الأمر بلغ - في حادثة سابقة - حد إصابة بعض الجوالين بأعيرة نارية جراء إطلاق متعمد من المخالفين! أذكر أن صحيفة الرياض نشرت قبل أشهر (في الصفحة الأخيرة) خبرا عن العثور على وعل نادر مقتول في المنطقة الجنوبية، ونشرت في ذات الصفحة قبل أكثر من عامين خبرا عن حادثة مطاردة عشرين سيارة لظبي بري هارب من مزرعة. كل الأخبار ليس للهيئة السعودية للحياة الفطرية حضور قوي في وضعها على الواجهة وتصعيدها والتركيز على الآثار الناجمة عن المخالفات وكشف حجم الخسائر المادية المترتبة على تعديات الصيادين. محلات للتأجير في جده : محلات - في جدة - السعودية | وسيطك. للأسف لدى المخالفين وبعض الصيادين (رأي كامن) قد يكون من أبرز الأسباب المؤثرة سلبا في مسألة التعدي على المحميات، فهم يتعاطون مع هذه الحوادث والأخبار ويحللونها وربما يبنون فعل المخالفة والتهور وفق قناعات بخلفية أفكار مشوشة وتصورات خاطئة وعلامات استفهام حول الهدف من المحافظة على الغزلان، وأن المحميات مناطق مقفلة وما يحدث داخلها يكتنفه شيء من الغموض. الرد البسيط على هذا الزعم لن يخرج عن القول إن العاملين في المحميات مؤتمنون على مقدرات للوطن وهم محل ثقة ومسؤولية. هذا لا يكفي - في تقديري - فالأمر يتطلب جهدا إعلاميا وميدانيا من قبل الهيئة يتحرك باتجاهين، الأول موجه إلى الرأي العام يهدف بشكل مركز ومتنوع الأشكال إلى ترسيخ أن هذه المخالفات تقع في (دائرة التجريم) مادامت تتسبب في نسف جهود وإهدار أموال والعبث بمقدرات وطن، وأن الهيئة في مواجهة مشكلة مستفحلة تتطلب وقوف الجهات الأخرى معها ودعمها بسخاء معنويا وماديا.
جريدة الرياض | هل أصبحت مجسمات جمالية..؟
بندقية المدرجات
كان أحد المناظر التي ما زال يتذكرها المسافرون على أحد الطرق الرئيسة إلى القصيم منظر بندقية تراثية عملاقة تعرف ب"القبسون" أو "المقمع"، وضعت على جانب الطريق عند مدخل إحدى المدن، وكان التصميم جميلا وبذل فيه جهد كبير، لكن الملفت في هذا المجسم أنّ فوهة البندقية العملاقة وجهت مباشرة نحو مدرجات ملعب المدينة الملاصق لمكان المجسم؛ مما فتح مجال التعليقات والتهكمات التي يبتكرها المسافرون، وظل هذا المجسم بموقعه وتوجيه فوهته إحدى الغرائب التي يتناقلها بعض القادمين، خصوصاً من بعض دول الخليج الذين يغيبون عنه، فإذا ما مروا عليه مرة أخرى سأل بعضهم بعضاً: "ما نسفوا الملعب؟".
محلات للتأجير في جده : محلات - في جدة - السعودية | وسيطك
شاهدت المقطع، ولفت انتباهي أن هذا العدد من الغزلان كبير لا يمكن صيده في وقت محدود ولا يستطيع القيام به - في منطقة غاية في الوعورة كعروق بني معارض- شخصان اثنان فقط إلا بمساعدة عدد أكبر من الأشخاص والسيارات والبنادق أتت على هيئة حملة (قنوص) لم تظهر في الصورة! ولفت انتباهي أيضا أن الغزلان منتفخة مما يشير إلى أنها صورت بعد يوم أو عدة ساعات من قتلها. أتساءل هنا، أيعقل أن يسرح الصيادون في المحمية كل هذا الوقت دون أن يتنبه لهم الجوالون (وهم الموظفون المكلفون بعمليات المراقبة)؟. إذا صح أنه جرى تسجيل المقطع بتاريخ 17 يناير من العام الجاري حسبما تفيد نتيجة التحليل التقني للمقطع، فعملية الصيد لم تكن داخل الحدود القريبة للمحمية، لأسباب - في تقديري - تتعلق بالتوقيت وطبيعة المحمية، فالمحمية وعرة، ويحدها من الجهة الغربية جبال طويق، وتلك سلسلة منيعة لا يمكن بأي حال اجتيازها، ولذلك ربما ترصد الصيادون بعض قطعان الغزلان والوضيحي التي تتوغل في فصل الشتاء (لاحظ أن المقطع مصور في يناير) شرقا باتجاه وسط الربع الخالي في بحثها عن الغذاء في مناطق بعيدة قد لا يصلها الجوالون.
والآخر موجه إلى الصيادين - من أجل قطع الطريق على ارتكاب المخالفات - يهدف إلى استقطابهم ودفعهم إلى التعاون مع الهيئة، ولتكن أول خطوة في هذا المسار تنظيم برامح زيارات تعريف وترفيه كي يقفوا ميدانيا على المحميات ويتعرفوا على حقيقة الأعمال والأنشطة والبرامج العلمية التي تنفذ داخلها. وبالتدريج، أتصور أن (أعداء اليوم سيصبحون أصدقاء الغد). محمد اليوسفي