واختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا الرسول، صلى الله عليه وسلم، الناس إلى البيعة يوم الفتح جاء به عثمان، رضي الله عنه، حتى أوقفه على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله بايع عبد الله. فرفع الرسول، صلى الله عليه وسلم، رأسه فنظر إليه ثلاثاً، كل ذلك يأبى مصافحته، صلىالله عليه وسلم، فأمنه، وعفا عنه، وبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه، صلى الله عليه وسلم، فقال: «أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟» فقالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك، هلا أومأت إلينا بعينك؟، فقال: «إنه لا ينبغي أن يكون لنبي خائنة أعين»، فأسلم ابن أبي سرح بعد ذلك وحسن إسلامه، وقال الدارقطني: «ارتد، فأهدر النبي دمه»، وقال مصعب بن عبد الله: «استأمن عثمان لابن أبي سرح يوم الفتح من النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان أمر بقتله». وقيل إنه لما أخذه المشركون، وأكرهوه على ما أكرهوا عليه عمار بن ياسر ، رضي الله عنه، أجابهم إلى ذلك معتقداً، فأكرموه، وكان معهم إلى أن فتح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مكة، ثم استأمن له عثمان فأمنه النبي، صلى الله عليه وسلم، وتاب بعد ذلك وأسلم وحسن إسلامه، وأصبح أحد العقلاء الكرماء، وكان له صحبة ورواية حديث روى عنه الهيثم بن شفي.
اول من غزا في سبيل الله الرقمية جامعة أم
غياب هذا مجتمعا شكل وأنتج تلك البضاعة التي رفدنا العالم بها ورُدت اليوم الينا مُرفقةٍ بفواتير ثقيلة رهيبة. إلا ليت أولياء الأمور بكروا بالحجر على السفيه فلا يهدر ماله في تجارة خاسرة سببت لكل فردٍ فينا، صغيرنا وكبيرنا تلك المصائب التي يشيب لهولها الولدان. إلا ليتهم...! -3- البلد الكريم الصغير الذي اقطنه منذ ما يفوق الربع قرن، ورغم قسوة البرد فيه حيث القطب الشمالي، فيه من الدُفء الإنساني وحالة الرضى والطمأنينة والاكتفاء المادي والروحي والثقافي ما يعجز اللسان عن وصفه. كُل أديان العالم مُجتمعة، كُل ثقافات العالم مُجتمعة، كٌل الطوائف والأعراق من كُل انحاء العالم تجدها هُنا. اول من غزا في سبيل الله الذين يشرون الحياه. وجميعها لها نصيبٌ عادل في الثروة الوطنية والحماية الدستورية والقانونية والرعاية المادية والتشجيع والدعم لثقافاتها وطقوسها والحق في إقامة أماكن ممارسة الطقوس والشعائر بكل حرية. ومن المُحرم قانونا والمنهيُ عنه عُرفاً مُناقشة العبادات والديانات والعقائد إلا من باب الاستزادة المعرفية وبغاية التهذيب. أوَ نرجو أن نرى شرقنا يوما يكون مثل هذا، على الأقل في أن يستوعب ابناءه ذاتهم بحدبٍ وحُب وانشراح صدرٍ لاختلافهم الذي يغني الصورة ويبهج النفس ويُسعد الربّ؟ أظن ذلك.. إذ.. نشهد اليوم تباشير وعيٍ فتيٌ مُستنير مُبارك في ارض الرسالة، وهل أجدر من أرض الرسالة في حمل الأمانة..!
اول من غزا في سبيل الله الذين يشرون الحياه
والأحاديث النبوية الشريفة كثيرة عن خطورة الرياء، وقد بكى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خوفاً على أمته من أن يصيبها داء الرياء، فقد روى شداد بن أوس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: إني تخوفت على أمتي الشرك، أما إنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساً ولا قمراً ولكن يراؤون بأعمالهم، ورأى عمر بن الخطاب معاذ بن جبل رضي الله عنهما وهو يبكي، فسأله: ما يبكيك؟ قال حديث سمعته من صاحب هذا القبر يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: إن أدنى الرياء شرك. وفي كثير من أحاديثه الشريفة أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟. الشرك الخفي وفي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل.
اول من غزا في سبيل الله الرحمن الرحيم
ولعلّ بريدة رضي الله عنه، بإزرائه على نفسه، يصير له عمله ذلك: طاعة وجهاداً، وكذلك يقع في العمل الصالح، وربما افتخر به الغرّ، ونوّه به، فيتحول إلى ديوان الرياء، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} (الفرقان آية 23)، ثم قال: وكان بريدة من أمراء عمر بن الخطاب، في نوبة سُرْغ، وهي منزلة من منازل الشام في الحج، في اول الحجاز وآخر الشام (سير أعلام النبلاء: 2: 470). ولا يحمل الراية واللواء، أو يتولى الإمارة إلا المقدم في القوم، وبريدة رضي الله عنه مقدم في قومه، ومن كبار الصحابة، قال ابن سعد في طبقاته، إن مسعود بن هنيدة قال: لا أعلم أحداً من بني سهم، من سليم أسلم أول مني، غير بريدة بن الحصيب (4: 311). وقد اعتبر الذهبي بريدة: عالماً فقيهاً، علّم أهل مرو أمور دينهم، وفقههم فيه، وقد روى بريدة كما جاء في أسد الغابة لابن الأثير: أن رجلاً جاء للنبي وعليه خاتم من حديد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (مالي أرى عليك علامة أهل النار)؟ ثم جاءه وعليه خاتم من صِفْر فقال له: مالي أجد منك ريح الأصنام؟، ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب فقال: مالي أرى عليك حِلْية أهل الجنة؟ فقال يا رسول الله: أي شيء أتخذه؟ قال: من ورق والورق الفضة.
جاء في لسان العرب أنَّ العتبة هي «أسكفة الباب التي تُوطأ»، أي أنَّ العتبةَ هي الموصلة إلى الدار، لكن عند نقلها من المادة إلى منتجات الوعي؛ هل ستظل أهميتها كموقعٍ إستراتيجي؟ أي هل يستقيم لنا الأمر حين نقول إنَّ النصّ لا يمكن الدخول إليه إلا بوطء عنوانه مثلا؟ للمعري ديوان (سقط الزند)، كان هذا العنوان مدخلا لبعض الشُرّاح في تحديد زمن الديوان، باعتباره أول شِعر المعري؛ لأن السقط أول ما يخرج من النار عند القدح. إلا أنهم ووجِهوا بأبياتٍ فيها إرهاصات الكهولة كـ«وعيشتي الشباب وليس منها/ صباي، ولا ذوائبي الهجان»، فيكون العنوان سببا لهذا الخلاف؛ ومن ثم فهو إشارة إلى أنَّ المتن نارٌ- والنار من مستصغر الشرر- أي أنَّ العنوان هو ما تقدح به النار. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 261. فيكون المعري -هنا- مبتكرًا للعنوان، كإستراتيجية لإشراك القارئ، وتحفيزه على الحوار مع النص؛ إذ يبدو أن العناوين- في التراث العربي -قبل المعري منفصلة عن عضوية المتن، لم تكن إلا أسامٍ، لا حقيقة موضوعية لها. فيأتي السؤال: هل يمكن قراءة متن السقط دون عتبة العنوان؟ يقول التبريزي: «كان يُغَيّر الكلمة منه بعد الكلمة -أي من سقط الزند- إذا قُرِئَت عليه، ويقول -معتذرا- مدحتُ نفسي فيه فأنا أكره سماعه»، والمراد أنَّ قصائد الديوان قامت على ثلاثية: 1.