♦ الآية: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (21). ص2 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة. ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾ لا يخافون البعث: ﴿ لَوْلَا ﴾ هلا ﴿ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ﴾ فتُخبِرنا أن محمدًا صادق، ﴿ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ﴾ فيخبرنا بذلك، ﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ حين طلبوا من الآيات ما لم يطلبه أُمَّة، ﴿ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾ وغلَوْا في كفرهم أشد الغلوِّ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾ أي لا يخافون البعث، قال الفراء: الرجاء بمعنى الخوف لغة تهامة، ومنه قوله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ أي: لا تخافون لله عظمة، ﴿ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ﴾ فيُخبِرونا أن محمدًا صادق، ﴿ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ﴾ فيُخبِرنا بذلك، ﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا ﴾ أي تعظَّموا ﴿ فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ بهذه المقالة، ﴿ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾ قال مجاهد: عتَوْا: طغَوْا، قال مقاتل: عتَوْا: غلَوْا في القول، والعتوُّ أشدُّ الكفر وأفحش الظلم، وعتوُّهم طلبُهم رؤيةَ الله حتى يؤمنوا به.
- وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - ليدبروا آياته ح29 - قسم المنوعات - الطريق إلى الله
- تفسير: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون)
- ص2 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة
- ص2 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة الحديثة
وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - ليدبروا آياته ح29 - قسم المنوعات - الطريق إلى الله
قولُه تعالى: {إِنَّ الذين آمَنُواْ}: إنَّ واسمُها، و «أولئك» مبتدأ، و «يَرْجُون» خبرُه، والجملةُ خبرُ «إنَّ» ، وهو أحسنُ من كونِ «أولئك» بدلاً من «الذين» و «يرجُون خبرٌ» إنَّ «. وجيء بهذه الأوصافِ الثلاثةِ مترتبةً على حَسَبِ الواقعِ، إذ الإيمانُ أولُ ثم المهاجَرةُ ثم الجهادُ. وأَفْرَدَ الإِيمانَ بموصولٍ وحدَه لأنه أصلُ الهجرةِ والجهادِ، وجَمَعَ الهجرةَ والجهادَ في موصولٍ واحدٍ لأنَّهما فَرْعانِ عنه، وأتى بخبرِ» إنَّ «اسمَ إشارة لأنه متضمِّنٌ للأوصافِ السابقةِ. وتكريرُ الموصولِ بالنسبةِ إلى الصفاتِ لا الذواتِ، فإنَّ الذوات متحدةٌ موصوفةٌ بالأوصافِ الثلاثةِ، فهو من بابِ عَطْفِ بعضِ الصفاتِ على بعض والموصوفُ واحدُ. ولا تقولُ: إنَّ تكريرَ الموصولِ يَدُلُّ على تَغايرِ الذواتِ والموصوفةِ لأنَّ الواقعَ كان كذلك. وأتى ب» يَرْجُون «لِيَدُلَّ على التجدُّدِ وأنهم في كلِّ وقتٍ يُحْدِثُون رجاءً. والمهاجَرةُ مُفاعَلَةٌ من الهَجْرِ، وهي الانتقالُ من أرضِ إلى أرضٍ، وأصلُ الهجرِ التركُ. والمجاهدةُ مفاعلةٌ من الجُهْدِ. وهو استخراجُ الوُسْع وبَذْلُ المجهود، والإِجهادُ: بَذْلُ المجهودِ في طَلَبِ المقصودِ، والرجاءُ: الطمعُ، وقال الراغب: وهو ظَنُّ يقتضي حصولَ ما فيه مَسَرَّةٌ، وقد يُطْلَقُ على الخوفِ، وأنشد:
940 - إذا لَسَعَتْه النحلُ لَم يَرْجُ لَسْعَها... ص2 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة الحديثة. وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسلِ أي: لم يخف/، وقال تعالى: {لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} [يونس: 7] أي: لا يَخافون، وهل إطلاقُه عليه بطريقِ الحقيقةِ أو المجازِ؟ فزعم قومٌ أنَّه حقيقةٌ، ويكونُ من الاشتراك اللفظي، وزعم قومٌ أنه من الأضدادِ، فهو اشتراكٌ لفظي أيضاً.
تفسير: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون)
قال ابنُ عطية:» وليس هذا بجيدٍ «. يعني أن الرجاء والخوفَ ليسا بضدين إذ يمكنُ اجتماعُهما، ولذلك قال الراغب: - بعد إنشادِه البيتَ المتقدم -» ووجْهُ [ذلك] أن الرجاءَ والخوفَ يتلازمان «، وقال ابن عطية:» والرجاءُ أبداً معه خوفٌ، كما أن الخوفَ معه رجاءٌ «. وزعم قومٌ أنه مجازٌ للتلازمِ الذي ذكرناه عن الراغب وابنِ عطية. وأجاب الجاحظُ عن البيتِ بأنَّ معناه لَم يَرْجُ بُرْءَ لَسْعِها وزواله فالرجاءُ على بابه». وأمَّا قولُه: {لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} أي لا يَرْجُون ثوابَ لقائِنا، فالرجاءُ أيضاً على بابِه، قاله ابنُ عطية. وقال الأصمعي: «إذا اقترن الرجاءُ بحرفِ النفي كان بمعنى الخوفِ كهذا البيتِ والآيةِ. وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - ليدبروا آياته ح29 - قسم المنوعات - الطريق إلى الله. وفيه نظرٌ إذ النفيُ لا يُغَيِّر مدلولاتِ الألفاظِ. وكُتبت» رحمة «هنا بالتاءِ: إمَّا جرياً على لغةِ مَنْ يَقِفُ على تاءِ التأنيث بالتاءِ، وإمَّا اعتباراً بحالِها في الوصلِ، وهي في القرآن في سبعةِ مواضعَ كُتبت في الجميع تاءً، هنا وفي الأعراف: {إِنَّ رَحْمَةَ الله} [الأعراف: 56] ، وفي هود: {رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ} [هود: 73] ، وفي مريم: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} [مريم: 2] ، وفي الروم: {فانظر إلى آثَارِ رَحْمَتِ الله} [الروم: 50] ، وفي الزخرف: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ... وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ} [الزخرف: 32].
ص2 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتقد أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام تبعا ً للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار بأنّ رؤية الله عزوجل سواءً في الدنيا أو الآخرة وبالعين المجرّدة تعدّ من الأمور المستحيلة, لأنّ الله عزوجل أجل وأكبر من أن يكون كالأجسام المادية مثل الشمس والقمر التي تدرك بالإنعكاسات الضوئية.
ص2 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة الحديثة
2- رؤية الله عزوجل بواسطة العين الباصرة لا تخلوا من جهتين: إمّا أن تحيط الرؤية بجميع ذاته تعالى فإنّ هذه الإحاطة تستلزم تحديد وجود الله وحصره في مكان معيّن وخلوّ سائر النقاط منه, لأنّ عين الإنسان محدودة القدرة ولا تستطيع الإحاطة بجميع الجهات. وإمّا أن تكون رؤيتنا إيّاه تعالى تتعلّق بجزء من ذاته, وإنّها تدرك قسما ً من ذاته تعالى, فهذه تستلزم القول بالتجزئة والتركيب في ذاته, وكل ذلك محال بالنسبة إلى الله, لأنّه تعالى شأنه ليس محدودا ً بحدّ ولا متحيّزا ً في مكان, وليس له أجزاء ومركّبات حتى يكون في مكان دون مكان. وقال الذين لا يرجون لقاينا ورضوا بالحياه. الأدلّة القرآنيّة
1- في سورة الأنعام: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)) (الأنعام:102) قال الطبرسي: الإدراك متى قرن بالبصر لم يفهم منه إلّا الرؤية. وعليه إذا قال أحد: أدركته ببصري وما رأيته متضادّ, لأنّ الإدراك لا يكون بالعين. (مجمع البيان, 4, 344). 2- في سورة البقرة: (( وإذا قال موسى لقومه يا قوم إنّكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنّه هو التوّاب الرحيم وإذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)) (البقرة:54- 55).
تفسير القرآن الكريم