وأدخله جعفر إلى المأمون فأسلم الفضل بن سهل على يدي المأمون ونال بره وإحسانه ورزقاً جارياً مع الحشم، ولم يزل ملازماً الفضل بن جعفر حتى أصيب البرامكة ، فلزم المأمون وصار وزيره. ولما ثبت أمر المأمون بعد مقتل علي ابن ماهان قائد جيش الخليفة الأمين وهزيمة جيشه، واستُخلف رَفَعَ منزلة الفضل بن سهل الناصح له بمنازلة الأمين، وفوَّض له أموره كلها وسماه ذا الرياستين لتدبير أمر السيف والقلم، وولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج. وكان الفضل يتشيّع، وكانت فيه فضائل مميزة وكان خبيراً بعلم النجامة مصيباً في أحكامه فيه. وكان له نظر وأقوال مأثورة تنم على عقل راجح، فقد عتب الفضل على بعض أصحابه فأعتبه وراجع محبته فقال الفضل:
إنها محنة الكرام إذا ما
أجرموا أو تجرموا الذنب تابوا
واستقاموا على المحبة للإخـ
وان فيما ينوبهم وأنابوا
وقال مرة: «رأيت جملة البخل سوء الظن بالله تعالى وجملة السخاء حسن الظن بالله تعالى». واعتلَّ يوماً ولما شُفي جلس للناس فهنؤوه وتصرفوا بالكلام فقال: «إن في العلل لنعماً ينبغي للعقلاء أن يعلموها. تمحيص للذنب وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وإذكار للنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضٌ على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره بعد الخيار».
الفضل بن سهل بن ابراهيم ابو العباس الاعرج - The Hadith Transmitters Encyclopedia
البحث
الرقم: 9373
المشاهدات: 1907
ذو الرياستين، من أصحاب الرضا عليه السلام، رجال الشيخ (2). أقول: تقدم في أخيه الحسن عداؤهما للرضا عليه السلام وأنهما أغريا المأمون عليه اللعنة حتى عمل على قتله سلام الله عليه. قال الصدوق في العيون: الجزء 2، في ذيل الحديث 28، من باب السبب الذي من أجله قبل علي بن موسى الرضا عليه السلام ولاية العهد من المأمون 40: وأن الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضا له (الرضا عليه السلام) وكارها لامره لأنه كان من صنايع آل برمك (إنتهى).
الفضل بن سهل
قال كذلك: " ما استرضى الغضبان، ولا استعْطَف السُّلْطَان، ولا سلمت السخايم، ولا دفعت المغارم، ولا استميل المحبوب، ولا توقي المحذور بمثل الهدية". توقيعات الفضل بن سهل:-
كتب الفضل بن سهل لأخيه الحسن قائلاً: "أحمد الله يا أخي، فما يبيتُ خليفة الله إلَّا على ذكرك". وإلى طاهر: لخيرٍ ما اتضعت. وإليه: لشرٍّ ما سَمَوتَ. وإلى هرثمة وأشار عليه برأي: لا يُحَلُّ ما عَقَدتَ. وفي قصَّة مُتظلّم، قال:" كفى بالله للمظلوم ناصِراً". وفي قِصَّة نقبِ بيت المال، قال: "يُدرَأ عنهُ الحدُّ إن كان له فيه سهم". ووقَّع إلى حاجبهِ: تمهَّل وتسهَّل. وإلى صاحِب الشُّرطة، قال: "ترفَّق تُوفَّق". وإلى رجلٍ شكا غلَبَة الدَّين، قال: قد أَمَرنا لكَ بثلاثينَ ألفاً وسَنشفعُها بِمثلها، ليرغَبَ المستمنحون. وإلى آخرَ شكَا إليهِ الدَّينَ أيضاً، قال: الدَّينُ سوءٌ يهيضُ الأعناق، وقَد أَمَرنا بقضائهِ. وفي قِصَّة مُتَظَلِّم: طِب نفساً؛ فإنَّ اللهَ مع المَظلوم. وفي امرئٍ قاتلٍ شَهِدَ عليه العُدُولُ فشُفع فيه، قال" كتابُ اللهِ أحَقُّ أن يُتَّبع".
فضل بن سهل السرخسي - ويكيبيديا
ومدحه إبراهيم بن العباس الصولي بقوله:
لفضل بن سهل يد
تقاصر عنها المثل
فبسطتها للغنى
وسطوتها للأجل
وباطنها للندى
وظاهرها للقبل
وقال رجل له: «أسكتني عن وصفك تساوي أفعالك في السؤدد» وقال فيه الشاعر عبد الله بن محمد:
لعمرك ما الأشراف في كل بلدة
وإن عظموا للفضل إلا صنائع
ترى عظماء الناس للفضل خشعاً
إذا ما بدا والفضل لله خاشع
تواضع لما زاده الله رفعة
وكل جليل عنده متواضع
وكان الفضل حلقة في سلسلة من رواة حديث مسند واحد. ولما ثقل أمر الفضل بن سهل على المأمون ورأى فيه تهديداً لسلطانه، قرر الخروج من مرو والتوجه إلى بغداد ، ولاسيما بعد أن تبين له أن الفضل كان يتعمد إخفاء الفتن التي انتشرت في العراق عنه ولاسيما بعد أن بايع المأمون علي الرضا بن موسى الكاظم بولاية عهده، وأمر جنوده بطرح السواد شعار العباسيين ولبس الثياب الخضر شعار العلويين وفي خلال الطريق قتل وزيره الفضل بن سهل وهو في الحمام بمدينة سرخس ، وتظاهر بالبراءة من قتله، فقتل به عدة رجال وخادمه سراجاً، وعزّى أخاه الحسن بن سهل. رثاه مسلم بن الوليد المعروف بصريع الغواني ودعبل الخزاعي وإبراهيم بن العباس. وكان من أسباب قتله قوله:
إن مأمون هاشم أصله مكـ
ـة منها آباؤه وجدوده
غير أنا نحن الذين غذونا
ه بماء العلا فأورق عوده
من خراسان أتبع الأمر فيهم
وتوشت للناظرين بروده
قد نصرنا المأمون حتى حوى الملـ
ك ففينا طريفه وتلاده
المراجع [ عدل]
يوسف الأمير علي، "الفضل بن سهل السرخسي" ، الموسوعة العربية ، مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2016.
مراجع للاستزادة [ عدل]
الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد (دار صادر، بيروت د. ت). ابن الأثير ، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967). الجهشياري ، الوزراء والكتاب (دار الفكر الحديث، بيروت 1988). أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، معجم الشعراء (دار الكتب العلمية، بيروت 1982).