ثم بين العِلة في ذلك قال: أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ، يدعون إلى النار بأقوالهم وبأفعالهم وبأحوالهم فمخالطتهم من يُخالطهم كما يقول الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي -رحمه الله [2] على خطر منهم، فهم يوجهون إليه الدعوة مُباشرة، وكذلك أيضًا أفعالهم وأحوالهم وتصرفاتهم كل ذلك يدعوا إلى النار، وهذا خطر أخروي، ويؤدي إلى الشقاء الأبدي. ويؤخذ من هذا التعليل من هذه الآية كما يقول الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي -رحمه الله- النهي عن مخالطة أهل الإشراك والبِدع، والمقصود بذلك المُعاشرة؛ لأن الزواج هو أعظم العِشرة فإذا لم يجز التزوج مع ما فيه من المصالح المختلفة فالخُلطة من غير ذلك من باب أولى، يقول: "وخصوصًا الخلطة التي فيها ارتفاع المُشرك ونحوه على المسلم [3].
- معنى قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشرِكات حتى يؤمن . . . )
- كتابة همزة الوصل والقطع
معنى قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشرِكات حتى يؤمن . . . )
فإذا تابوا عن الدعوة الى الارهاب وعن أعمالهم الارهابية فقد آمنوا ( ظاهريا) وأصبحوا مؤمنين حسب الظاهر. ويمكن التعامل معهم بالزواج. والايمان حسب الظاهر هو الأمن والأمان. وأيضا فالاسلام حسب الظاهر هو السلام والمسالمة. وفى التعامل مع المشركين والكافرين لا عبرة بالاعتقاد الداخلى القلبى فذلك مرجعه لله جل وعلا يوم الدين ، وليس لنا الحكم على القلوب وما فيها من رياء أو نفاق ،او ايمان قليل أو كثير ، فذلك لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. ولقد أكّد رب العزة أنه بالنسبة للإيمان الحقيقى فى القلوب فإن أغلب الناس لا يؤمنون (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)( يوسف 103) ولو آمنوا بالله جل وعلا فهم يشركون ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) 0 يوسف 106). معنى قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشرِكات حتى يؤمن . . . ). فهل يمكن تطبيق هذا فى التعامل مع المشركين بالقتال وعدم الزواج ؟ طبعا:( لا). وبالتالى فليس للحكم على القلوب دخل فى التعامل مع الناس. إن الحكم هو حسب الظاهر. فالمسالم هو مسلم حسب الظاهر بغض النظر عن عقيدته وملته ونحلته ودينه الرسمى ، سواء كان سنيا أو بوذيا أو شيعيا أو كاثولوكيا. المهم أنه مسالم يعنى مسلم ، وأنه مؤمن يعنى مأمون الجانب.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَزّارُ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "«تُنْكَحُ المَرْأةُ عَلى إحْدى خِصالٍ؛ لِجَمالِها ومالِها وخُلُقِها ودِينِها، فَعَلَيْكَ بِذاتِ الدِّينِ والخُلُقِ، تَرِبَتْ يَمِينُكَ"». وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في "الأوْسَطِ"، عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: "«مَن تَزَوَّجَ امْرَأةً لِعِزِّها لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا ذُلًّا، ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا فَقَرًا، ومَن تَزَوَّجَها لِحَسَبِها لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا دَناءَةً، ومَن تَزَوَّجَ امْرَأةً لَمْ يُرِدْ بِها إلّا أنْ يَغُضَّ (p-٥٦٧)بَصَرَهُ، أوْ يُحْصِنَ فَرْجَهُ، أوْ يَصِلَ رَحِمَهُ، بارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيها، وبارَكَ لَها فِيهِ"». وأخْرَجَ البَزّارُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ الأشْجَعِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "«عُودُوا المَرِيضَ، واتَّبِعُوا الجِنازَةَ، ولا عَلَيْكم ألّا تَأْتُوا العُرْسَ، ولا عَلَيْكم ألّا تَنْكِحُوا المَرْأةَ مِن أجْلِ حُسْنِها؛ فَعَلَّ ألّا يَأْتِيَ بِخَيْرٍ، ولا عَلَيْكم ألّا تَنْكِحُوا المَرْأةَ لِكَثْرَةِ مالِها؛ وعَلَّ مالَها ألّا يَأْتِيَ بِخَيْرٍ، ولَكِنْ ذَواتُ الدِّينِ والأمانَةِ"».
مواضع همزة الوصل
هناك عدة مواضع لهمزة الوصل وهي كالتالي:-
في الأسماء العشرة وهم "اسم، ابن ، ابنة، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، ايم الله". وفي الأمر من الفعل الثلاثي مثل اقرأ- اكتب- ادرس. في الماضي من الفعل الخماسي والأمر منه وكذلك المصدر وأمثلة على ذلك
ارتحِل: فعل أمر. ارتحَل: فعل ماضي. ارتحال: مصدر. في الماضي من الفعل السداسي، وكذلك الأمر منه والمصدر، وأمثلة على ذلك:-
استحسن (ماضي). اسْتَحْسِن (أمر). اسْتِحْسان (مصدر). مثال على همزة الوصل. في الألف التعريفية ومثال على ذلك "الشارع، الجبل، البنت". شاهد أيضًا: فكر في طريقة مبتكرة تساعدك على التمييز بين همزتي القطع والوصل
أحكام همزة الوصل
من أحكام ألف الوصل أن الحركة لابد منها في الابتداء حيث أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك فإذا كان بداية الحرف ساكنًا فلابد من أن يكون همزة وصل ليتوصل القارئ إلى النطق الصحيح بالساكن فهمزة الوصل هي التي تثبت الابتداء وتسقط الوصل ودائمًا ما تقع في أول الكلام، ومن أهم أحكام همزة الوصل ما يلي:-
أحكامها مع الاسماء
تبدأ همزة الوصل بكسر في الأسماء المنكرة، وتأتي همزة الوصل في سبع كلمات من القرآن الكريم، هي: "اثنان، اثنتان، ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اسم" كما جاء في كلمة الاسم في قوله تعالى "بئس الاسم الفسوق".
كتابة همزة الوصل والقطع
تعريف همزة الوصل:
همزة الوصل: هي الهمزة زائدة عن بنية الكلمة تأتي في أول الكلمة وترسم بهذا الشكل (ا) ، تثبت في الابتداء وعند وصل الكلمة التي يوجد فيها همزة وصل بالكلمة الذي قبلها فإنَّ همزة تسقط. مواضع همزة الوصل:
همزة الوصل في الأسماء:
تأتي همزة الوصل مكسورة في تسعة أسماء:
أسماء قياسية: هي في مصدر الفعل الماضي الخماسي ( ا بتغاء، ا فتراء، ا نتقام)، وكما هي مصدر الفعل الماضي السداسي ( ا ستكبارًا، ا ستغفار). أسماء سماعية: هي الأسماء التي سمعت من العرب ولم تكن لها قاعدة محددة مثال ( ابن، ابنت، امرء، امرأة، اثنين، اثنتين، اسم)
همزة الوصل في الحروف (أل التعريف):
همزة الوصل في الحرف الأول من ( اللام الشمسية، واللام القمرية) مثل:
اللام الشمسية: ( الذّهب ، الرّياحُ ، النّسورُ ، التّلالُ ، الصّباحُ ، الشّعاعُ). همزة الوصل في الأفعال:
الأمر من الفعل الثلاثي: الفعل الثلاثي هو الذي يتكون من ثلاثة حروف مثال ( كَتَبَ -اكتبْ) ( خَرَجَ -اخرجْ). كتابة همزة الوصل والقطع. الفعل الخماسي: هو الفعل الذي يتكون من خمسة حروف مثال ( اقتربَ – اقتربْ) ( ابتعدَ- ابتعدْ). الفعل السداسي: هو الفعل الذي يتكون من ستة حروف مثال ( استخدمَ- استخدامْ) ( استبعَدَ، استبعِدْ).
أحكامها مع الأفعال الخماسية
تبدأ همزة الوصل في مصادر الأفعال الخماسية والسداسية مثل " استكبارا في الأرض ومكر السيئ" " ابتغاء القوم"
أحكام همزة الوصل مع ال المعرفة
تبدأ همزة الوصل بفتح مع ال التي تدخل مع الأسماء النكرة لكي تعرفهم مثل: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالْقَمَرَ"
أحكام همزة الوصل مع الفعل الأمر
تبدأ همزة الوصل بكسرة إذا كان ثالثة مكسور أو مفتوح مثل: "اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ"، "اذْهَب بِكِتَابِي". وتبدأ همزة الوصل بكسر إذا كان خماسي أو سداسي مثل: "انطَلِقُوا إلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ"، اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ. تبدأ همزة الوصل بضم إذا كان ثالثه مضمومًا ضمًا لازمًا مثل: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ". وإذا كان ثالثة مضمومًا ضمًا عارضًا فهمزة الوصل يتم كسرها مثل: "وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ "فإن أصل أمضوا هو امضوا فإذا قمنا بمخاطبة واحد وقلنا امضِ-امضي فإننا سنجد أن ثالث حرف مكسور في الأصل وليس مضمومًا. أحكام همزة الوصل مع الفعل الماضي
تبدأ همزة الوصل بضم إذا كان الفعل مبنيا للمجهول مثل:
"اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ" "ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُون"
تبدأ همزة الوصل بكسرة إذا كان الفعل خماسي أو سداسي مثل:
"وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"
ملحوظة هامة هناك بعض الأفعال التى تبدأ بهمزة ساكنة بعد همزة الوصل مثل:
"اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ" فهناك قاعدة تمنع التقاء همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة فيتم تبديل الثانية إلى حرف مد يناسب الحركة الأولى فإذا كانت مضمومة الأولى تبدل الثانية إلى واو من أوتمن وإذا كانت مكسورة الأولى فتبدل الثانية ياء مثل إئذن-إيذن.