سياسة
17:01 06 يوليو, 2017
إلى هارون الرّشيد.. هل أتاك حديث نقفور العصر؟
مولاي الخليفة هارون الرّشيد بعد التحيّة والسلام:
قد بلغنا أن نقفور ملك أعظم إمبراطورية على عهدك أرسل إليك خطاب تهديد، فاستشطت غضبًا حتى لم يتمكن أحد من النظر إلى وجهك، بل وتفرق جلساؤك من الخوف، فدعوت بدواة فكتبت جوابك وكان مختصرًا شافيًا: «بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون الرشيد أمير المؤمنين، إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه، والسلام! ». ثم سرت وقدت بنفسك جيوشًا جرارة، دكّت باب إمبراطوريته بعنف؛ فاضطر نقفور راغمًا إلى طلب الموادعة، وعاد إلى أداء الجزية صاغرًا، بعد أن خضع أمام قوّتكم يومها وعزة نفوسكم. رسالة نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد | المرسال. كما قد بلغنا يا مولاي أنّك قلت أيام كانت دولتك دولة عز وتمكين مخاطبًا سحابة عابرة فوق رأسك: «أيتها السحابة: أمطري حيث شئتِ فسيأتيني خراجك». اليوم وعلى حين إغفاءة منّا جاء دونالد ترامب مردّدًا وراءك بكلّ ثقة كلما لمح غمامة سوداء «أيها النفط: احترق حيث شئت فسيأتيني خراجك»، ولا تحسب بقولي هذا أنه خليفتك على المسلمين لأنه يعزّ عليّ أن أخبرك أنّ هذا الترامب ليس منّا ولا نحن منه، فما مثله إلا كمثل نقفور كلب الروم في زمنك والذي كان يعطيك الجزية وهو ذليل، اليوم تغيّرت المعطيات كنت يا مولاي تحج عامًا وتغزو عامًا، وها هو ترامب اليوم يغزونا عامًا ويحج إلينا عامًا، وقد أتانا هذا العام ولا ندري أحاجًا جاءنا أم غازيًا، كل ما نعرفه أنه أخذ منّا جزية قدرت بأربعمائة مليار دولار أعطوها خلفاؤك عن يد وهم صاغرون.
- رسالة نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد | المرسال
- خلافة هارون الرشيد| قصة الإسلام
رسالة نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد | المرسال
[6]
نهاية الإمبراطور نقفور الأول
بعد وفاة الخليفة هارون الرشيد، شعر الإمبراطور نقفور الأول بزوال الخطر من ناحية الجبهة الشرقية. فقام بسحب جزء كبير من قواته نحو أوروبا لشن حملة كبرى على بلغاريا قوامها أكثر من 70, 000 جندي. وعندما شعر ملك البلغار كروم Krum بالخطر الداهم نظراً لأن ميزان القوى لم يكن لمصلحته، عرض الصلح على نقفور مستعداً للقيام بتنازلات كثيرة. لكن مهما كانت عروض وتنازلات الملك كروم كبيرة ومغرية فلقد كان الإمبراطور نقفور الأول يرفضها مصراً على إلحاق هزيمة ماحقة بالبلغار وملكهم. وبالفعل تمكّن الجيش البيزنطي بقيادة نقفور الأول من احتلال بليسكا Pliska عاصمة بلغاريا آنذاك وصادروا خزنة الملك كروم التي تم توزيع محتوياتها على الجنود البيزنطيين. بعدها أمر نقفور بإحراق المدينة وتدميرها كلياً. وبالرغم من التفوق الهائل للجيش البيزنطي وفشل الملك كروم في تعديل الكفة لصالحة بالرغم من المحاولات الكثيرة التي قام بها، فلقد حصل ما لم يكن في الحسبان. خلافة هارون الرشيد| قصة الإسلام. ففي محاولة كانت تبدو يائسة، نصب البلغار كميناً للجيش البيزنطي في الجبال وتمكنوا من محاصرتهم في واد ضيّق. وبعد يومين انقضوا عليهم بهجوم صاعق سقط فيه الإمبراطور نقفور الأول قتيلاً.
خلافة هارون الرشيد| قصة الإسلام
نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين، الذي كان قد عقده الرشيد بينه وبين رنى ملكة الروم الملقبة أوغسطه ، وذلك أن الروم عزلوها عنهم وملكوا عليهم النقفور، وكان شجاعاً يقال إنه من سلالة آل جفنة، فخلعوا رنى وسملوا عينيها.
وروى أن ابن السماك دخل على الرشيد يومًا فاستسقى فأتى بكوز فلما أخذه قال على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال بنصف ملكي قال اشرب هنأك الله تعالى فلما شربها قال أسألك لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها قال بجميع ملكي قال إن ملكا قيمته شربة ماء وبولة لجدير أن لا ينافس فيه فبكى هارون الرشيد بكاء شديدًا. وقال ابن الجوزي قال الرشيد لشيبان عظني قال لأن تصحب من يخوفك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى يدركك الخوف فقال الرشيد فسر لي هذا قال من يقول لك أنت مسئول عن الرعية فاتق الله أنصح لك ممن يقول أنتم أهل بيت مغفور لكم وأنتم قرابة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم فبكى الرشيد حتى رحمه من حوله. هارون الرشيد محب للسنة موقر للعلماء كان الرشيد يحب العلماء ويعظم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام، وقال القاضي الفاضل في بعض رسائله ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد فإنه رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك رحمه الله. - ولما بلغه موت عبد الله ابن المبارك حزن عليه وجلس للعزاء فعزاه الأكابر. - قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال صلى الله على سيدي ورويت له حديثه "وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل " فبكى حتى انتحب.