هسبريس
كُتّاب وآراء
الثلاثاء 5 مارس 2019 - 10:28
يقال عن سبب قولها أن سقراط، وبينما هو غارق في تقليب النظر مع تلامذته المحيطين به، والنقاش على أشده في مواضيع مختلفة. كل يدلي بدلوه، ويدافع عن رأيه بالحجة والبرهان، نقاش ساخن كبركان فائر، يهدأ قليلا ثم يعلو صخبهم، إذا برجل يطلع عليهم، متبخترا في مشيته، متعال في نظرته، يجر أذيال الكبرياء، رافعا رأسه إلى السماء مزهوا بنفسه كأنه الطاووس في عز فتوته. أنيق الهندام يتباهى بلباسه ويفاخر بمنظره. أمير الرياض يكرر: تحدث حتى أراك - بوابة مصر 11. نظر إليه سقراط مليا، فسكت تلامذته من حوله ينتظرون ما ستفرج عنه قريحته. إنهم يعرفونه. لم تضع هيأة الرجل البرانية غشاوة على عينيه، ولم يأبه له كما ظن الرجل المختال. لقد اعتقد أنه بشكله قد حاز الدنيا بما فيها، وأن ما على غيره حيثما حل وارتحل، سوى أن يسبح بحمده ويقدس له؛ لكن لسوء حظه، لم تجر الرياح هذه المرة بما تشتهيه سفينة عجرفته، إذ تكسرت على صخرة الفلسفة والعقل والحكمة. لم يغتر سقراط بمظهره قطميرا، على عادة صغار العقول ممن تسلب المظاهر عقولهم وتغشي الأشكال أبصارهم، فصدمه بقولته الشهيرة، التي لا تزال إلى اليوم يصم صداها الآذان "تحدث لأراك". لقد أنكر وجوده بالمرة، بما أنه لم ينبس بعد ببنت شفة، يثبت بها هويته، ويحقق وجوده.
- أمير الرياض يكرر: تحدث حتى أراك - بوابة مصر 11
أمير الرياض يكرر: تحدث حتى أراك - بوابة مصر 11
أما أولئك السذج الجاهلون ممن يشوهون الذوق العام ويهبطون به إلى الدرك الأسفل عن قصد أو دون قصد، ليسوا في الواقع سوى عبئاً على المجتمع وآفة يجب التصدي لها حتى لا تصبح ظاهرة واسعة الانتشار، كما يجري في الوقت الحالي لسوء الحظ. لكل إنسان فينا دور في هذه المعادلة، فإذا كان المتحدث غبيّاً فالمتلقي يملك عقلاً يميز من خلاله بين الصواب والخطأ، بين المحتوى الجاد والمحتوى العبثي، بين الطرح القيم والطرح الهابط. وعلينا جميعاً تقع مسؤولية النهوض بالمجتمع، والارتقاء بالأمة، وتعميق القيم النبيلة فيما بيننا، إلى جانب تعليم النشء أن قيمة الإنسان فيما يملكه من أفكار بناءة ومعرفة واسعة وخلق رفيع، لا فيما يحوزه من مال أو جمال أو نفوذ
يتأمل المواقف ويصف التعابير بدقة كما في مقالته عن فرانسوا ميتران وكما يتوسط الإيمان قلبه يتوسط كتابه بمناجاة مؤثرة ، وفيها يصف الأرض كنقطة على حرف في كتاب من مليون جزء! يستشهد بالشعر وبمواقف الصحابة والتابعين يحب موسيقى موتسارت و روايات الأديب الفرنسي فكتور هوجو والشاعر الألماني جيته! يتمتع بحس دعابة يخفي خلفها رسائل يريد إيصالها للقارئ Displaying 1 - 10 of 87 reviews