وقوله تعالى: ( فكرهتموه) فيه مسألتان:
المسألة الأولى: العائد إليه الضمير يحتمل وجوها: الأول: وهو الظاهر أن يكون هو الأكل ؛ لأن قوله تعالى: ( أيحب أحدكم أن يأكل) معناه أيحب أحدكم الأكل ؛ لأن أن مع الفعل تكون للمصدر ، يعني فكرهتم الأكل. الثاني: أن يكون هو اللحم ، أي فكرهتم اللحم. الثالث: أن يكون هو الميت في قوله: ( ميتا) وتقديره: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا متغيرا فكرهتموه ، فكأنه صفة لقوله: ( ميتا) ويكون فيه زيادة مبالغة في التحذير ، يعني الميتة إن أكلت في الندرة لسبب كان نادرا ، ولكن إذا أنتن وأروح وتغير لا يؤكل أصلا ، فكذلك ينبغي أن تكون الغيبة. حل درس آيات من القرآن الكريم عربي سادس - سراج. المسألة الثانية: الفاء في قوله تعالى: ( فكرهتموه) تقتضي وجود تعلق ، فما ذلك ؟ نقول: فيه وجوه:
أحدها: أن يكون ذلك تقدير جواب كلام ، كأنه تعالى لما قال: ( أيحب) قيل في جوابه ذلك. وثانيها: أن يكون الاستفهام في قوله: ( أيحب) للإنكار ، كأنه قال: لا يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه إذا ، ولا يحتاج إلى إضمار. وثالثها: أن يكون ذلك التعلق هو تعلق المسبب بالسبب ، وترتبه عليه كما تقول: جاء فلان ماشيا فتعب ؛ لأن المشي يورث التعب ، فكذا قوله: ( ميتا) لأن الموت يورث النفرة إلى حد لا يشتهي الإنسان أن يبيت في بيت فيه ميت ، فكيف يقربه بحيث يأكل منه ، ففيه إذا كراهة شديدة ، فكذلك ينبغي أن يكون حال الغيبة.
حل درس آيات من القرآن الكريم عربي سادس - سراج
ولا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه - عالم حواء
توجد مشكلة في الاتصال بالانترنت. بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعريف الغيبة:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا الله ورسوله أعلم ، قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)) ، قيل إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))(رواه أبو داود).. ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموة - :: Flying Way ::. أي: قال عليه ما لم يفعل. قال الله تعالى:CC0000. أي لا يتناول بعضكم بعضـًا بظهر الغيب بما يسوؤه ثم ضرب الله تعالى للغيبة مثلاً: ( أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا) وبيانه أن ذكرك أخاك الغائب بسوء بمنزلة أكل لحمه وهو ميت لا يحس بذلك ، (فكرهتموه) أي فكما كرهتم هذا الأمر فاجتنبوا ذكر إخوانكم بالسوء ، وفي ذلك إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه وهي من الكبائر. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " قلت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسبك من صفية كذا وكذا " قال بعض الرواة تعني قصيرة ـ ((فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)) ، قالت: وحكيت له إنسانـًا فقال: ((ما أحب أني حكيت إنسانـًا وإن لي كذا وكذا))(رواه الترمذي) ، والحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة.
ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموة - :: Flying Way ::
{ وَلَا تَجَسَّسُوا} أي: لا تفتشوا عن عورات المسلمين، ولا تتبعوها، واتركوا المسلم على حاله، واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت، ظهر منها ما لا ينبغي. { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} والغيبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه} ثم ذكر مثلاً منفرًا عن الغيبة، فقال: { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} شبه أكل لحمه ميتًا، المكروه للنفوس [غاية الكراهة] ، باغتيابه، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه، وخصوصًا إذا كان ميتًا، فاقد الروح، فكذلك، [فلتكرهوا] غيبته، وأكل لحمه حيًا. { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} والتواب، الذي يأذن بتوبة عبده، فيوفقه لها، ثم يتوب عليه، بقبول توبته، رحيم بعباده، حيث دعاهم إلى ما ينفعهم، وقبل منهم التوبة، وفي هذه الآية، دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأن الغيبة من الكبائر، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر.
ولا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه - عالم حواء
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَلا تَجَسَّسُوا) قال: البحث. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا) قال: حتى أنظر في ذلك وأسأل عنه, حتى أعرف حقّ هو, أم باطل؟; قال: فسماه الله تجسسا, قال: يتجسس كما يتجسس الكلاب، وقرأ قول الله ( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) وقوله ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) يقول: ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه. وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وقال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك, والأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: حدثني يزيد بن مخلد الواسطيّ, قال: ثنا خالد بن عبد الله الطحان, عن عبد الرحمن بن إسحاق, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه, عن أبي هريرة, قال: " سُئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الغيبة, فقال: هُوَ أنْ تَقُولَ لأخِيكَ ما فِيهِ, فإنْ كُنْتَ صَادِقا فَقَدِ اغْتَبْتَهُ, وَإنْ كُنْتَ كاذِبا فَقَدْ بَهَتَّهُ".
انمي معجمي 1- أقرأ وزميلي الآيتين الكريمتين 11-12 ثم نكتب رمز المعنى المرادف من العمود الثاني أمام كل مفردة تناسبه من العمود الأول: العمود الثاني أ. ابتعد عن ب. عاب ت. ذکر شخصا بسوء في غيبته ث. ذهب ج. تعاير ح. تألف العمود الأول / الرمز المناسب 1. لمز / ب 2. تنابز / ج 3. اجتنب / أ 4. اغتاب / ت 5. تعارف / ب 2- أوظف الكلمات والعبارات الآتية في جمل من إنشائي: اجتنب: اجتنب فعل المعاصي الغيبة: نهى الله تعالى عن الغيبة التعارف بين الشعوب: التعارف بين الشعوب يزيد الألفة والمحبة أفكر 1- أكتب من الآيات الكريمة الكلمات التي تفيد كل موقف من المواقف الآتية: الموقف / الكلمات الدالة عليه عاب مؤمن مؤمنا أخر فارتد العيب إليه / (ولا تلمزوا أنفسكم) هزأ مؤمن بمؤمن ، (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) وصف مؤمن أخاه المؤمن بما يكره. (ولا تنابزوا بالألقاب) سارع مؤمن إلى اتهام شخص بدون أن يتحقق ، فلحق ب (اجتنبوا كثيرا من الظن) ذكر بعض المؤمنين إخوانا لهم بسوء في غيبتهم (ولا يغتب بعضكم بعضا) بحث مؤمنون عن عورات الناس وعيوبهم. (ولا تجسسوا) 2- أتأمل الآيتين الكريمتين (11-12) من سورة الحجرات ، ثم: - أناقش مجموعتي فيما نهانا الله - تعالى - عنه ، وما أمرنا به ، ونكمل الفراغات في الجدول الآتي: - مسلسل / ما نهانا الله تعالی عنه / ما أمرنا الله تعالی به 1 / السخرية من الآخرين / تقوى الله عز وجل 2 / ذكر عيوب الناس / التواصل بالتعارف والتعاون 3 / وصف الآخرين بما يكرهون 4 / الغيبة 5 / التجسس أتذوق قال تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) سورة الحجرات الأية (12) 1- كيف صورت الآية الكريمة من يغتاب أخاه المسلم ؟ صورت الآية الكريمة المغتاب بمن يأكل لحم أخيه الميت.
993300علاج الغيبة:
فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته ، وأن حسناته تنتقل إلى من اغتابه ، وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه ،فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة. وينبغي إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يعيب وهو معيب كما قال بعضهم:
فإن عبتَ قومـًا بالذي فيكَ مثلُهُ فكيفَ يعيبُ الناسَ مَنْ هوَ أعْوَرُ
وَإنْ عِبْتَ قَوْمـًا بالذي ليس فيهم فذلك عند الله والناس أكبــرُ
فلينظر في السبب الباعث على الغيبة فيجتهد في قطعه فإن علاج العلة يكون بقطع سببها.. ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين