ثم رجعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل: ( وما يدريك أنها رقية؟ اضربوا لي معكم بسهم)، فهذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم لصحة هذا العمل. فهذه أصول واضحة جدًا في تأثر القرآن على الروح والبدن. تفسير: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين). الآن لما نأتي إلى كون سورة الفاتحة رقية فإننا نذكر هذا في فضائل الفاتحة على أنه من فضائلها، ونذكره في خواص سورة الفاتحة على أنه من الآيات أو من السور التي ورد فيها خاصية، فإذاً الخواص مرتبطة بالتأثير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في هذا الباب، فإذاً هذا الأصل الذي عندنا لا إشكال فيه؛ لثبوته في الأحاديث. التجارب في الاستشفاء ببعض الآيات
تبقى القضية الأخرى وهي ما نبه إليه السيوطي لما قال: وغالب ما يذكر في ذلك كان مستنده تجارب الصالحين، يعني: أن غالب ما يذكر في خواص القرآن تجارب؛ لأن الوارد من الأحاديث الصحيحة الصريحة في آيات معينة أو في سور معينة قليل، يعد بالأصابع، لكن إذا أخذنا بعموم الآية فسيكون كل القرآن شفاء. والتجارب هي أن ينتزع من القرآن آيات يقصد بها قراءة هذه الآيات لحالة معينة، وأن هذه الآيات إذا قرئت لهذه الحالة المعينة أنها بإذن الله تفيد في هذه الحالة المعينة.
- تفسير: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)
- يا باغي الخير أقبِل | رابطة خطباء الشام
تفسير: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)
تاريخ النشر: الإثنين 1 جمادى الأولى 1424 هـ - 30-6-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 34042
38152
0
519
السؤال
ماهي الأدلة على آيات الشفاء والسحر في السنة
وماهو الدليل الشرعي في القراءة على الماء ثم الاستحمام فيه؟ ولكم الشكر. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فإن نصوص كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على أن كتاب الله تعالى كله شفاء لما يعرض للإنسان من أمراض ظاهرة أو باطنة، ويدخل في ذلك السحر وغيره. فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57]. وقال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82].
وقيل: زيادة الخسارة للظالم من حيث أن كل آية تنزل يتجدد منهم تكذيب، ويزداد لهم خسارة. قال قتادة: لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا. تفسير القرآن الكريم
إنه شهر متكامل يجمع كل مقومات التقوى لمن يبحث عنها، ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الْبَقَرَةِ: 183]، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. إن المرء الغيور ليؤسفه أشد الأسف ما يراه في كثير من الناس في هذا الشهر المبارك من سلوك طريق تقليدية يحكمها طبع العادة والرتابة لا طبع الطاعة والعبادة، دون تأمُّل منهم بأن هذا الشهر المبارك شهر تشد النفوس فيه إلى رفع درجة القرب من دين الله، يذكرهم هذا الشهر بحق الله -تعالى- عليهم، تشم رائحة العاطفة الإيمانية في أكثر من مجلس يُجلس فيه، يحس فيه بإقبال الناس على العبادة والعمل الصالح، وقراءة القرآن، حتى إنهم لَيرفعون بذلكم درجةَ الاستعداد لتغيير ما في نفوسهم حتى يغير الله ما بهم ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرَّعْدِ: 11]. نعم -عباد الله-: يشعر الكثيرون في هذا الشهر المبارك بضرورة كتاب الله لهم كضرورة الماء والهواء، لئلا يضطرب شأنُهم ويموج بعُضهم في بعض فيقلب اللهُ أُلْفَتَهم شحناءَ، واجتماعهم فُرْقَةً، وأمنهم خوفًا، وإحكامهم فوضى، في شهر رمضان المبارك ترتفع معاييرُ القوة لدى المرء المسلم بحيث يصعب اضطرابُه إن أحسن الطاعةَ فيه، وأدرك سِرًّا عظيما من أسرار هذا الشهر المبارك متمثلًا في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ " (رواه البخاري ومسلم)، ألا يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
يا باغي الخير أقبِل | رابطة خطباء الشام
صحيح البخاريّ: 1904
وفي روايةٍ: ( فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ). صحيح البخاريّ: 1894
خاتمةٌ:
إنّ ممّا يُستقبل به شهر رمضان المبارك أن يتأمّل المسلم في خصائصه وميّزاته وفضائله وبركاته، ليعرف قَدر هذا الشّهر ومكانته، وليتعلّم أيضاً ما ينبغي أن يكون عليه في هذا الشّهر مِن صيامٍ وقيامٍ، ويستذكر ما يختص به من أحكامٍ، ويتأمّل في فوائد الصّيام ومنافعه، وما فيه من عِبرٍ ودروسٍ وعظاتٍ بالغةٍ، ويتأمّل في فضل قيام رمضان وما أعدّه الله جلّ وعلا للقائمين فيه من أجورٍ عظيمةٍ وفضائلَ جمّةٍ، كي لا يكون من المحرومين. يا باغي الخير أقبِل | رابطة خطباء الشام. وإنّ ممّا يُستقبل به شهر رمضان المبارك أن يجاهد الإنسان نفسه بإصلاح قلبه وطرح ما فيه من غلٍّ أو حقدٍ أو حسدٍ أو ضغينةٍ أو غير ذلك. كما يُستقبل هذا الشّهر بالعزم على التّوبة والإنابة، وهجر المعاصي والمنكرات والذّنوب وكلّ ما يُبعد عن رحمة الله تعالى. فالمحروم من أدرك رمضان ولم يُغفر له، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ).
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -جل وعلا- حق تقواه، وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه. أيها المؤمنون -عباد الله-: هنيئاً لكم شهركم الكريم، وموسمكم المبارك، موسم الخيرات والبركات، والعطايا والهبات، والعتق من النيران. أيها المؤمنون: ما أعظم شأنِ عبدٍ غنِم شهره فربح ثوابه، ونال أجره، وما أعظم خسران عبدٍ دخل عليه شهر الخيرات ثم انقضى وهو من بركاته محروم وعن خيراته غافل.