حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( فَإِذَا فَرَغْتَ) من صلاتك ( فَانْصَبْ) في الدعاء. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ( فَإِذَا فَرَغْتَ) من جهاد عدوّك ( فَانْصَبْ) في عبادة ربك. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن في قوله: ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) قال: أمره إذا فرغ من غزوه، أن يجتهد في الدعاء والعبادة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) قال عن أبيه: فإذا فرغت من الجهاد، جهاد العرب، وانقطع جهادهم، فانصب لعبادة الله ( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ). وقال آخرون: بل معنى ذلك: فإذا فرغت من أمر دنياك، فانصب في عبادة ربك. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) قال: إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب، قال: فصّل. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) قال: إذا فرغت من أمر دنياك فانصب، فصّل. الحكم التجويدي في قوله تعالى (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ - بيت الحلول. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: ( فَإِذَا فَرَغْتَ) قال: إذا فرغت من أمر الدنيا، وقمت إلى الصلاة، فاجعل رغبتك ونيتك له.
الحكم التجويدي في قوله تعالى (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ - بيت الحلول
أيها الإخوة المؤمنون:
و من هدايات هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور ـ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ـ وعدمِ إحالة إنجازها إلى وقت الفراغ، فإن ذلك الأساليب التي يخدع بها بعض الناس نفسه، ويبرر بها عجزه، وإن من عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز! قال بعض الصالحين: "كان الصديقون يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على مثل حالهم بالأمس" علق ابن رجب: على هذا فقال: "يشير إلى أنهم كانوا لا يرضون كل يوم إلا بالزيادة من عمل الخير، ويستحيون من فقد ذلك و يعدونه خسراناً"(7)، ومن جميل ما قيل في هذا المعنى ذينك البيتين السائرين: إذا هجع النوام أسبلت عبرتي *** وأنشدت بيتاً فهو من أحسن الشعر
أليس من الخسران أنَّ ليالياً *** تمر بلا شيء وتحسب من عمر
ومن الحكم السائرة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد! وهي حكمة صحيحة يشهد القرآن بصحتها، وقد روي عن الإمام أحمد: أنه قال: إن التأخير له آفات! معنى آية {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} | مصراوى. وصدق:، والشواهد على هذا كثيرة:
ـ فمن الناس من يكون عليه التزامات شرعية بينه وبين الله، كقضاء الصيام، أو أداء فرض الحج ـ مثلاً ـ فتراه يسوّف ويماطل، حتى يتضايق عليه الوقت في الصيام، أو يفجأه الموت قبل أن يحج!
فإذا فرغت فانصب
لا للفراغ إن الإسلام يكره من أبنائه أن يكونوا فارغين من أي عمل ديني أو دنيوي! وبهذا نطقت الآثار عن السلف الصالح رحمهم الله: جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "إني أكره لأحدكم أن يكون خالياً سبهللاً لا في عمل دنيا، ولا دين". ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة". وسبب مقت ابن مسعود رضي الله عنه لهذا النوع من الناس؛ أن "قعود الرجل فارغاً من غير شغل، أو اشتغاله بما لا يعينه في دينه أو دنياه من سفه الرأي، وسخافة العقل، واستيلاء الغفلة ". ولقد دلّ القرآن على أن هذا النوع من الناس الفارغين ـ وإن شئت فسمهم البطالين ـ ليسوا أهلاً لطاعة أوامرهم، بل تنبغي مجانبتهم؛ لئلا يُعدوا بطبعهم الرديء، كما قال تعالى: { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]. فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. ا لجدية وسرعة الإنجاز: ومن هدايات هذه الآية: أنها أبلغ وأعظم حادٍ إلى العمل، والجد في استثمار الزمن قبل الندم. وأنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور وعدم التسويف، فإن التسويف في كل أمر شين وسبة وسوء مغبة، ومن عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز!
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشرح - الآية 7
لا للفراغ
إن الإسلام يكره من أبنائه أن يكونوا فارغين من أي عمل ديني أو دنيوي! وبهذا نطقت الآثار عن السلف الصالح رحمهم الله:
جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "إني أكره لأحدكم أن يكون خالياً سبهللاً لا في عمل دنيا، ولا دين". ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة". فإذا فرغت فانصب. وسبب مقت ابن مسعود رضي الله عنه لهذا النوع من الناس؛ أن "قعود الرجل فارغاً من غير شغل، أو اشتغاله بما لا يعينه في دينه أو دنياه من سفه الرأي، وسخافة العقل، واستيلاء الغفلة". ولقد دلّ القرآن على أن هذا النوع من الناس الفارغين ـ وإن شئت فسمهم البطالين ـ ليسوا أهلاً لطاعة أوامرهم، بل تنبغي مجانبتهم؛ لئلا يُعدوا بطبعهم الرديء، كما قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}[الكهف: 28]. الجدية وسرعة الإنجاز
ومن هدايات هذه الآية: أنها أبلغ وأعظم حادٍ إلى العمل، والجد في استثمار الزمن قبل الندم. وأنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور وعدم التسويف، فإن التسويف في كل أمر شين وسبة وسوء مغبة، ومن عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز!
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الشرح - الآية 7
وقال عليّ بن أَبي طَلْحَة عن ابن عَبَّاس: فَإِذَا فَرَغْت فَانْصَبْ يَعْنِي فِي الدُّعاء. وَقَالَ زَيْد بْن أَسْلَم وَالضَّحَّاك: " فَإِذَا فَرَغْت " أَيْ مِنْ الْجِهَاد " فَانْصَبْ " أَي في العبادة. فإذا فرغت فانصب تفسير. " وبهذا كان حال السلف الصالح ونطقت أخبارهم، قال عبد الله بن مسعود:(إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة). " فمن خلال هذه المعاني التي فهما السَّلف الصَّالح من هذه الآية الكريمة يظهر جلياً التوجيه الربّاني في أن يعيش المؤمنون العبودية لله في جميع أحوالهم؛ في السَّراء والضّراء، وفي الشدة والرَّخاء، وفي الحضر والسفر، وفي الضحك والبكاء، في المنشط والمكره، ليتمثلوا حقاً قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. (الأنعام: 162)، وأن يكونوا مقتدين بالثلة المباركة من أنبياء الله ورسله ـ الذين أثنى الله عليهم بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}. (الأنبياء: 90). الواجبات أكثر من الأوقات إنَّ ديننا الحنيف يكره أن يرى أتباعه دون عمل ونشاط وحركة، حيث جاء التوجيه القرآني للمؤمنين بالحركة الدؤوبة والسعي المتواصل في جميع المجالات الأخروية والدنيوية، وبهذا كان حال السلف الصالح ونطقت أخبارهم، قال عبد الله بن مسعود:(إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة).
معنى آية {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} | مصراوى
{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب}
بهاتين الآيتين ختم الله تبارك وتعالى سورة الشرح.. وسورة الشرح ـ كما يقول صاحب التحرير والتنوير: "احتوت على ذكرِ عنايةِ الله تعالى برسوله بلطف الله له، وإزالةِ الغمّ والحرجِ عنه، وتيسير ما عسر عليه، وتشريفِ قدره؛ لِيُنَفِّسَ عنه؛ فمضمونُها شبيهٌ بأنه حجةٌ على مضمون سورة الضحى؛ تثبيتاً له بتذكيره سالف عنايته به، وإنارة سبيل الحق، وترفيع الدرجة؛ ليعلم أن الذي ابتدأه بنعمته ما كان لِيقطع عنه فضله، وكان ذلك بطريقة التقرير بماض يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم". ولكن ما المقصود بالنصب؟ وما هو الشيء الذي يتفرغ منه؟ وكيف يرغب إلى الله تعالى؟ وما الذي يمكن أن يستفيده المسلم من هذا الأمر، خصوصا ونحن مطالبون بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل أمر له هو أمر لأمته ما لم يأت مخصص يخصصه برسول الله؟
لقد اختلف العلماء في هذا المعنى وذهبوا فيه مذاهب.. غير أنه لابد لمعرفة مقصود آخر السورة من معرفة معاني أوائلها. فإذا فرغت فانصب. حيث يمتن الله تعالى في أوائل السورة على نبيه بأن شرح له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره.. لأن الاستفهام إذا دخل على النفي قرره.. أي شرحنا لك صدرك.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: إن الله تعالى ذكره، أمر نبيه أن يجعل فراغه من كلّ ما كان به مشتغلا من أمر دنياه وآخرته، مما أدّى له الشغل به، وأمره بالشغل به إلى النصب في عبادته، والاشتغال فيما قرّبه إليه، ومسألته حاجاته، ولم يخصص بذلك حالا من أحوال فراغه دون حال، فسواء كلّ أحوال فراغه، من صلاة كان فراغه، أو جهاد، أو أمر دنيا كان به مشتغلا لعموم الشرط في ذلك، من غير خصوص حال فراغ، دون حال أخرى.
لذا فإن المداعبات بين الرجل وزوجته من الأمور المشروعة والتي من الممكن أن تكون مستحبة إن كانت تحت الضوابط الشرعية الإسلامية، ومن المداعبات التي قد تحدث بين المرء وزوجته ملامسة العضو الذكري لفرج المرأة، وتلك المداعبة لا تستوجب أن يقوم أي منهما بالاغتسال طالما لم يحدث هناك إنزال سواء من قبل المرأة أو الرجل. هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل الكامل. على أن يكون الإنزال للمني وليس المذي، وهو الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية علي بن أبي طالب: " كُنتُ رجُلًا مَذَّاءً، فسأَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: أمَّا المَنيُّ ففيه الغُسلُ، وأمَّا المَذْيُ ففيه الوُضوءُ " (صحيح). هنا نكون قد تعرفنا على جواب سؤال هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل أم لا، حيث إنه لا ينبغي أن يغتسل كل منهما إن لم يكون هناك خروجًا للمني وهو الذي سنتعرف على الفرق بينه وبين المذي فيما بعد، أما إن خرج ماء الرجل أو حدث قذف للمرأة، فإنه في تلك الحالة يجب عليهما الاغتسال. اقرأ أيضًا: هل يجب الغسل بعد المداعبة
الفرق بين المني والمذي
في إطار التعرف على جواب سؤال هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل، وبعد أن عرفنا أن الأمر قد يوجب الغسل إن كان هناك إنزال، إلا أن الإنزال أيضًا يحتمل أمرين، فإما أن يكون مذيًا، وهو ما لا يوجب الغسل، وإما أن يكون منيًا.
هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل بدون الوضوء
السوال: ماحكم اذا لمست الفرج نهار وشعرت بشهوة نهار رمضان وصاحب ذلك خروج سائل ؟ الجواب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يجوز لك ملامسة العورة دائماً و في نهار شهر رمضان، لكن لا يجوز اثارة الشهوة و الاستمناء، أما ما خرج منك فليس بمني، بل هو المَذِي و هو سائل لزج يخرج من الآلة التناسلية بغير دفق بعد الملاعبة و الشهوة، و هو طاهر في نفسه، ولا ينقض وضوءاً و لا يوجب غسلاً. أما المني الموجب للجنابة و لوجوب الاغتسال من الجنابة فهو سائل يخرج من الآلة التناسلية بدفق لدى الوصول الى الذروة في العملية الجنسية. وفقك الله
مواضيع ذات صلة
اهـ. 92
21
974, 038