- وقال الذهبي أيضاً: (روي أن نافعا كان صاحب دعابة، وطيب أخلاق، وثقه يحيى بن معين، وليَّنه أحمد بن حنبل). اختلف فيه الأئمة النقاد فوثَّقه يحيى بن معين، وضعّفه الإمام أحمد. - قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن نافع بن عبد الرحمن قال: (نافع الذي يروي عنه إسماعيل القراءة كان يؤخذ عنه القراءة، وليس هو في الحديث بشيء). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عدي في الكامل. - وقال عباس الدوري: سمعت يحيى يقول: (نافع بن أبى نعيم القارئ ثقة). رواه ابن عدي في الكامل
- وقال ابن عدي: (ونافع هذا ابن أبي نعيم له نسخة عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة يرويها عنه ابن أبي فديك وعنه أحمد بن صالح، تبلغ مائة حديث وعشراً). قال: (ولنافع من الأحاديث التفاريق عما يحدث به عنه جماعة من أهل البيت قدر خمسين حديثا أيضا، ولم أر في أحاديثه شيئا منكرا فأذكره وأرجو أنه لا بأس به). ترجمة الإمام نافع. - وقال أبو فراس القرشي، عن الأصمعي، قال: (كنت أجالس نافع بن أبي نعيم، وكان من القراء الفقهاء العباد وكان يقول: أنشدني:
لا بارك الله فيمن كان يحسبكم... إلا على العهد حتى كان ما كانا
قال: (وكان نحو هذا من الشعر يعجبه). رواه ابن الأنباري كما في تهذيب الكمال للمزي.
ترجمة الإمام نافع
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ (ت: 169هـ)
أبو رويم، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال غير ذلك. أصله من أصبهان، وهو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة وقيل حليف العباس بن عبد المطلب. - وقال ابن حبان: (مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف بنى هاشم). - وقال أبو حاتم السجستاني: حدثنا الأصمعي عبد الملك بن قريب قال: قال لي نافع بن أبي نعيم: (أصلي من أصبهان). رواه ابن مجاهد في السبعة، وابن عدي في الكامل، وأبو الشيخ الأصبهاني في تاريخ أصبهان. - وقال الذهبي: (كان أسود اللون حالكا، وأصله من أصبهان). - وقال أيضاً: (وُلد في خلافة عبد الملك بن مروان، سنة بضع وسبعين، وجود كتاب الله على عدة من التابعين، بحيث إن موسى بن طارق حكى عنه، قال: قرأت على سبعين من التابعين). نشأ في المدينة واجتهد في تتبّع القراءات وضبطها؛ فقرأ على الأعرج، وأبي جعفر، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وصالح بن خوات، وغيرهم. - قال عبد الله بن ذكوان: حدثنا إسحاق المسيبي أنه سمع نافع بن أبي نعيم يقول: (أخذت القراءة عن أبي جعفر القارئ، وعبد الرحمن الأعرج، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب). رواه أبو زرعة الدمشقي. - وقال أبو قرة موسى بن طارق: قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني بالمدينة، وقال نافع حين قرأت عليه: (إنه قرأ على سبعين من التابعين).
وفاته: توفي سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون. أخذ عن نافع القراءة التي تلقاها نافع من أبي جعفر ، والقراءة التي اختارها
نافع وعرض القراءة أيضاً على عيسى بن وردان. قال: قرأت على نافع قراءته غير مرة. قيل له: كم قرأت على نافع ؟ قال: ما لا أُحصيه كثرة إلا إني جالسته بعد
الفراغ عشرين سنة. وقال: قال لي نافع: كم تقرأ عليّ ؟ أجلس إلى اصطوانه حتى أُرسل لك من
يقرأ عليك. وروى القراءة عنه أُناس كثيرون سردهم واحداً واحداً الإمام ابن الجزري
في طبقات القرّاء. قال أبو محمد البغدادي: كان قالون أصم شديد الصمم ، لا يسمع البوق ، فإذا
قرئ عليه القرآن سمعه. وكان يقرئ القراء ، ويفهم خطأهم ، ولحنهم بالشفة ، ويردهم إلى الصواب. 2- ورش
اسمه: عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم. كنيته: أبو سعيد ، عثمان بن سعيد المصري. لقبه: ورش ، لقبه شيخه نافع بورش لشدة بياضه ، وقيل إن نافعاً لقبه بالورشان
« طائر يشبه الحمامة » لخفة حركته ، وكان على قصره يلبس ثياباً قصاراً
، فإذا مشى بدت رجلاه. وكان نافع يقول: هات يا ورشان ، اقرأ يا ورشان ، أين الورشان ؟ ، ثم خفف
فقيل « ورش » ، وقيل إن ورش: شيء يصنع من اللبن ، لقبه به لبياضه.