[3]
من يُقيم حد الغيلة
لا يجوز ان يُقيم أهل الدم أو ذوي الشخص المغدور والمقتول غيلة الحد على القاتل؛ لأنَّ ذلك قد يُسبب في انتشار الفوضى والفساد في المجتمع، كما يُمكن أن يزيد من الفتنة بين المسلمين، وإنَّ الصحيح في إقامة حد الغيلة أن يكون ذلك بامر من الإمام أو الحاكم أو من الشخص الذي ينوب عن الإمام، وقد ورد ذلك في قول ابن العربي المالكي في أحكام القرآن: " لا خلاف أن المخاطب بإقامة الحدّ هو الإمام أو نائبه "، والله أعلم. شاهد أيضًا: ما معنى القتل تعزيرا في الاسلام
حكم القتل غيلة
إنَّ جريمة القتل عمدًا هي من أعظم الجرائم وأكبر الذنوب التي توعَّد الله تعالى صاحبها بالخلود في جهنم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً"[4]، وإنَّ القتل غيلة هو ذنب يوجب قتل فاعله وإقامة الحد عليه لا القصاص، ولا فرق في كون القاتل مسلمًا او كافرًا عند إقامة حد الغيلة. [5]
الفرق بين القصاص والغيلة
بعد أن بيَّنا كيف ينفذ حد الغيلة سننتقل لبيان الفرق بين القصاص والغيلة، وإنَّ الفرق بين حد الغيلة وحد القصاص يتلخص بما يلي:
القصاص: هو إقامة الحد في الجرائم التي تؤدي إلى قتل النفس أو جرحها أو إيذائها بشكل ما بشكل مُتعمَّد وغنَّ معنى القصاص هو قص الأثر من خلال تتبعه، وإنَّ الأصل في حد القصاص أن يُقام على الجاني بنفس القدر الذي تأذَّى به المجني عليه، ويمكن أن يكون القصاص بتأدية الديّة لذوي المجني عليه على أن يُحقق الجُرم شروط تنفيذ القصاص.
- كيف ينفذ حد الغيلة - موقع محتويات - سؤال العرب
كيف ينفذ حد الغيلة - موقع محتويات - سؤال العرب
طريقة تنفيذ حد الغيلة في الإسلام
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن طريقة تنفيذ حد الغيلة إن الحق في قتل الغيلة يكون للإمام نفسه أو الحكومة أو ولي الأمر ، وليس لأولياء المقتول، وهنا، والكلام لابن عثيمين، ويجب على الإمام أن يقتله لما في ذلك من حفظ الأمن، وهذا مذهب مالك، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حفاظًا على الحق، منعا للفوضى وتبادل عمليات الثأر، حيث أن تنفيذ الحد من قبل أصحاب الدّم قد يؤدي إلى عودة العصبية وسيادة الثأر. هل يجوز العفو عن قاتل الغيلة ؟
تعود مسألة العفو عن قاتل الغيلة إلى تصنيف هذا النوع من القتل، وفقا لرأي أصحاب المذاهب، فإذا قررنا اعتماد الرأي الأول، وهو نفس الرأي الذي اختاره أصحاب المذاهب الحنفية والشافعية والحنابلة، فيمكن في تلك الحالة لأصحاب الدم أن يعفوا عن قاتل الغيلة؛ لأن الحد في تلك الحالة، هو القصاص، أما إذا أخذنا في تلك الحالة رأي الإمام مالك فلا يمكن العفو عن القاتل، مهما كان. الفارق بين القصاص والغيلة والحرابة
الفارق بين الغيلة والقصاص والحرابة يكمن في مسألة جزاء القاتل. ففي حالة القصاص لا يجب أن يقتل ولي الأمر أو الحكومة أو الدولة، القاتل إلا بطلب من أصحاب الدم، ولو لم يطلبوا ذلك فلا يقتله حتى يأذنوا له.
ما هي الغيلة في الشرع تعرف الغيلة في الشرع على انها الاغتيال باستخدام المكر والدهاء والخدعة، ويعرف العلماء الغيلة كل حسب مذهبه، وهناك شبه توافق بين المذاهب على تعريف الغيلة وحد الغيلة، ويشرح العلماء الغيلة بقولهم وعلى حسب فتواهم أن القاتل قد يقتل في مكان لا تشهده فيه عيون أحد او الاستدراج إلى مكان بعيد أو مجهول ثم اقتل، ويعرف بعض الفقهاء الغيلة على أنها أحد الحدود كالحرابة على سبيل المثال، وسوف نتعرف وإياكم على تعريف المذاهب الأربعة الشارح لكلمة الغيلة على النحو التالي: المذهب الشافعي: يقول علماء الشافعية أن الغيلة هي استخدام الحيلة بنية القتل في مكان خالي من الناس. المذهب الحنفي: أما الأحناف فيقولون أن الغيلة هي الاغتيال، حيث يقوم القاتل باستدراج الضحية إلى مكان غير معلوم ثم يباغته ويقتله. المذهب المالكي: أما المالكية فيعرفون الغيلة على انها اغتيال المرء، وصنفوا الغيلة كتصنيفهم للحرابة. المذهب الحنبلي: يقول الحنابلة أن الغيلة هي القتل بالتغرير، أي أن الرجل يدخل منزل الضحية ثم يقتله ليستولي على ماله.