تفسير و معنى الآية 84 من سورة القصص عدة تفاسير - سورة القصص: عدد الآيات 88 - - الصفحة 395 - الجزء 20. ﴿ التفسير الميسر ﴾
من جاء يوم القيامة بإخلاص التوحيد لله وبالأعمال الصالحة وَفْق ما شرع الله، فله أجر عظيم خير من ذلك، وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم، ومن جاء بالأعمال السيئة، فلا يُجْزى الذين عملوا السيئات على أعمالهم إلا بما كانوا يعملون. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«من جاء بالحسنة فله خير منها» ثواب بسببها وهو عشر أمثالها «ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا» جزاء «ما كانوا يعملون» أي: مثله.
من جاء بالحسنة فله خير منها دول عربية، ومصر
تفسير الجلالين { من جاء بالحسنة فله خير منها} ثواب بسببها وهو عشر أمثالها { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا} جزاء { ما كانوا يعملون} أي: مثله. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْر مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ}. يَقُول تَعَالَى ذِكْره: مَنْ جَاءَ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة بِإِخْلَاصِ التَّوْحِيد, فَلَهُ خَيْر, وَذَلِكَ الْخَيْر هُوَ الْجَنَّة وَالنَّعِيم الدَّائِم, وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ, وَهِيَ الشِّرْك بِاَللَّهِ. كَمَا: 21062 - حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثَنَا يَزِيد قَالَ ثَنَا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْر مِنْهَا}: أَيْ لَهُ مِنْهَا حَظّ خَيْر, وَالْحَسَنَة: الْإِخْلَاص, وَالسَّيِّئَة: الشِّرْك. وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْمُخْتَلِفِينَ, وَدَلَّلْنَا عَلَى الصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِيهِ. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْر مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ}. ' وَقَوْله: { فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَات} يَقُول: فَلَا يُثَاب الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَات عَلَى أَعْمَالهمْ السَّيِّئَة.
من جاء بالحسنة فله خير منها خسوفان قمريان وكسوفان
قوله { من جاء بالحسنة فله خير منها} تقدم في "النمل". وقال عكرمة: ليس شيء خيرا من لا إله إلا الله وإنما المعنى من جاء بلا إله إلا الله فله منها خير. { ومن جاء بالسيئة} أي بالشرك { فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون} أي يعاقب بما يليق بعلمه. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي قلنا: إن كلمة (خيرٍ) تُطلق ويُراد بها ما يقابل الشر، كما في قوله تعالى: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8]. وتُطلق ويُراد بها الأحسن في الخير، تقول: هذا خير من هذا، فكلاهما فيه خير، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير " فهي بمعنى التفضيل، أي: أخير منها، ومن ذلك قول الشاعر: زَيْدٌ خِيارُ النَّاسِ وابْنُ الأَخْيرِ فجاء بصيغة التفضيل على الأصل، وتقول: هذا حَسَن، وذلك أحسن. فالمعنى هنا: { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا... } [القصص: 84] أي: خير يجيئه من طريقها، أو إذا عمل خيراً أعطاه الله أخير منه وأحسَن، والمراد أن الحسنة بعشر أمثالها. والحق سبحانه يعطينا صورة توضيحية لهذه المسألة، فيقول سبحانه: { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
من جاء بالحسنة فله خير منها المادة في
القول في تأويل قوله تعالى: ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ( 89) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 90))
يقول تعالى ذكره: ( من جاء) الله بتوحيده والإيمان به ، وقول لا إله إلا الله موقنا به قلبه ( فله) من هذه الحسنة عند الله ( خير) يوم القيامة ، وذلك الخير أن يثيبه الله ( منها) الجنة ، ويؤمنه ( من فزع) الصيحة الكبرى ، وهي النفخ في الصور. ( ومن جاء بالسيئة) يقول: ومن جاء بالشرك به يوم يلقاه ، وجحود وحدانيته ( فكبت وجوههم) في نار جهنم. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن خلف العسقلاني ، قال: ثني الفضل بن دكين ، قال: ثنا يحيى بن أيوب البجلي ، قال: سمعت أبا زرعة ، قال: قال أبو هريرة - قال يحيى: أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) قال: وهي لا إله إلا الله ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) قال: وهي الشرك ". حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال: ثنا أبو يحيى الحماني ، عن النضر بن عربي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله: ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) قال: من جاء بلا إله إلا الله ، ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) ، قال: بالشرك.
من جاء بالحسنة فله خير منها بعض المدن
واقرأ إنْ شئتَ قوله تعالى في سورة (عم): { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً * جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً} [النبأ: 31-36]. فحسباناً هنا لا تعني أن الجزاء بحساب على قدر العمل، إنما تعني كافيهم في كل ناحية من نواحي الخير، ومنه قولنا: حسبي الله يعني: كافيني. وفي المقابل يقول سبحانه في السيئة: { جَزَآءً وِفَاقاً} [النبأ: 26] أي: على قدرها موافقاً لها. إذن: فربنا - عز وجل - يعاملنا بالفضل لا بالعدل؛ ليغري الناس بفعل الحسنة، وأنت حين تفعل الحسنة فأنت واحد تُقدِّم حسنتك إلى كل الناس، وفي المقابل يعود عليك أثر حسنات الجماهير كلها، فينالك من كل واحد منهم حسنة، وكأنه (أوكازيون) حسنات يعود عليك أنت. ثم يقول الحق سبحانه لنبيه: { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ... }.
فقوله تعالى: { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ... } [القصص: 84] قضية عقدية، تثبت وتُقرِّر الثواب للمطيع، والعقاب للعاصي، ومعنى { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ... } [القصص: 84] أي: أتى بها حدثاً لم يكُنْ موجوداً، فحين تفعل أنت الحسنة فقد أوجدتَها بما خلق الله فيك من قدرة على الطاعة وطاقة لفعل الخير. أو المعنى: جاء بالحسنة إلى الله أخيراً لينال ثوابها، ولا مانع أن تتجمع له هذه المجيئات كلها ليُقبل بها على الله، فيجازيه بها في الآخرة. لكن، هل ثواب الحسنة مقصور فقط على الآخرة، أم أن الدين بقضاياه جاء لسعادة الدنيا وسعادة الآخرة؟ فما دام الدين لسعادة الدارين فللحسنة أثر أيضاً في الدنيا، لكن مجموعها يكون لك في الآخرة. وهذه الآية جاءت بعد الحديث عن قارون، وبعد أن نصحه قومه، وجاء في نصحهم: { وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ... } [القصص: 77] إذن: فطلبهم أن يُحسن كما أحسن الله إليه جاء في مجال ذكر الحسنة، والحسنة أهي الشيء الذي يستطيبه الإنسان؟ لا، لأن الإنسان قد يستطيب الشيء ثم يجلب عليه المضرة، وقد يكره الشيء ولا يستطيبه، ويأتي له بالنفع. فمن إذن الذي يحدد الحسنة والسيئة؟ ما دام الناس مختلفين في هذه المسألة، فلا يحددها إلا الله تعالى، الذي خلق الناس، ويعلم ما يُصلحهم، وهو سبحانه الذي يعلم خصائص الأشياء، ويعلم ما يترتب عليها من آثار، أما الإنسان فقد خلقه الله صالحاً للخير، وصالحاً للشر، يعمل الحسن، ويعمل القبيح، وربما اختلطت عليه المسائل.
مترجم في التهذيب. وهذا إسناد صحيح. (70) الأثر: 14294 - (( محمد بن هارون الحربي)) ، (( أبو نشيط)) ، شيخ الطبري ، مضى برقم: 9511 ، 10371 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا: (( محمد بن نشيط بن هارون الحربي)) ، وهو خطأ محض تبين من رواية الأثر فيما سلف. و (( يحيى بن أبي بكير الأسدي)) ، مضى مرارًا ، آخرها رقم: 7544 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا (( يحيى بن أبي بكر)) ، وهو خطأ. وقد سلف هذا الخبر وتخريجه برقم: 9511 ، وأنه إسناد ضعيف من أجل (( عطية العوفي)). ووقع في إسناد الخبر هناك خطأ: (( عن عبد الله بن عمير)) ، وهو خطأ في الطباعة صوابه (( عن عبد الله بن عمر)) ، فليصح. (71) في المطبوعة والمخطوطة: (( عدد الآيات)) ، وبين أنه (( عدد الحسنات)) ، ولا ذكر للآيات في هذا الموضع. (72) وكان هنا أيضًا في المخطوطة والمطبوعة: (( موضع الآيات)) ، والصواب ما أثبت. (73) في المطبوعة: (( مجتمعة)) ، وأثبت ما في المخطوطة.