وهؤلاء أصناف كُثُر، جاء بيانُهم في القرآن والسُّنَّة، ويَندرِج في هذا الصِّنف اليهود، والمشركون، والمنافقون. خواطر عن الصلاة نور. وأما الفريق الثاني فهم الضَّالُّون: وهم الذين انحرَفوا عن الطريق المستقيم بعد أن اهتدَوا إليه، وسارُوا فيه، وأسباب ضلالهم مُفصَّلة في القرآن والكتاب المبين، وهم أصناف كُثُر، منهم النَّصارى. فهذه السورة الكريمة هي بحقٍّ أم القرآن التي احتوت على أصول منهجِ الهداية، وأسباب الغضب والضلالة. اللهم اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالِّين ولا مُضلِّين، ووفِّقنا لتِلاوة هذه السورة المباركة في حياتنا حتى نكون في الآخرة ممن قُلتَ فيهم: ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10]، آمين!
خواطر عن الصلاة
كذلك يقول برنارد شو عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد". أيضا قال المفكر الفرنسي لامارتين عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام". قال الكاتب الإنجليزي توماس كارليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "هذا لأنه كان مخلصًا وجادًّا وذا شخصية صامتة للغاية". ثانيا
قال المفكر الإنجليزي لين بول عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "بلغ من نبله أنه لم يكن يسحب يده من يد مصافحه حتى لو كان يصافح طفلًا! خواطر حول الصلاة .. الصلاة رحلة عبر الزمن (2). وأنه لم يمر بجماعة يومًا من الأيام رجالًا كانوا أم أطفالًا دون أن يسلم عليهم، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وبنغمة جميلة كانت تكفي وحدها لتسحر سامعيها، وتجذب القلوب إلى صاحبها جذبًا". أيضا يقول جولد تسيهر الأستاذ بكلية العلوم جامعة بودابست عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"الحق أن محمداً كان بلا شك أول مصلح حقيقي في الشعب العربي من الوجهة التاريخية". قال الباحث الكندي زويمر: "إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين. ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً، وبليغاً فصيحاً، وجريئاً مغواراً ومفكراً عظيماً.
خواطر عن الصلاة فيها
أيها الأحبة؛ لا بد من مجاهدة النفس على المحافظة على هذه الصلوات الخمس في اليوم والليلة في المسجد مع جماعة المسلمين كما أخبرنا جل في علاه: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103] فإذا تخلفت عن أداء أحد الصلوات في المسجد فأعقد العزم والنية أن لا تضيع أي منها في اليوم التالي وإذا تكرر ذلك فجدد العزم وتذكر أن الله سيعينك على ذلك قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، فأبشر بالخير يا عبدالله من الخبير الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وأحذر كل الحذر من التسويف ومِنَ التهاون في أداء الصلاة في وقتها فقد حذر سبحانه وتوعد المفرطين في الصلوات؛ حيث قال: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]؛ ومعنى ويل في هذه الآية وادي في جهنم يسيل صديد أهل النار بعد تعذيبهم فيها، وهو في أسفل جهنم والعياذ بالله، كما ذكر ابن جرير في تفسيره. لذلك اطْلبِ الْإِعَانَةَ مِنَ اللهِ دَائِمًا وَأَبَدًا لَكَ وَلأبْنَائِك وَلَأَهَّل بَيْتكَ بِالْحِفَاظِ عَلَى هَذِهِ الشَّعِيرَة الْعَظِيمَةِ الَّتِي إِذَا صَلَّحَتْ صَلَحَ سَائِرُ العملِ.
خواطر عن الصلاة والكذب في
وقد يقول قائل: أحياناً أسمع أذان الصلاة وأكون في عمل لا أستطيع أن أتركه؛ فقد أكون في إجراء جراحة. أو راكباً طائرة. ونقول: أسألك بالله إذا كنت في هذا العمل الذي تتخيل أنك غير قادر على تركه وأردت أن تقضي حاجة، فماذا تصنع؟ إنك تذهب لقضاء حاجتك، فلماذا استقطعت جزءاً من وقتك من أجل أن تقضي حاجتك؟ وقد تجد قوماً كافرين يسهلون لك سؤالك عن دورة المياه لتقضي حاجتك. خواطر عن الصلاة | لقطات. وساعة يراك هؤلاء وأنت تصلي فأنت ترى على وجوههم سمة الاستبشار؛ لأن فيهم العبودية الفطرية لله، وتجد منهم من يسهل ذلك ويحضر لك مُلاءة لتصلي فوقها، ويقف في ارتعاش سببه العبودية الفطرية لله، فلا تقل أبداً: إن الوقت لا يتسع للصلاة؛ لأن الله لا يكلف أبداً عبده شيئا ليس في سعته، والحق كلف العبد بالصلاة ومعها الوقت الذي يسعها. ولله المثل الأعلى، نحن نرى رئيس العمال في موقع ما يوزع العمل على عماله بما يسع وقت كل منهم، فما بالنا بالرب الخالق، ولذلك يقول الحق: {وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}.. [الطلاق: 2-3]. والصلاة رزق عبودي يحررك من أي خوف، وفضلها لا حدود له لأن فارضها هو الخالق المربي، فكيف تبخل على نفسك أن تكون موصولا بربك؟
ويقول الحق من بعد ذلك: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابتغآء القوم... }.
الخاطرة الخامسة: إنّه من أخلاق النبي عليه السلام أنه يعفو عمن ظلمه، ويصل من قطعه، ويحسن الى من أساء اليه، وإنّه كان لا يزيده كثرة الأذى عليه إلا صبراً وحلماً. الخاطرة السادسة: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الزهد في الدنيا، فكان يقول ما عنه ما هو بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهد في الدنيا أن تكون بما في يد الله أغنى منك عما في يدك. المصدر: