يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) وقوله: ( يومئذ تحدث أخبارها) أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها. قال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم ، حدثنا ابن المبارك - وقال الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي ، واللفظ له: حدثنا سويد بن نصر ، أخبرنا عبد الله - هو ابن المبارك - ، عن سعيد بن أبي أيوب ، عن يحيى بن أبي سليمان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( يومئذ تحدث أخبارها) قال: " أتدرون ما أخبارها ؟ ". تفسي قوله تعالى يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا - إسلام ويب - مركز الفتوى. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، أن تقول: عمل كذا وكذا ، يوم كذا وكذا ، فهذه أخبارها ". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وفي معجم الطبراني من حديث ابن لهيعة: حدثني الحارث بن يزيد - سمع ربيعة الجرشي -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تحفظوا من الأرض ، فإنها أمكم ، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا ، إلا وهي مخبرة ".
تفسي قوله تعالى يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) قال: أمرها, فألقَت ما فيها وتخلَّت. حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) قال: أمرها. وقد ذُكر عن عبد الله أنه كان يقرأ ذلك: ( يَوْمَئِذٍ تُنْبِّئُ أَخْبَارَها) وقيل: معنى ذلك أن الأرض تحدث أخبارها من كان على ظهرها من أهل الطاعة والمعاصي, وما عملوا عليها من خير أو شرّ. *ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قال: ما عمل عليها من خير أو شرّ, ( بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) قال: أعلمها ذلك. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قال: ما كان فيها, وعلى ظهرها من أعمال العباد. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قال: تخبر الناس بما عملوا عليها.
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط