هذا خلقُ الله.. يا من يَعبد غيرَ الله
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 11]. عجيب شأنُ بعض بني آدم، يقرون بأن الخالق هو الله تعالى، ولا خالق غيره؛ كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [1]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [2]. تأمل خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى وما فيه من إبداع، ودلائلَ واضحاتٍ، على قدرة الله الباهرة، وحكمته الظاهرة، يخبرك كل شيء من الخلق عن عظمة خالقه، وبالغ حكمته، وعظيم إبداعه. لقمان الآية ١١Luqman:11 | 31:11 - Quran O. ومع ذلك يتقاصر فهم كثير من الناس، وتنطمس بصائرهم، فيعبد بعضهم حجرًا، ويدعو بعضهم بقرًا، ويرجو بعضهم شمسًا وقمرًا، هل خلقوا شيئًا؟ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ. فَيَا عَجَبًا كَيْفَ يُعْصَى الْإِلَهُ
أَمْ كَيْفَ يَجْحَدُهُ الْجَاحِدُ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةً
تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [3].
- لقمان الآية ١١Luqman:11 | 31:11 - Quran O
لقمان الآية ١١Luqman:11 | 31:11 - Quran O
آخر تحديث: نوفمبر 20, 2021
تفسير: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
تفسير: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه، هذه الآية من الآيات التي توضح لنا قدرة الله تعالى وهو الخالق وحده لا شريك له، ولا أحد يستطيع أن يخلق أي شيء سوى الله سبحانه. فدعونا من خلال هذا المقال عبر موقع نطرح عليكم تفسير هذه الآية العظيمة لكثير من علماء التفسير الأجلاء. الجدير بالذكر أن هذه الآية ذكرت في سورة لقمان، وتعد هذه السورة من السور التي نزلت في مكة، ما عدا ثلاث آيات المبدوءة:
(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
تحتوي السورة أيضًا على 34 آية. هذه السورة تشتمل على وصايا سيدنا لقمان لابنه، لذلك تعلمنا مبادئ التربية الصحيحة، وكيفية توجيه سلوك الأبناء، ومن هذه الوصايا:
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). بالإضافة إلى أية: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، طلابي وطالباتي الأعزاء يسعدنا أن نقدم لكم في موقع كل ما يسر الطلاب من إجابات صحيحة ودقيقة لجميع المواد التعليمية والعلمية:
﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
[الآية 11 من سورة لقمان]
آيةٌ ترتقي بسامعِها ومتأمِّلها ومتدبِّرها في رحاب مسألةِ رؤية الخلق من النظرِ إليها نظرَ العابرِ المنشغل اللاهي الظالم الضالِّ، إلى الناظر الواعي المتوقِّف المدقق المتمعِّن. إذًا تجلَّى في الآية الكريمة أسلوبٌ توجيهيٌّ تعليمي بديعٌ، يدفع السامعَ المتأمِّل إلى تدقيق النظر في مسألة الخلق من النظر غير الدقيق السطحيِّ العابر، إلى النظر العميقِ الجدِّيِّ العاقل المتوقف. حيث أخبرنا الحقُّ سبحانه عن حقيقةِ مسألة الخلق، فما نلاحظه ونعاينُه ونشاهده ونراه من خلقٍ هو خلقُ اللهِ تعالى. ولكن كان ذلك الخبرُ تمهيدًا للولوج بالسامع الناظرِ المتأمل لهذه الآية إلى عُمْق هذه المسألة. فكان السؤال الآتي: ﴿ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾ [لقمان: 11]؟
سؤال علينا أن نتأمَّله، وندرسَه، ونراه، ونقف عنده.