كفكف دموعك وقل ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾. روى أحمد والبزار بسند صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات، قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. استعن بالله ولا تيأس... تفسير لعل الله يحدث بعد ذلك امراً - موسوعة. وضع نصب عينيك ﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
لا تدري لعل الله يحدث بعد
وقال الله بأن هذه هى حدوده ولا يجب تعديها أو المساس بها ومن يتعداها فيضيع نصيبه من الصلاح فى الدنيا والآخرة. أما الجزء الأخير من الآية ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) أى يقصد الله بها أنه شرع العدة وحدد وقتها لحكم عظيمة، فلعل الله يحدث في قلب الزوج من الرحمة والمودة مايجعله يرد طليقته ويلم شملهم مرة أخرى، أو لعله كان قد طلقها لسبب ما وقد انتفى ذلك السبب فى فترة عدتها فيرجعها ويراجع نفسه. لا تدري لعل الله يحدث. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً:
استمسك الناس بهذه الآية لِما تعنى من دلالات جميلة ورحيمة بالأفراد، فمن رحمة الله أن كل شئ يتغير وأنه لا توجد ثوابت إلا فى خلقه، فيمكن أن تتغير الظروف والأسباب وحتى القلوب قد تتغير وتلين بعد قسوة. فدائماً إذا ما تعمقنا وفكرنا فى الأمور التى تحدث لنا فى حياتنا، خصوصاً السيئة منها، نجد أنه دائماً هناك حكمة عظيمة وراء تلك المحنة التى يضعنا الله فيها, قد لانعلمه فى وقتها لكننا بمرور الوقت نجد أن الله يرزقنا دائماً بالخير. فالمرضى فى المستشفيات لديهم أمل الشفاء دائماً وأن يحدث الله بعد مرضهم هذه شفاءً لا يغادر أجسادهم، هناك أمهات تعانى من عقوق أبنائها وعدم برهم لكنها دائماً تدعى بصلاح الأحوال وترجو من الله الهداية.
لا تدري لعل الله يحدث امرا
- تلك الأم التي فقدت بر أبنائها, وتألمت لعقوقهم, نقول لها { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام, فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود. - في المستشفيات مرضى طال بهم المقام, وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان, فلكل واحد منهم نقول { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد, ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن, ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده. - في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية, فرسالتي لراعي تلك الأسرة { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى, فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى. لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا صورة. والجولات تطول لتفاصيل حياة الناس الذين يحتاجون إلى التذكير
بهذه الآية العظيمة: { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}. ونصوص القرآن تضمنت
{ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.. [ الشرح: 6]
و
{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.. [ الطلاق: 7].
لا تدري لعل الله يحدث
وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ (النساء:
من الآية113)
خلقك
ورزقك, علمك وفهمك, هداك وسددك, أرشدك وأدبك, نصرك وحفظك, تولاك ورعاك. وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ (النحل:
من الآية53)
أعطى
الخلق والرزق, والسمع والبصر, والهداية والعافية, والماء والهواء, والغذاء
والدواء, والمسكن والكساء. فلا
شيء يُريح القلبَ المتعب أكثرَ من سماع قول الله تعالى:
اللهم
أبدل عسرنا يسراً ، وفرج عنا كل ما ضاقت به صدورنا.
﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾
(الرحمن: من الآية29)
يكشف
كرباً ويغفر ذنباً ويعطي رزقاً ويشفي مريضاً ويعافي مبتلى ويفك مأسوراً ويجبر
كسيراً. ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا ﴾ (الشرح:5) مع الفقر
غنى, وبعد المرض عافية, وبعد الحزن سرور, وبعد الضيق سعة, وبعد الحبس انطلاق, وبعد
الجوع شبع. (لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا ) - مجتمع رجيم. سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرا ﴾ (الطلاق:
من الآية7)
سيحل
القيد, وينقطع الحبل, ويفتح الباب, وينزل الغيث, ويصل الغائب, وتصلح الأحوال﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ (يوسف: من الآية18) فسوف يبدل
الحال, وتهدأ النفس, وينشرح الصدر, ويسهل الأمر, وتحل العقد, وتنفرج الأزمة. وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ﴾
(الفرقان: من الآية58)
ليصلح
حالك, ويشرح بالك, ويحفظ مالك, ويرعى عيالك, ويكرم مآلك, ويحقق آمالك. حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ (آل
عمران: من الآية173)
عنا الكروب, ويزيل عنا الخطوب, يغفر لنا الذنوب, يصلح لنا القلوب, يذهب عنا
العيوب. إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ﴾ (الفتح:1)
هديناك واجتبيناك, وحفظناك ومكناك, ونصرناك وأكرمناك, ومن كل بلاء حسن أبليناك. وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾
(المائدة: من الآية67) فلا ينالك عدو, ولا يصل إليك طاغية, ولا يغلبك حاسد, ولا
يعلو عليك حاقد, ولا يجتاحك جبار.