السنَّة النبويَّة: أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- قال: (دَخَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ علَى ابْنِ عامِرٍ يَعُودُهُ وهو مَرِيضٌ فقالَ: ألا تَدْعُو اللَّهَ لي يا ابْنَ عُمَرَ؟ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ ولا صَدَقَةٌ مِن غُلُولٍ. اذا صليت بدون وضوء ناسيا للاطفال. وَكُنْتَ علَى البَصْرَةِ). [٦]
إجماع الأُمَّة: حيث أجمعت الاُمَّة الإسلاميَّة على وجوب الوضوء لصحَّة الصَّلاة، فلا تنعقد صلاة العبد من دون وضوء، وتُعتبر صلاته باطلةً في حال أدائها بغير طهارةٍ. [٧] [٨]
حكم من صلَّى من غير وضوء عامداً
إنّ مَن يُصلّي بغير وضوء عامداً آثم، وقد أتى بمعصيةٍ عظيمة، وقال الفقهاء إنّ ذلك من أوجه الاستخفاف بالدِّين، ومن فَعَله عمداً مستحِلّاً لذلك -أي معتقداً أنّ الصواب فعله لا ما أمره به الشّرع-؛ يخرج من المِلّة باتّفاق أهل العلم، أمّا إن فَعَل ذلك متعمّدا دون استحلالٍ واستهزاء فعدّ جمهور الفقهاء ذلك من الكبائر العظيمة. [٩] [١٠]
فصلاة العبد لا تنعقد بدون طهارةٍ، والصَّلاة بغير وضوءٍ مُتعمِّداً كمن لم يُصلِّ، فالصَّلاة في الإسلام هي ميثاقٌ غليظٌ يؤكِّد حقيقة إيمان المسلمين، وهي عمود الدِّين، ومفتاح أعمال العباد، [١١] ومن ترك واجباً مُتعمِّداً فهو آثمٌ ومُستحِقُّ العقاب، ومؤدِّي الصَّلاة بغير طهورٍ هو تاركٌ لجزءٍ من أجزاء العبادات؛ وبذلك يكون قد ترك جزءاً من إيمانه.
- من تذكر أثناء الصلاة أو بعد أدائها أنه لم يكن متوضئا - إسلام ويب - مركز الفتوى
- الصلاه بدون وضوء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
- حكم من صلى بغير طهارة ناسيًا
من تذكر أثناء الصلاة أو بعد أدائها أنه لم يكن متوضئا - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5]. ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رُفع عن أمتي الخطأُ والنسيانُ وما استكرهوا عليه))؛ رواه ابن ماجه وابن حبان وغيرهما.
الصلاه بدون وضوء - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
هذا حكم صلاة هؤلاء بالنسبة لما إذا علمت في أثناء الصلاة. وبالنسبة إذا لم تعلم إلا بعد الصلاة فالحكم سواء. وأما من فرَّق من أهل العلم بين كونه علم بعد الصلاة أو علم في أثناء الصلاة وقال: إذا لم يعلم إلا بعد فراغه من الصلاة فصلاة المأموم صحيحة، وإذا علم في أثنائها بطلت صلاتهم. فإن هذا لا وجه له، لأن العلة واحدة؛ ولأن هؤلاء المأمومين معذورون حيث ائتموا بمن ظاهر صلاته الصحة، ولا يعلمون عن الأمور الباطنة، فإذا ذكر في أثناء الصلاة فما الذي يبطل ما مضى من صلاتهم وهم قد قاموا فيه بما يجب عليهم؟! وحينئذٍ يستمرون في صلاتهم. وكما قلت الأفضل له أن يعين واحداً منهم يتم بهم الصلاة حتى لا يرتبكوا في بقية صلاتهم. السؤال: فطبعاً هذا سواء كان الحدث أكبر أو أصغر؟ الشيخ: سواء كان الحدث أصغر أو أكبر. من تذكر أثناء الصلاة أو بعد أدائها أنه لم يكن متوضئا - إسلام ويب - مركز الفتوى. أما إذا كان نجاسة؛ يعني ذكر أن على ثوبه نجاسة في أثناء الصلاة مثلاً أو في حين فرغ من الصلاة، فإذا ذكر حين فرغ من الصلاة فصلاته هو صحيحة وصلاتهم هم صحيحة أيضاً إذا كانت نجاسة على بدنه أو ثوبه ونسي أن يغسلها أو ما علم بها إلا بعد أن فرغ من الصلاة، فإن صلاته صحيحة وصلاتهم صحيحة أيضاً؛ لأن هذا من باب اجتناب المحظور.
حكم من صلى بغير طهارة ناسيًا
تاريخ النشر: الأربعاء 21 محرم 1423 هـ - 3-4-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 14966
17062
0
456
السؤال
ماحكم من لا يتوضأ وهو يعرف أنه غير متوضئ، ويصلي وعنده الماء المناسب الكافي، لكنه لا يتوضأ كسلاً وليس مرضاً أو غيره، وهل يجوز لي تكفيره؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن صلى وهو يعلم أنه على غير طهارة فصلاته غير صحيحة، وهو مقترف لذنب عظيم، وعليه أن يعيد صلاته. قال الإمام النووي في المجموع: (أجمع المسلمون على تحريم الصلاة على المحدث، وأجمعوا على أنها لا تصح منه، سواء إن كان عالماً بحدثه أو جاهلاً أو ناسياً، لكنه إن صلى جاهلاً أو ناسياً فلا إثم عليه، وإن كان عالماً بالحدث وتحريم الصلاة مع الحدث فقد ارتكب معصية عظيمة، ولا يكفر عندنا بذلك إلا أن يستحله، وقال أبو حنيفة يكفر لاستهزائه) ا. هـ
والله أعلم.
السؤال:
يقول السائل: يا سماحة الشيخ، إذا صليت دون وضوء ناسيًا، ولم أعلم إلا بعد الفراغ من الصلاة، فماذا أفعل؟
الجواب:
نعم؛ عليك أن تعيد الصلاة إذا كانت فريضة، ولا إثم عليك إذا كنت ناسيًا، عليك أن تعيد؛ لقول النبي ﷺ: لا تقبل صلاة بغير طهور ويقول ﷺ: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. فالمقصود: أن الحدث يبطل الصلاة، فإذا كنت قد أحدثت، ثم صليت ناسيًا فعليك أن تعيد، وهكذا من أحدث في الصلاة، أو خرج منه بول، وهو في الصلاة بطلت صلاته؛ عليه أن يتوضأ، ويعيد الصلاة، نعم.