دعاء يونس في بطن الحوت من الأدعية التي يُستحسن لكلّ مُسلم ومسلمة أن يعرفها؛ حتى يتسنّى له الدّعاء في أي وقتٍ من أوقات الضّيق والهمّ التي قد تطرأ عليه، وقد أرسل الله – عز وجلّ- برسالة التّوحيد، يُبشّرون الطائعين لهم بالجنّة، والعاصين لهم بالنّار، وفيما يلي سنتعرّف على دعاء سيّدنا يونس -عليه السّلام- في بطن الحوت.
دعاء سيدنا نوح في بطن الحوت
وحكى القاضي منذر بن سعيد: أن بعضهم قرأ ( أفظن) بالألف. قوله تعالى: فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: فنادى في الظلمات اختلف العلماء في جمع الظلمات ما المراد به ، فقالت فرقة منهم ابن عباس وقتادة: ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة الحوت. وذكر ابن أبي الدنيا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال حدثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال قال: لما ابتلع الحوت يونس - عليه السلام - أهوى به إلى قرار الأرض ، فسمع يونس تسبيح الحصى فنادى في الظلمات ظلمات ثلاث: ظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل ، وظلمة البحر أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فنبذناه بالعراء وهو سقيم كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش. وقالت فرقة منهم سالم بن أبي الجعد: ظلمة البحر ، وظلمة حوت التقم الحوت الأول. ويصح أن يعبر بالظلمات عن جوف الحوت الأول فقط ؛ كما قال: في غيابة الجب وفي كل جهاته ظلمة فجمعها سائغ. دعاء نوح في بطن الحوت قدرات. وذكر الماوردي: أنه يحتمل أن يعبر بالظلمات عن ظلمة الخطيئة ، وظلمة الشدة ، وظلمة الوحدة. وروي: أن الله تعالى أوحى إلى الحوت: ( لا تؤذ منه شعرة فإني جعلت بطنك سجنه ولم أجعله طعامك) وروي: أن يونس - عليه السلام - سجد في جوف الحوت حين سمع تسبيح الحيتان في قعر البحر.
دعاء نوح في بطن الحوت قدرات
[3]
وفي النهاية نكون قد علمنا من هو النبي الذي لبث في بطن الحوت ، فإنه لا شك أن أنبياء الله تعالى ورسله هم أشد الناس ابتلاءً، وصبرًا ومجاهدة في سبيل دعوته سبحانه وهداية الناس إلى سبل النجاة في الدنيا والآخرة، فاللهم صلِّ وسلم وبارك على جميع الأنبياء والمرسلين الكرام، وعلى إمامهم وخاتمهم نبينا ﷺ. المراجع
^, يونس عليه السلام, 25-4-2021
^, قصة يونس في القرآن الكريم, 25-4-2021
^, يونس, 25-4-2021
دعاء نوح في بطن الحوت القاتل
حينها توجه سيدنا يونس نحو البحر هاجرًا قومه وركب سفينة، ولكن البحر هاج من حولها، وقام كل من فيها بإلقاء أمتعتهم في البحر حتى لا تغرق، حتى أتوا عليها، فلم يبق إلا أن يلقوا أحدهم ليخف الوزن، واقترعوا بسهام مكتوب عليها أسمائهم، فجاء سهم سيدنا يونس، وكانوا يعرفون صلاحه، فأعادوا الاقتراع مرة وأخرى وكانت نفس النتيجة فألقوه في البحر ليبتلعه الحوت، فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى الحوت أن يحفظ نبيه في بطنه دون أذى. وعندما أحس سيدنا يونس بالضيق في بطن الحوت، نادى ربه متضرعًا وناجاه وقال: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. فاستجاب الله لتضرع نبيه ونجاه فخرج من بطن الحوت. وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطئ. وأنبت الله عليه شجرة القرع. قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حِكَم جمة. منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً، وبقشره وببزره أيضاً. وكان هذا من تدبير الله ولطفه. دعاء سيدنا نوح في بطن الحوت. وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك. فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً. وعاد سيدنا يونس إلى قومه، وكانوا قد تابوا لما علموا بعذاب الله فرفع الله عنهم العذاب، ودعوا الله أن يرد عليهم نبيه يونس فاستجاب الله لهم وآمنوا به جميعًا لما عاد من بطن الحوت.
وذكر ابن أبي الدنيا حدثنا العباس بن يزيد العبدي حدثنا إسحاق بن إدريس حدثنا جعفر بن سليمان عن عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال: لما التقم الحوت يونس - عليه السلام - ظن أنه قد مات فطول رجليه فإذا هو لم يمت فقام إلى عادته يصلي فقال في دعائه: ( واتخذت لك مسجدا حيث لم يتخذه أحد). وقال أبو المعالي: قوله - صلى الله عليه وسلم - لا تفضلوني على يونس بن متى المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه ، وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن الباري سبحانه وتعالى ليس في جهة. وقد تقدم هذا المعنى في ( البقرة) و ( الأعراف). أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يريد فيما خالف فيه من ترك مداومة قومه والصبر عليهم وقيل: في الخروج من غير أن يؤذن له. بحث عن سيدنا يونس في بطن الحوت - مقال. ولم يكن ذلك من الله عقوبة ؛ لأن الأنبياء لا يجوز أن يعاقبوا ، وإنما كان ذلك تمحيصا. وقد يؤدب من لا يستحق العقاب كالصبيان ؛ ذكره الماوردي. وقيل: من الظالمين في دعائي على قومي بالعذاب. وقد دعا نوح على قومه فلم يؤاخذ. وقال الواسطي في معناه: نزه ربه عن الظلم وأضاف الظلم إلى نفسه اعترافا واستحقاقا. ومثل هذا قول آدم وحواء: ربنا ظلمنا أنفسنا إذ كانا السبب في وضعهما أنفسهما في غير الموضع الذي أنزلا فيه.