وبرّأ نفسه فقال: ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} ؛ فجملة { ما يكون لي أن أقول} مستأنفة لأنّها جواب السؤال. وجملة { سبحانك} تمهيد. وقوله: { ما يكون لي} مبالغة في التبرئة من ذلك ، أي ما يوجد لديّ قول ما ليس لي بحقّ ، فاللام في قوله: { ما يكون لي} للاستحقاق ، أي ما يوجد حقّ أن أقول. وذلك أبلغ من لم أقله لأنّه نفى أن يوجد استحقاقه ذلك القول. والباء في قوله { بحقّ} زائدة في خبر { ليس} لتأكيد النفي الذي دلّت عليه { ليس}. واللام في قوله { ليس لي بحقّ} متعلّقة بلفظ { حقّ} على رأي المحقّقين من النحاة أنّه يجوز تقديم المتعلّق على متعلّقه المجرور بحرف الجرّ. وقدّم الجارّ والمجرور للتنصيص على أنّه ظرف لغو متعلّق { بحقّ} لئلا يتوهّم أنّه ظرف مستقرّ صفة ل { حقّ} حتى يفهم منه أنّه نفى كون ذلك حقّاً له ولكنّه حقّ لغيره الذين قالوه وكفروا به ، وللمبادرة بما يدلّ على تنصّله من ذلك بأنّه ليس له. تلاوة خاشعة من سورة المائدة محمد الغزالي ( واذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس ) - YouTube. وقد أفاد الكلام تأكيدَ كون ذلك ليس حقّاً له بطريق المذهب الكلامي لأنّه نفى أن يباح له أن يقول ما لا يحقّ له ، فعُلم أنّ ذلك ليس حقّاً له وأنّه لم يقله لأجل كونه كذلك. فهذا تأكيد في غاية البلاغة والتفنّن. ثم ارتقى في التبرّىء فقال: { إن كنت قلته فقد علمته} ، فالجملة مستأنفة لأنّها دليل وحجّة لمضمون الجملة التي قبلها ، فكانت كالبيان فلذلك فصلت.
- اختلاف النداء { وإذ قال موسى لقومه يا قوم } { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل} سورة الصف [5-6] - YouTube
- (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )).(1) هل لهذا القول اصلٌ في الإنجيل ؟ إن لم يقل يسوع ذلك ، من الذي قاله ؟
- تلاوة خاشعة من سورة المائدة محمد الغزالي ( واذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس ) - YouTube
اختلاف النداء { وإذ قال موسى لقومه يا قوم } { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل} سورة الصف [5-6] - Youtube
(17) = " فقال الذين كفروا منهم " ، يقول تعالى ذكره: فقال الذين جحدُوا نبوَّتك وكذبوك من بني إسرائيل= " إن هذا إلا سحر مبين ". * * * واختلفت القرأة في قراءة ذلك. فقرأته قرأة أهل المدينة وبعض أهل البصرة: إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ يعني: يبين عمَّا أتى به لمن رأه ونظر إليه، أنه سحر لا حقيقةَ له. * * * وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفة: ( إن هذا إلا ساحر مبين) ، بمعنى: " ما هذا ", يعني به عيسى, " إلا ساحر مبين ", يقول: يبين بأفعاله وما يأتي به من هذه الأمور العجيبة عن نفسه، أنه ساحرٌ لا نبيٌّ صادق. (18) * * * قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أنَّهما قراءتان معروفتان صحيحتَا المعنى، متفقتان غير مختلفتين. وذلك أن كل من كان موصوفًا بفعل " السحر " ، فهو موصوف بأنه " ساحر ". ومن كان موصوفًا بأنه " ساحر " ، فأنه موصوف بفعل " السحر ". (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )).(1) هل لهذا القول اصلٌ في الإنجيل ؟ إن لم يقل يسوع ذلك ، من الذي قاله ؟. فالفعل دالٌ على فاعله، والصفة تدلُّ على موصوفها, والموصوف يدل على صفته، والفاعلُ يدلُّ على فعله. فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ في قراءته. -------------- الهوامش: (6) في المطبوعة: "إلا أقل من ذلك" ، زاد "من" ، فأفسد الكلام ، والصواب ما في المخطوطة. (7) انظر ما سلف: 405 413.
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )).(1) هل لهذا القول اصلٌ في الإنجيل ؟ إن لم يقل يسوع ذلك ، من الذي قاله ؟
هكذا قاله قتادة وغيره ، واستدل قتادة على ذلك بقوله تعالى: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) وقال السدي: هذا الخطاب والجواب في الدنيا. قال ابن جرير: هذا هو الصواب ، وكان ذلك حين رفعه الله إلى سماء الدنيا. واحتج ابن جرير على ذلك بمعنيين: أحدهما: أن الكلام لفظ المضي. والثاني: قوله: ( إن تعذبهم) و ( إن تغفر لهم) وهذان الدليلان فيهما نظر; لأن كثيرا من أمور يوم القيامة ذكر بلفظ المضي ، ليدل على الوقوع والثبوت. ومعنى قوله: ( إن تعذبهم فإنهم عبادك) الآية: التبري منهم ورد المشيئة فيهم إلى الله ، وتعليق ذلك على الشرط لا يقتضي وقوعه ، كما في نظائر ذلك من الآيات. اختلاف النداء { وإذ قال موسى لقومه يا قوم } { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل} سورة الصف [5-6] - YouTube. والذي قاله قتادة وغيره هو الأظهر ، والله أعلم: أن ذلك كائن يوم القيامة ، ليدل على تهديد النصارى وتقريعهم وتوبيخهم على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.
تلاوة خاشعة من سورة المائدة محمد الغزالي ( واذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس ) - Youtube
وأيضًا: أراد الله تعالى أن يقر عيسى على نفسه بالعبودية، ويظهر منه تكذيبهم وتخطئتهم، وأنه لم يأمرهم بذلك، فتكون حجة عليهم، فذلك قوله أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ معبودين من دون الله. وانظر "تفسير الثعلبي" (11/ 568).
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)). (1) هل لهذا القول اصلٌ في الإنجيل ؟ إن لم يقل يسوع ذلك ، من الذي قاله ؟
انا استمعت إلى هذا الحوار الذي دار على غرف البالتاك كثيرا بين بعض
المسلمين والمسيحيين. والمشكلة في هذا الحوار ان الطرف المسيحي
يعرف ان محاوره لا يُركز على ما يقوله ، ولو ركز المحاور المسلم على
خصمه المسيحي لأكتشف انه يخدعه. فكيف ذلك ؟
في الآية المذكورة أعلاه من سورة المائدة الرب هنا يطرح سؤالاعلى
عيسى وليس اتهاما. اي ان كل من قالوا ان يسوع هو الله وان امه هي ام
الله يجمعهم الله في عرصة واحدة ثم يوقف يسوع ويسأله ذلك السؤال
امام الناس. وعيسى في النص المذكور يبدو مدافعا عن نفسه ونافيا ان
يكون قد فعل ذلك لاهو ولا امه الصديقة. ولكن المحاور المسيحي يطرحه
على شكل اتهام ثم يوجه سؤاله فيقول: اين ذلك ؟ أين قال عيسى ذلك
وهذا الانجيل يخلوا من زعم عيسى انه الله ؟ إذن فإن القرآن (كاذب)! وقبل يومين اتصل بي شيخ رجل دين وقور تعرض أيضا لمثل هذه الفرية
ووضعت له الجواب مختصرا ولكني اليوم سوف اجعل الموضوع اكثر
توضيحا. القرآن في سؤاله لعيسى لم ينطلق من فراغ ، بل ان الرب علم ان هناك
نصا أقحم في الانجيل ومنه انطلقت عبادة يسوع وامه.
القول في تأويل قوله: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:"يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم"،"إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمِّيَ إلهين من دون الله". * * *
وقيل: إن الله قال هذا القولَ لعيسى حين رفعه إليه في الدنيا. * ذكر من قال ذلك:
١٣٠٢٨ - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"، قال: لما رفع الله عيسى ابن مريم إليه، قالت النصارى ما قالت، وزعموا أنّ عيسى أمرَهم بذلك، فسأله عن قوله فقال:"سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب" إلى قوله:"وأنت على كل شيء شهيد". وقال آخرون: بل هذا خبر من الله تعالى ذكره عن أنه يقول لعيسى ذلك في القيامة. ١٣٠٢٩ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج:"وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"، قال: والناس يسمعون، فراجعه بما قد رأيت، وأقرَّ له بالعبودية على نفسه، فعلم من كان يقول في عيسى ما يقول: أنه إنما كان يقول باطلا.