لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
وخير الخطائين التوابون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وحسنه الألباني
أي: كل إنسان على وجه الأرض يذنب ويكثر من الخطأ، وأفضل بني آدم الذين يخطئون ويعصون هم، الذين إذا أذنبوا رجعوا إلى الله عز وجل وتابوا، واستغفروا في كل وقت وحين؛ فمن سعة رحمة الله تعالى بعباده، وعفوه عنهم أن شرع لهم التوبة؛ ليغفر لهم الذنوب، ويمحو عنهم السيئات، وجعل باب التوبة مفتوحا في كل وقت إلى أن تطلع الشمس من مغربها، أو أن تبلغ الروح الغرغرة. الانسان خطّاء... وخير الخطائين التوابون. فعلى الإنسان إذا وقع في خطأ أو معصية أن يبادر بالعودة والتوبة إلى الله عز وجل. بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
الانسان خطّاء... وخير الخطائين التوابون
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أختار للخيرات أوقاتا وأياما، وأشهد أن لا إله إلا الله، كتب المغفرة لمن صام وقام رمضان إيمانا واحتسابا، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله بعثه للناس إماما، صلى الله عليه وعلى آله والصحب الكرام ما ذكره الذاكرون، والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين. هكذا يا عبد الله يستقبل رمضان بالتوبة والمسارعة في الخيرات والطاعات، وبتحقيق المغزى المرجو من هذا الصيام، لكن انعكست الصورة في هذا الزمان، وأصبح استقبال هذا الشهر عند كثير من الناس من خلال أضاءة الأضوية وجمع المأكولات وبشراء المشربات وعمل كافة أصناف المعجنات، فهم أعطوا فقط نفوسهم من كل ما لذ وطاب، فهو عندهم ليس موسم للطاعات بل للبطون والإكثار من سائر المأكولات، صار التنافس والمسارعة على أصناف الأطعمة وألوانها. فعباد الله المؤمنون يعملون على تهيئة نفوسهم لتلقي الشهر الكريم وتخليصها مما عكر صفاؤها، أما هؤلاء القوم فتراهم إلى الأسواق يسارعون ويأتون من كل فج عميق، يتزودون من كل الصنوف وكأن رمضان جاء لتبسط فيه موائد المأكولات بأشكالها وألوانها كافة، أو كأن الشهر معرضا للأطعمة والأشربة عندهم، وكذلك هناك أصناف من الناس ممن يستقبلون الشهر بالسهر لا للقيام وإنما على المسلسلات وإذا رأيت واطلعت على نهارهم فهو إما نوم وإنما شغل في غير ما يرضي الله ويقربهن إليه، ليلهم ضياع ونهارهم خسران، وما هكذا يستقبل رمضان.
وأضاف مفتى الجمهورية السابق، خلال مشاركته فى برنامج القرآن العظيم، أن الإنسان يعود للخطأ مرة بعد مرة "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ"، فسيكرر التوبة من غير يأس من غير إحباط، والأمر في ذلك أن الله من صفاته أنه صبور سبحانه وتعالى لا يناله منا ضُر بمعصيتنا، فنحن لا نستطيع أن نصل إلى الله سبحانه وتعالى بالضر والعياذ بالله تعالى لأنه هو القوى المتعال. - الإفاقة من الغفلة وإرادة التوبة وتابع "جمعة": كل ذنوبنا إنما تضرنا نحن- نحن نضر أنفسنا- ثم بعد ذلك تحدث الإفاقة من الغفلة، وتحدث إرادة التوبة، ويساعدنا الله سبحانه وتعالى أنه سيغفر لنا الذنوب جميعًا "يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً"، وهو حديث عجيب يعجز الإنسان يأتي لربه بمتر مكعب من تراب الأرض ذنوبًا، فكيف يأتي الإنسان بتراب الأرض ذنوبًا؟ يعنى لو أراد إنسان أن يفعل كل ثانية معصية لا يستطيع أن يأتي بمتر مكعب واحد من تراب الأرض.