بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فلا يجوز لقاصد الحج أو العمرة دخول مكة دون إحرام، أما دخولها بغير إحرام لغير النسك من غير أهلها فيجوز على رأي الإمام الشافعي خلافاً لجمهور الفقهاء، أما دخولها من أهلها بغير إحرام ودون نسك فيجوز باتفاق. وإليك تفصيل ذلك فيما ذكرته لجنة كبار العلماء بالكويت:
دخول مكة بقصد الحج أو العمرة لا يجوز بغير إحرام بالاتفاق، أما دخولها لغير النسك، كالتجارة، وزيارة الأصدقاء، وما إلى ذلك، فإن كان الداخل إليها من الآفاق فلا يجوز له مجاوزة الميقات بغير إحرام لدى جمهور الفقهاء، وذهب الشافعية في المشهور إلى أن له الدخول إليها بغير إحرام إن شاء، وإن كان الدخول إليها من منطقة الحل، فالاتفاق منعقد على جوازه من غير إحرام مادام الداخل لا يريد النسك. أما الحاج المتمتع إذا دخل مكة وأدى أفعال العمرة وتحلل، وكذلك المعتمر، ثم خرج منها إلى جدة أو غيرها مما هو في منطقة الحل، لشراء شيء أو غيره، ثم أراد العودة إلى مكة لغير النسك فإن له أن يدخلها بغير إحرام بالاتفاق مثله مثل سكان منطقة الحل، وإن أراد دخولها لنسك أحرم من المكان الذي هو فيه سواء كان في مكة أو خارجها مادام في الحل.
- حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها رخص حفر الآبار
- حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها و«الصحة» تكشف عدد
- حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها خسوفان قمريان وكسوفان
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها رخص حفر الآبار
- من أجل ذلك، فإن الفقهاء اشترطوا لدخول مكة الدخول في الإحرام وجوباً، ومن تجاوز ميقاتاً من المواقيت الخمسة، وجب عليه العودة إلى الميقات ولبس الإحرام، وإلا وجب عليه الدم. حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها خسوفان قمريان وكسوفان. لكن ينبغي أن يفهم الناس بأن هذا الشرط ليس على إطلاقه، ففي صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء، بغير إحرام، وورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رجع من بعض الطريق، فدخل مكة غير محرم. وفي كتب الفقه المعتبرة، ومنها ما ذكر سيد سابق رحمه الله في «فقه السنة» أنه يجوز دخول مكة بغير إحرام لمن لم يرد حجاً ولا عمرة، سواء أكان دخوله لحاجة تتكرر، كالحطاب والسقاء وأمثالهما، أو لم تتكرر كالتاجر والزائر وغيرهما. إذاً، وجوب الإحرام من الميقات، شرط في حق من أراد دخول مكة بقصد الحج أو العمرة، والرسول صلى الله عليه وسلم جعل المواقيت لمن مر بها بقصد الحج أو العمرة، وإلا فإن الله تعالى لم يأمر الناس بأن لا يدخلوا مكة إلا بإحرام، ولم يرد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً بوجوب الإحرام في حق غير الحاج وغير المعتمر، لذا قال ابن شهاب: «لا بأس بدخول مكة بغير إحرام» وقال ابن حزم: «دخول مكة بلا إحرام جائز». أقول: وفي هذا تيسير على بعض الناس، إذ قد يضطر المرء إلى زيارة عاجلة، أو يتجه من بلدان الخليج إلى جدة مباشرة، فيحرم من جدة، ومثله لا يقال له: لماذا لا تحرم من الميقات؟ أو: لماذا لم تدخل مكة بالإحرام، وهو في الأصل لم يذهب لحج ولا لعمرة؟
- لكن من غير شك أن دخولها بالإحرام أكرم في حق المسجد الحرام، وأكثر أجراً بالنسبة له.
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها و«الصحة» تكشف عدد
السؤال:
أيضًا يقول: من أحرم بعمرة من ميقاته، ثم تحلل منها بعد أن أداها، ثم توجه لزيارة المسجد النبوي بالمدينة، وأثناء عودته إلى مكة دخلها بدون إحرام ظنًا منه أن الإحرام بالحج يكون يوم التروية من مكة. الجواب:
هذا يقع من الناس كثيرًا ظنًا منهم أن تحللهم من العمرة كافٍ، ولا حاجة إلى أن يحرموا بعمرة أخرى، ولا بحج مبكر، والذي ينبغي في مثل هذا أنه إذا عاد من المدينة يعود بإحرام بحج أو بعمرة، وإذا كان الوقت مبكرًا عاد بعمرة ثانية، والعمرة فيها خير عظيم، قال النبي ﷺ: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. دخول مكة من غير إحرام | صحيفة الخليج. فإذا عاد بعمرة أخرى كان خيرًا له، وإن عاد بحج وصبر على البقاء إلى وقت الحج فلا بأس؛ لأنه قد تحلل من العمرة، وإن قلبه إلى عمره وفسخه إلى عمرة، وتحلل منها، تحلل منه بالعمرة فلا بأس أيضًا إذا كان الوقت طويلًا. أما عوده بدون إحرام فلا ينبغي؛ لأن ظاهر النصوص تدل على أنه لا بد من إحرام، وهو قوله ﷺ لما وقت المواقيت: هن لهن، ولمن أتى عليهن، من غير أهلهن، ممن أراد الحج و العمرة وهذا قد قدم من المدينة يريد الحج، فظاهر النص: أنه يلزمه الإحرام، والقاعدة الشرعية الذي عليها جمهور أهل العلم أن من ترك الإحرام من الميقات وهو يلزمه وجب عليه دم، يذبح ويوزع في مكة المكرمة، فهذا وأشباهه إن فدوا يعني: أهدوا هديًا لأنهم تركوا الإحرام فهو أحوط لهم وأولى؛ لظاهر الأدلة، وظاهر كلام أهل العلم -رحمة الله عليهم-، والله أعلم.
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها خسوفان قمريان وكسوفان
السؤال:
المستمع عبده علي محمد واصل من ينبع البحر، المنطقة الصناعية، بعث برسالة ضمنها جمعًا من الأسئلة، يقول في أحدها: هل يجوز دخول مكة بدون إحرام لسبب غير هام، أو لمجرد الطواف؟ وإذا كان لا يجوز ذلك فمن هم الذين يجوز لهم الدخول في مكة من غير إحرام؟
الجواب:
إذا أراد مكة للطواف، أو لزيارة بعض أقاربه أو أصدقائه، أو لحاجة أخرى؛ لا يلزمه إحرام، لا حرج عليه؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال -لما وقت مواقيت قال-: هن لهن، ولمن أتى عليهن، من غير أهلهنن ممن أراد الحج والعمرة. هذا شرط، فلا يلزمه الإحرام إلا إذا أراد حجًا، أو عمرة، أما من جاء إلى مكة للتجارةن، أو لزيارة بعض أقاربهن، أو أصدقائه، أو لمجرد أن يصلي في المسجد الحرام، ويطوف؛ فلا إحرام عليه، ولا حرج عليه في ذلك، والحمد لله، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. حكم من يعود إلى مكة من الحجاج دون إحرام بالحج. فتاوى ذات صلة
د. عارف الشيخ
تختلف مكة المكرمة والمدينة المنورة، شرفهما الله، عن سائر البلدان، بأن الله تعالى جعل لهما قدسية وخصوصية خاصة تميزهما عن البلدان الأخرى. 1- جعلت أرض مكة حرماً آمناً يحرم فيه القتال، وقد حددت للحرم المكي حدود، أقربها التنعيم، بينها وبين مكة 6 كيلومترات، وأبعدها الجعرانة، بينها وبين مكة 16 كيلومتراً. - وتعرف هذه الحدود الخمسة بالمواقيت المكانية التي يحرم منها الحجاج والمعتمرون القادمون من مختلف البلدان، وقد جمع الشاعر تلك المواقيت وحدد أهلها في بيتين من الشعر، حيث قال:
عرق العراق يلملم اليمن
وبذي الحليفة يحرم المدني
والشام جحفة إن مررت بها
ولأهل نجد قرن فاستبن
- كما أن حرم المدينة حدد بما بين جبل «عير» إلى «ثور»، وفي الحديث: «إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة، ما بين لابتيها، لا يقطع عضاها، ولا يصاد صيدها»، (رواه مسلم) وقدر الحرم المدني باثني عشر ميلاً ما بين الميقات «ذي الحليفة» وجبل أحد. - والجمهور على أن مكة أفضل من المدينة للحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والله إنك لخير أرض الله، ولولا أني أخرجت ما خرجت»، (رواه أحمد والترمذي وابن ماجة). من نوى الحج ودخل مكة دون إحرام - إسلام ويب - مركز الفتوى. - ثم إن الحرم المكي فيه المسجد الحرام الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى»، (رواه البخاري ومسلم).