وهَذا يَحْتاجُ إلى سَنَدٍ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 30. وقالَ حُذّاقٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ: هي بِالذِراعِ المَعْرُوفَةِ مِنّا، وإنَّما خُوطِبْنا بِما نَعْرِفُهُ ونُحَصِّلُهُ، وقالَ الحَسَنُ: اللهُ أعْلَمُ بِأيِّ ذِراعٍ هِيَ، وقالَ سُوِيدُ بْنُ نَجِيحٍ -فِي كِتابِ الثَعْلَبِيِّ -: بَلَغَنِي أنَّ جَمِيعَ أهْلِ النارِ في تِلْكَ السِلْسِلَةِ، وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما: لَوْ وضَعَ حَلْقَةً مِنها عَلى جَبَلٍ لَذابَ كالرَصاصِ. وقَوْلُهُ تَعالى: "فاسْلُكُوهُ" مَعْناهُ: فادْخُلُوهُ، ومِنهُ قَوْلُ أبِي وجْزَةَ السَعْدِيِّ يَصِفُ حُمُرَ وحْشٍ:
؎ حَتّى سَلَكْنَ الشَوى مِنهُنَّ في مِسْكٍ مِن نَسْلِ جَوّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ
(p-٣٩٥)وَرُوِيَ أنَّ هَذِهِ السِلْسِلَةَ تَدْخُلُ في فَمِ الكافِرِ وتَخْرُجُ مِن دُبُرِهِ، فَهي في الحَقِيقَةِ الَّتِي تَسْلُكُ فِيهِ، لَكِنَّ الكَلامَ جَرى مَجْرى قَوْلِهِمْ: أدْخَلْتُ القَلَنْسُوَةَ في رَأْسِي، وفَمِي فى الحَجَرِ، ورُوِيَ أنَّ هَذِهِ السِلْسِلَةَ تُلْوى حَوْلَ الكافِرِ حَتّى تَغُمُّهُ وتَضْغَطُهُ، فالكَلامُ -عَلى هَذا- عَلى وجْهِهِ، وهو المَسْلُوكُ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسْكِينِ﴾ المُرادُ بِهِ: عَلى إطْعامِ طَعامِ المِسْكِينِ، وإضْافَةُ الطَعامِ إلى المِسْكِينِ مِن حَيْثُ لَهُ إلَيْهِ نِسْبَةٌ ما، وخُصَّتْ هَذِهِ الخُلَّةُ مِن خِلالِ الكافِرِ بِالذِكْرِ لِأنَّها مِن أضَرَّ الخِلالِ في البَشَرِ، إذا كَثُرَتْ في قَوْمٍ هَلَكَ مَساكِينُهم.
القران الكريم |خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
(وَما) الواو حرف عطف (ما) نافية تعمل عمل ليس (هُوَ) اسمها (بِقَوْلِ) مجرور لفظا بالباء الزائدة منصوب محلا خبر ما (شاعِرٍ) مضاف إليه (قَلِيلًا) صفة مفعول مطلق محذوف (ما) زائدة (تُؤْمِنُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة تعليلية لا محل لها.. إعراب الآية (42): {وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42)}. (وَلا) الواو حرف عطف (لا) زائدة لتأكيد النفي (بِقَوْلِ كاهِنٍ) معطوف على بقول شاعر وما بعده سبق إعراب مثيله.. إعراب الآية (43): {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43)}. (تَنْزِيلٌ) خبر لمبتدأ محذوف (مِنْ رَبِّ) متعلقان بتنزيل (الْعالَمِينَ) مضاف إليه.. إعراب الآية (44): {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44)}. (وَلَوْ) الواو حرف عطف (لَوْ) شرطية غير جازمة (تَقَوَّلَ) ماض فاعله مستتر (عَلَيْنا) متعلقان بالفعل (بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) مفعول به مضاف إلى الأقاويل والجملة ابتدائية لا محل لها.. القران الكريم |خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. إعراب الآيات (45- 46): {لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)}. (لَأَخَذْنا) اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله (مِنْهُ) متعلقان بالفعل (بِالْيَمِينِ) متعلقان بالفعل أيضا والجملة جواب الشرط لا محل لها (ثُمَّ) حرف عطف وجملة (لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (47): {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47)}.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 30
أما عندك من الخوف ما عند الفضيل وعلي؟. زاد ابن أبي الدنيا وبقي الفضيل لا يجاوز الآية، ثم صلى بنا صلاة خائف (3). فاعمل صالحا أيها العبد المسكين وسارع إلى الخيرات، لتنجو بنفسك من هذا الموقف العصيب، والمشهد الرهيب، وابك على خطيئتك كما بكى الفضيل وابنه لعل الله يقبل دمعتك، ويرحم عبرتك، فتكون من الفائزين. —————-
(1) مختصر تفسير ابن كثير 3/523
(2) مختصر تفسير ابن كثير 3/545
(3) سير أعلام النبلاء 8/444
وقال ابن عباس: سبعون ذراعا بذراع الملك. وقال نوف: كل ذراع سبعون باعا، وكل باع أبعد ما بينك وبين مكة. وكان في رحبة الكوفة. وقال مقاتل: لو أن حلقة منها وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص. وقال كعب: إن حلقة من السلسلة التي قال الله تعالى ذرعها سبعون ذراعا - أن حلقة منها - مثل جميع حديد الدنيا. { فاسلكوه} قال سفيان: بلغنا أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه. وقاله مقاتل. والمعنى ثم اسلكوا فيه سلسلة. وقيل: تدخل عنقه فيها ثم يجرّ بها. وجاء في الخبر: أنها تدخل من دبره وتخرج من منخريه. وفي خبر آخر: تدخل من فيه وتخرج من دبره، فينادي أصحابه هل تعرفوني؟ فيقولون لا، ولكن قد نرى ما بك من الخزي فمن أنت؟ فينادي أصحابه أنا فلان بن فلان، لكل إنسان منكم مثل هذا. قلت: وهذا التفسير أصح ما قيل في هذه الآية، يدل عليه قوله تعالى { يوم ندعو كل أناس بإمامهم} [الإسراء: 71]. وفي الباب حديث أبي هريرة بمعناه خرجه الترمذي. وقد ذكرناه في سورة [الإسراء] فتأمله هناك. { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين} أي على الإطعام، كما يوضع العطاء موضع الإعطاء.