قال عمر رضي الله عنه: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه. ثم أبان الله تعالى نتيجة الإحسان وأثره البعيد فقال ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) أي إنك إن فعلت ذلك فقابلت الإساءة بالإحسان، صار العدو كالصديق وما أحسن هذه النتيجة أن يتحول الناس الأعداء أو الحساد إلى أصدقاء، أو كالأقارب يستعان بهم عند المحنة ، بسبب الشفقة والإحسان. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة فصلت - الآية 34. قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم. والله أعلم
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة فصلت - الآية 34
وقيل: الحسنة الطاعة، والسيئة الشرك. وهو الأول بعينه. وقيل: الحسنة المداراة، والسيئة الغلظة. وقيل: الحسنة العفو، والسيئة الانتصار. تفسير قوله تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة... - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال الضحاك: الحسنة العلم، والسيئة الفحش. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الحسنة حب آل الرسول، والسيئة بغضهم. { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} نسخت بآية السيف، وبقي المستحب من ذلك: حسن العشرة والاحتمال والإغضاء. قال ابن عباس: أي ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك. وعنه أيضًا: هو الرجل يسب الرجل فيقول الآخر إن كنت صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك. وكذلك يروى في الأثر: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال ذلك لرجل نال منه. وقال مجاهد: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} يعني السلام إذا لقي من يعاديه؛ وقال عطاء، وقول ثالث ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في الأحكام وهو المصافحة.
لمزيد من مقالات د. محمد مختار جمعة رابط دائم:
تفسير قوله تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة... - إسلام ويب - مركز الفتوى
عديدة هي المفردات والمصطلحات المتداولة اليوم، التي تحتاج إلى تحديد دقيق لمعانيها ومداليلها. وذلك لأن استخدام هذه المصطلحات دون ضبط المعنى الحقيقي لها، يساهم في تشويه هذا المصطلح على مستوى المضمون، كما أنه يجعله عرضة للتوظيف الأيدلوجي المتعسف. إعراب قوله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك الآية 34 سورة فصلت. لذلك فإن تحديد معنى المصطلحات والمفردات المتداولة، يساهم في خلق الوعي الاجتماعي السليم بها..
ومن هذه المصطلحات التي تحتاج إلى تحديد معناها الدقيق وضبط مضمونها الفلسفي والأخلاقي والاجتماعي، مصطلح التسامح.. حيث ان هذا المصطلح متداول اليوم في كل البيئات الايدلوجية، ويتم التعامل مع هذه المقولة ولوازمها الثقافية والسياسية، باعتبارها ثابتة من ثوابت المجتمعات المتقدمة.. لذلك وبعيداً عن المضاربات الفكرية والتوظيفات الأيدلوجية المتعسفة، نحن بحاجة إلى ضبط المعنى الجوهري لهذا المصطلح، وتحديد مضمونه وجذوره الفلسفية والمعرفية، وبيان موقعه في سلم القيم والمبادئ الاجتماعية.
{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة فصلت: 34-36]. سبب نزول الآية:
قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان بن حرب، كان مؤذًيا للنبي صلى الله عليه وسلم، فصار له وليًا بعد أن كان عدوا بالمصاهرة التي وقعت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم فصار وليا في الإسلام حميما بالقرابة. وقيل: هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام، كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره الله تعالى بالصبر عليه والصفح عنه، وقيل: كان هذا قبل الأمر بالقتال. قال ابن عباس: أمره الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم. تفسير الآيات:
{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} أي فرق عظيم بين هذه وبين هذه، { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر رضي اللّه عنه: ما عاقبت من عصى اللّه فيك بمثل أن تطيع اللّه فيه، قال ابن عباس: الحسنة لا إله إلا الله، والسيئة الشرك.
إعراب قوله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك الآية 34 سورة فصلت
إن الاحترام صفة إنسانية، حثت عليها جميع الأديان السماوية. فلقد حثنا الدين الإسلامي على احترام الكبير، والعطف على الصغير، كما أمرنا باحترام جميع المخلوقات. الاحترام هو الأساس المتين، التي تقوم عليه العلاقات الإنسانية بين البشر. كما أن بغيابه، تعم الفوضى، وتسود الهمجية في المجتمعات. فالاحترام هو بمثابة القانون، التي تضعه لنفسك، ولمن حولك، في المعاملات الإنسانية المختلفة. والآن هيا بنا نبدأ يومنا الدراسي الجديد، وبرنامجنا الإذاعي بآيات بينات من سورتي فصلت والحجرات. يتلوها عليكم الطالب (…). للتعرف على المزيد: كلمة يوم الخميس عن الاحترام
فقرة القرآن الكريم
لقد حثنا الله -سبحانه وتعالى- على التحلي بالاحترام، والأخلاق الحميدة في عدة مواضع في آيات القرآن الكريم. نتعرف على بعضًا منها فيما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ.
لعل أهم درس نستخلصه مع دخول العشر الأواخر من رمضان هو ما كان من النبى «صلى الله عليه وسلم» فى فتح مكة مع من آذوه وأخرجوه وحاولوا قتله، فلم يقابل إساءتهم بمثلها، بل عفا وأصلح، وقال قولته المشهورة: «ما ترون أنى فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال «صلى الله عليه وسلم» مقولته الأكثر شهرة التى جرت مجرى المثل: «اذهبوا فأنتم الطلقاءُ». وقد دخل نبينا «صلى الله عليه وسلم» مكة مطأطئًا رأسه تواضعًا لله «عز وجل»، ولما سمع قائلا يقول: اليوم يوم الملحمة قال «صلى الله عليه وسلم»: «اليوم يوم المرحمة، اليوم يعظم الله الكعبة « وكان «صلى الله عليه وسلم» قد نهى قادة الجيش ألا يبدأوا أهل مكة بقتال، إن لم يبدأهم أهل مكة به، وأن يتجنبوا القتال ما وسعهم ذلك. لقد تعامل «صلى الله عليه وسلم» مع أهل مكة وغيرهم من منطلق قوله تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، وقوله سبحانه: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ»»فصلت: 34».