ذات صلة آثار البعد عن الله الا بذكر الله تطمئن القلوب
ذكر الله
حتّى يحقّق الإنسان سعادته، وحتّى ينعم بحياةٍ طيّبةٍ خاليةٍ من الأمراض والهموم، عليه المداومة على ذكر الله -تعالى- والحرص على ذلك في كلّ الأحوال والأوقات، فإنّ القلب قد يصاب بالمرض إذا أعرض عن الذّكر، والنّفس قد تصاب بالهلع والخوف، فذكر الله -تعالى- عبادةٌ عظيمةٌ حثّ الإسلام عليها، ومن خلالها يتقرب العبد إلى الله تعالى، وفيها تزكيةٌ لنفس العبد وروحه، وطمأنينة وانشراح لصدره، فهي زادٌ له أينما حلّ وارتحل، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). [١] [٢]
إنّ أنواع ذكر الله -تعالى- التي شرعت للعبد متعدّدةٌ ومتنوّعةٌ، فذكر الله إمّا أن يكون بالقلب، أو باللّسان، أو بالاثنين معاً، ولعلّ أعظم الذّكر وأفضله هو ما اجتمع في ذكر القلب واللّسان، أمّا في حين تفرّقهما فذكر القلب أفضل من ذكر اللّسان، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الأنواع: [٣]
ذكر العبد لأسماء الله وصفاته ، مع المدح والثّناء عليه، كأن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله. ذكر العبد لله -تعالى- من خلال الإخبار عن أسمائه وصفاته؛ كأن يقول إنّ الله -تعالى- يرى عباده ويسمعهم.
صور عن ذكر الله العنزي
ذكر العبد لما أمر به الله -تعالى- ولما نهى عنه؛ كأن يقول إنّ الله -تعالى- أمر بهذا الفعل، ونهى عن آخر. ذكر العبد إحسان الله -تعالى- ونعمه عليه. أسباب الإعراض عن ذكر الله
تتعدّد الأسباب التي تؤدّي بالمسلم أن يصل إلى مرحلة الغفلة عن ذكر الله تعالى، ومن هذه الأسباب ما يأتي: [٤]
اهتمام الإنسان الزّائد بالحياة الدّنيا، وما فيها من مُلهيات تُشغل العبد عن الهدف الأساسيّ المرجوّ من وجوده، فيسعى سعياً للدّنيا وما فيها، وينسى الدّار الآخرة. تفكير المسلم بأنّ الدّين الإسلاميّ يقتصر على سلوكاتٍ معيّنةٍ، وهذا بالطّبع أمرٌ خاطئٌ لا صحّة له؛ لأنّ الدّين الإسلاميّ يشتمل على جميع نواحي الحياة، فهو دينٌ كاملٌ لا نقص فيه، ويشمل العبادات، والمعاملات، والأخلاق، وما يتعدّد من مناحي الحياة، فالقيام ببعض ما جاء به الدّين والاقتصار عليه، والبعد عمّا تبقّى؛ يؤدّي إلى الإعراض عن ذكر الله، فعلى سبيل المثال هناك من يصلّي ويصوم، ولكنّه بعيدٌ كلّ البعد عن التّحلي بالأخلاق الإسلاميّة، فتجده يشتم، ويغتاب، ويتنابز بالألقاب. عدم شكر الله -تعالى- على النّعم التي أنعمها على الإنسان، فلا يستشعر أهميّة هذه النّعم، ولا يدرك قيمتها، فقد قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
صور عن ذكر الله الرحمن الرحيم
تقييد المعرض عن ذكر الله -تعالى- بالقيود، ومن ذلك شيطاناً يكون قريناً له، يعمل على إغوائه وإضلاله؛ ليصدّه عن سبيل الله تعالى، ويبعده عن عبادته وطاعته، وعن طريق الحقّ الذي لا اعوجاج فيه. عيش المعرض حياةً سيئةً في الدّنيا، وهذه الحياة تسمّى المعيشة الضّنك، وهي عبارة عن عقوبة عاجلة للمعرض عن ذكر الله، فتكون حياته مليئةً بالصّعوبات والمشاقّ والمكاره، ويكون قلبه غير مطمئن ولا ساكن، فلا تهدأ نفسه، ولا ينشرح صدره، ولو كان ذا مالٍ، وجاهٍ، ونسبٍ، أمّا ما بعد الحياة الدّنيا فتكون معيشته بأنّه يعذّب في قبره ، و يُحشر في الآخرة أعمى. [١٠]
سببٌ في قسوة القلب ، والشعور بالغمّ، فإنّ ممّا يرقّق القلب، ويعيده إلى حالته السّوية؛ الإكثار من ذكر الله. [١١]
المراجع
↑ سورة الرعد، آية: 28. ↑ "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2019. بتصرّف. ↑ "ذكر الله عز وجل" ، ، 19-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2019. بتصرّف. ↑ الشيخ إبراهيم المشهداني (5-2-2014)، "الغفلة عن ذكر الله ( خطبة)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف. ↑ سورة إبراهيم، آية: 7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي واقد الليثي، الصفحة أو الرقم: 2724، صحيح.
صور عن ذكر الله عليه
زَادَهُمْ هُدىً [محمد:17] جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي! كلكم ضالٌ إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم).. (ومَن تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً، ومن تقرب إلى الله ذراعاً تقرب الله إليه باعاً، ومن أتى إلى الله مشياً أتى الله إليه هرولة، وكان الله إليه بكل خير أسرع).
صور عن ذكر ه
شخصيات قد تهتم بمتابَعتها
انتهى المقصود من كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ ملخصاً. وقال العلامة السخاوي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه (فتح المغيث في شرح ألفية الحديث) للعراقي ما نصه: ( واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك، بأن تقتصر منها على حرفين، ونحو ذلك، فتكون منقوصة صورة كما يفعله (الكسائي)، والجهلة من أبناء العجم غالباً، وعوام الطلبة، فيكتبون بدلاً من صلى الله عليه وسلم (ص) أو (صم) أو (صلعم)، فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتاب خلاف الأولى). وقال السيوطي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي):
( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا، وفي كل موضع شرعت في الصلاة، كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى: { صلوا عليه وسلموا تسليماً}... إلى أن قال: ويكره الرمز إليها في الكتابة بحرف أو حرفين، كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالهما). انتهى المقصود من كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ ملخصاً. هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب، أن يلتمس الأفضل، ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه، ويبتعد عما يبطله أو ينقصه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً إلى ما فيه رضاه، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه).