وإن من أعظم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء ثلث الليل الآخر، ففيه النزول الآلهي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)). التفريغ النصي - فضل الدعاء - للشيخ محمد حسان. وفي هذا الوقت يتسنى للمسلم الخلوة والخفية عن الناس، وهذا من أسباب الإجابة، ذلك أن الله تعالى يقول: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55] وذلك أن الله ذكر عبدًا صالحًا رضي فعله فقال: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾ [مريم: 3]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. الخطبة الثانية
اعلموا عباد الله أن من أعظم أسباب موانع الإجابة أكل الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (( لَيَأْتِيَنَّ على الناس زَمانٌ لا يُبَالي المرء بما أَخَذَ المال، أَمِنْ الحلال أَمْ مِنْ حَرام)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يُطِيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، فأنَّى يُسْتَجَاب لِذَلِكَ)).
- خطبة عن الدعاء مؤثرة مكتوبة
- خطبة عن فضل الدعاء
- خطبه عن فضل الدعاء
خطبة عن الدعاء مؤثرة مكتوبة
وروي البخارى و مسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ان رسول الله كان يقول اذا قام الى الصلاة من جوف الليل (اللهم لك الحمد, انت نور السموات و الارض, ولك الحمد انت قيوم السموات و الارض, ولك الحمد انت رب السموات و الارض و من فيهن, وانت الحق و وعدك الحق, وقولك الحق, ولقاؤك حق, والجنه حق، والنار حق, والساعة حق, اللهم لك اسلمت و بك امنت و عليك توكلت, واليك انبت, وبك خاصمت, واليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت و اخرت, واسررت و اعلنت, انت الهى لا الة الا انت) [14]. قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: ان الدعاء موقوف بين السماء و الارض لا يصعد منه شيء حتي تصلى على نبيك [15]. قال ابو سليمان الدارانى رحمة الله من اراد ان يسال الله حاجة, فليبدا بالصلاة على النبى بعدها يسال حاجتة بعدها يختم بالصلاة على النبى فان الله عز و جل يقبل الصلاتين و هو اكرم من ان يدع ما بينهما. خطبة عن الدعاء مؤثرة مكتوبة. سابعا: التوبه و رد المظالم و الاقبال على الله عز و جل بكنة الهمة, وهو الادب الباطن، وهو الاصل فالاجابه تحرى طعام الحلال, كما قال الغزالى رحمة الله. اخرج الطبرانى و الحاكم و قال: صحيح الاسناد و وافقة الذهبى عن ابي هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله (من سرة ان يستجاب له عند الكرب و الشدائد فليكثر من الدعاء فالرخاء) [16].
خطبة عن فضل الدعاء
وإن كان دعاءً ، فالمراد بدبر الصلاة: آخرها ، أي قبل التسليم. إلا إذا جاء ما يدل على أن هذا الدعاء المعين يقال بعد التسليم ، كقوله صلى الله عليه وسلم (استغفر الله ثلاثاً) ، فهذا دعاء ولكن دلت السنة على أنه يقال بعد السلام.
خطبه عن فضل الدعاء
قال: أنا ملَكٌ من السماء الرابعة، دعوتَ بدعائك الأول فسُمِعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوتَ بدعائك الثاني فسُمِعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوتَ بدعائك الثالث فقيل لي: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله. ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. إخوة الإيمان، الدعاء ثمرته مضمونه، وربحه حاصل، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعَجَّل له دعوتُه، وإما أن يَدَّخرُها له في الآخرة، وإما أن يُصرف عنه من السوء مثلها). قالوا: إذًا نكثرُ يا رسول الله!! -أي من الدعاء- قال: (الله أكثر). وهذا مشروط بشرط، قال صلى الله عليه وسلم: (ما لم يعجل)، قالوا: يا رسول الله: ما عجلته؟! خطبة مؤثرة عن فضل الدعاء. قال: يقول: (دعوتُ دعوتُ ولا أراه يستجابُ لي). الدعاء - عباد الله - مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، فالمظلوم أو المستضعف حتى وإن انقطعت به الأسباب، وأُغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد من يرفعُ عنه مَظلمتَه، ويعينُه على دفع ضرورته، رفع يديه إلى السماء، وبث إلى القوي الجبار شكواه، فنصره الله وأعزه؛ وانتقم له ولو بعد حين.
ا لخطبة الأولى ( الدعاء وفضائله)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.