ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء التجار على ما قد يخفف عنهم إثم ما يقعون
فيه أحياناً من حلف أو كذب عن قصد أو تعود وتقليد بدون قصد أحياناً فقال عليه
الصلاة والسلام: (( يا معشر التجار، إنه يشهد بيعكم الحلف
والكذب؛ فشوبوه بالصدقة)) 4. ولأهمية أن يتعلم هؤلاء التجار كيف يبيعون وكيف يشترون؛ أحببنا أيها الأخ المبارك
(إمام المسجد) أن نضع بين يديك مشروعاً مباركاً تقوم به في حيِّك الذي تسكن فيه. فكرة المشروع:
ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى وإذا
اقتضى)) رواه البخاري برقم (2076)، وعملاً بهذا الحديث النبوي السابق،
وتخفيفاً من تلك المخالفات الشرعية، وأداء لرسالة المسجد؛ فنقترح أن يقوم إمام
المسجد في أسبوع من الأسابيع بما يلي:
–
إعداد خطبة الجمعة لذلك الأسبوع إعداداً ممتازاً، ويكون عنوانها: "سمحاً إذا باع". إذا كان في المسجد مجلة حائطية فيجعل عنوانها في ذلك الأسبوع: "سمحاً إذا باع". سمحا إذا ا. يحاول قدر المستطاع أن يسجل خطبة الجمعة تلك، ثم في اليوم التالي يقوم بتوزيعها على
جميع بيوت ومحلات ذلك الحي. يستضيف شيخاً مؤثراً، بعد أن يحدد له اليوم المناسب من ذلك الأسبوع؛ ليلقي في ذلك
المسجد محاضرة بهذا العنوان نفسه.
- سمحاً إذا باع - ارشيف 2018 - صحيفة الوئام الالكترونية
سمحاً إذا باع - ارشيف 2018 - صحيفة الوئام الالكترونية
إن دين الإسلام هو دين السماحة في جميع تفاصيله وتعاملاته، وقد أثنى الشرع الحنيف على من كان سمحاً في البيع والشراء والقضاء؛ لأنها غالباً ما تكون في أمور مالية محببة إلى قلب الإنسان. سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى. الأحاديث الواردة في الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن القضاء
شرح حديث: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع.. )
جاء عن جابر رضي الله عنه ومثله عن عثمان وعن عبد الله بن مسعود ، ولفظ حديث جابر: ( رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى)، والسماحة هي السهولة، فالإنسان عندما يسمح بماله، أي: يعطي ويبذل ماله ويسمح، فيكون سهلاً في عطائه، فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أو أخبره وكلا الأمرين حسن فإن دعا فدعوته مستجابة، أو أخبر عن حاله فهذا من المؤكد أن الله سبحانه قد رحمه. وصفة هذا العبد السماحة في البيع فهو يبيع بسماحة وبطيب نفس، ويبذل ما عنده، ويعطي ولا يماري ولا يجاري ولا يغش ولا يخدع، وفيه سماحة في بيعه وعطائه فليس عنده تعنت، فإذا وجد المحتاج الذي لا يقدر على دفع المال فإنه يعطيه ويتسامح معه بطيب نفس وبطيب خلق، فرحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى، فيشتري ولا يبخس السلعة قدرها ولا يجادل كثيراً، ولا يخاصم في ذلك، ولا يرفع صوته ولكن فيه سماحة في شرائه، وعلى قدر ما يكون الإنسان كذلك على قدر ما تكون المعاملة بينه وبين الله سبحانه على ذلك.
- رَحِمَ اللهُ عبدًا سَمْحًا إذا باعَ ، سَمْحًا إذا اشْتَرى ، سَمْحًا إذا قَضَى ، سَمْحًا إذا اقْتَضَى
الراوي:
جابر بن عبدالله
| المحدث:
الألباني
| المصدر:
صحيح الجامع
| الصفحة أو الرقم:
3495
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
| التخريج:
أخرجه البخاري (2076)، والترمذي (1320)، وابن ماجه (2203) باختلاف يسير، وأحمد (14699) مطولاً، والبيهقي (11297) مختصراً واللفظ له
رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى. جابر بن عبدالله | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2076 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
لقدْ حَرَصَ الشَّرعُ الحَكيمُ على إقامةِ العَلاقاتِ الطَيِّبةِ بيْن المُسلِمينَ في تَعاملاتِهم، فيها التَّكافُلُ والتَّرابُطُ والمَحبَّةُ والتَّعاونُ. وفي هذا الحَديثِ دُعاءٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالرَّحْمةِ لِمَن تَحلَّى بِخُلُقِ السَّماحةِ، وهي: التَّسْهيلُ والتَّنازُلُ والتَّغاضي في الأُمورِ، وعَدَمُ الشِّدَّةِ والتَّصلُّبِ، وذكَرَ ثلاثةَ أحوالٍ: إذا كان بائعًا، فَلا يَتشَدَّدُ في رَفْعِ السِّعرِ ويُصِرُّ على ذلك، بلْ يَتجاوَزُ عن بَعضِ حَقِّه.