جيد بين ديمن بلهجة تكساسية وبيل ربما بلهجته الإنجليزية الأصلية، ديمن ذكي ومرن وبراغماتي، وبيل غاضب ومنفعل حتى وهو فائز. هناك مشهد ساخر يتعارك فيه الاثنان أمام منزل مايلز، وعندما تراهما مولي (كاترينا بالف) زوجة مايلز، تحضر كرسياً من داخل المنزل وتجلس أمامهما متفرجة. أداء بيل جيد، لكنه كان أفضل في «نائب» العام الماضي، وأداء ديمن جيد هو الآخر، لكن شاهدناه في أدوار أفضل، أما بالف فمجرد تكملة عدد. يخفف مانغولد التوتر في المشهد السابق، لكن يوظّفه لأجل الضحك، كما يحدث في المشهد الذي يأخذ شيلبي معه فورد في تجربة قيادة السيارة الجديدة، فيصاب الأخير بالرعب، ثم ينهار في موجة بكاء تهز كيانه، قد يكون بكاء خوف أو فرح بولادة السيارة الجديدة.
فورد ضدّ فيراري: سباقُ سيَّارتَيْنِ أمْ حضارتَيْن؟ - عبد المنعم أديب - منصة معنى الثقافية
كما تراجع الفيلم الكوميدي الرومانسي "عيد الميلاد الأخير" ( لاست كريسماس) من المركز الرابع إلى الخامس، مسجلا 6. 7 مليون دولار. والفيلم بطولة إيما تومسون وجريج وايز وهنري جولدنج وميشيل يوه، من إخراج بول فيج.
فيلم Ford V Ferrari 2019 مترجم كامل تحميل مباشر بجودة Bluray
أربع وعشرون ساعة من طنين المُحرِّكات. وقد سُمِّي سباق تحمُّل لأنَّه سباق للمُتسابقين في المقام الثاني، لكنَّه سباق لمدى قدرة السيارة على تحمُّل هذا العبء الهائل الذي من الممكن أن يُفجِّرها وكأنَّك تنفخ ريشة لتطير في الهواء. أشهر حلبات هذا السباق هو سباق فرنسيّ اسمه "لومان 24 ساعة". طول حلبة السباق ما يُقرب من 14 كيلومترًا. تظلُّ السيارات المتسابقة تكملها واحدةً بعد الأخرى لمدة يوم كامل. فتخيِّلْ أنت كمّ الجنون في هذا اليوم الذي يمرُّ دهرًا. هذه هي الأجواء التي اختارها فيلمنا " Ford v Ferrari ". من إنتاج "فوكس" شهر "نوفمبر" 2019م. وإخراج "جيمس مانجولد" (مخرج فيلم لوجان)، وتأليف "جيز بيتروورث" وآخرين. ومن بطولة "كريستيان بيل"، "مات ديمون"، "جون بيرنثال"، وكثيرين. من تصنيف تاريخ، حركة، دراما. تكلَّف إنتاجه أكثر من 95 مليون دولار، وحقق إيرادات أكثر من 220 مليون دولار. ورُشِّح لأربع جوائز "أوسكار"، منها أفضل فيلم. تبدأ قصتنا حينما تتعرض شركات السيارات العظمى لبعض الركود في النصف الأول من الستينيات. فيعرض أحد المسؤولين في شركة "فورد" الأمريكية الشهيرة فكرة لتطوير الشركة، وتحسين صورتها التسويقيَّة لدى جمهورها.
شركة تبحث عن أن تُمتعك، أخرى تبحث عن أموالك. وبالقطع لعلَّنا لا ننسى أنَّ
"إيطاليا" بلد حضارة قديم جدًّا؛ حيث هي مقرّ الحضارة الأوربيَّة منذ
"الإمبراطوريَّة الرومانيَّة" العتيقة، وهي صاحبة شرارة البدء في عصر
النهضة الأوربيَّة الحديث من خلال الفنّ والشعر. أما "أمريكا" البلد
الوليد الذي لا يمثل قيمة حضاريَّة، لكنَّه يحرص كل الحرص على أنْ يكسر عائق
القِدم الحضاريّ بينه وبين الأوربيين، ويحاول بكل الطرق أن يبني له سمتًا خاصًّا
مُغايرًا عنهم، أيْ أنَّه يحاول الانسلاخ عن أوربا ومعاملتها على أنها
"آخر"، لا "أنا". يحاول أنْ يقول: أنا أمريكا ونجاحي لا يعتمد
على أنَّني أوربيّ، بل على أنَّني أمريكيّ. وقد رأينا في الفيلم هذه النزعة لدى
رئيس "فورد"، وأيضًا عند البطل "كين مايلز" وهو يتحدث عن السيارات
الألمانيَّة. مع أنَّ كليهما من الحضارة الغربيَّة، وكلاهما يكوِّن فكرة
"الغرب" لكنه ما يشبه تنازع الأجنحة في الحضارة الواحدة. لهذا نجد
الكثير جدًّا من مظاهر السخرية المتبادلة بين الجانبَيْن الأوربيّ والأمريكيّ في
عديد الأفلام. ففي الوقت الذي ما زالت تعمل فيه شركة
"فيراري" بنفس روح الفنّ عند أسلافها "دانتي أليجري"،
و"باتراركه" -عَلَمَانِ من أعلام الأدب الإيطاليّ في أوائل عصر النهضة-.