ومن يظنّ أنّ الله سبحانه يغيّر حاله بفعل منه هو نفسه فهو يبارك له في ظنّه وعمله ويغيّر الله سبحانه حاله. أغلب المسلمين اليوم لا يفقهون ما معنى أنّ الله سبحانه يقول للشّيء كن فيكون. إذ يحملون ذلك على المعجزة فحسب. هذا صحيح في حال المعجزات النّبوية. أمّا في الحالة البشرية العادية فإنّ معنى قوله سبحانه (كن فيكون) هو أنّ الله سبحانه يبارك في عمل عبده وإرادته ويجعل منه حقيقة فوق الأرض. (كن فيكون) ليس بالضّرورة معناها الآن. هذا القانون ليس خاصّا بالمؤمن إذ هو ينسحب على غيره كذلك وهو يلتقي مع قانون آخر في سورة الإسراء (كلاّ نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك). أي أنّ العامل يلقى جزاء عمله بغضّ النّظر عن دينه عدا أنّ هذا القانون الأخير (قانون الإسراء) محصور في العطاء الدنيويّ. خلاصة هذا القانون هي أنّ النّفس المريدة العاملة يستجيب لها قدر الله سبحانه. وأنّ النفس العاطلة الرّاكدة يستجيب لها قدر الله سبحانه. ولكن بمزيد من السّحت والمحق والسّحق. خطبة عن قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. التّغيير في كل الاتجاهات ليس بالأمانيّ ولا برؤى المنام وليست بالمعجزات وليست حتّى بالأدعية فحسب. إنّما هو بالعمل والتّوكّل وإعادة تركيب النّفس ذاتها بما هو صالح لذلك من أغذية روحية وفكرية
كلاّ نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك
ورد هذا القانون في سورة الإسراء المكية وذلك في قوله سبحانه (كلاّ نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظورا).
خطبة عن قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
وقدْ أحسنَ القائلُ:
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا … فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَادِ… فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ. اهـ
أكرمني اللهُ تعالى وإيَّاكم بتوبةٍ نَصوح مِن عنده، وموتٍ على لا إله إلا الله، وخاتِمَةٍ طيبة، إنَّه جواد كريم. الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــ
الحمد لله القويِّ القاهر، الحليمِ الغافر، الذي خلقَ الكون ودبَّره، وأمضى فيه حُكمَه وقدَرَه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمدٍ الهادي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه.
قاعدة قرآنية: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم - طريق الإسلام
وقد قال الإمام السِّعديُّ ــ رحمه الله ــ في "تفسيره" عند هذه الآية:
ومِن ذلك: أنَّ العباد إذا كثُر ظلمُهم، وفسادُهم، ومنْعُهم الحقوق الواجبة، ولَّىَ الله عليهم ظلمة، يسومونهم سوءَ العذاب، ويأخذونَ مِنهم بالظلم والجور أضعافَ ما منَعوا مِن حقوق الله، وحقوق عباده، على وجهٍ غير مأجورين فيه، ولا محتسبين، كما أنَّ العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلحَ الله رُعاتَهم، وجعلَهم أئمةَ عدلٍ وإنصاف، لا وُلاةَ ظلمٍ واعتساف.
فلنجاهد أنفسنا في تغير حالنا حتى يُغير الله ما نزل بنا, ونحن إن فعلنا هذا فلن نرى من ربنا الكريم الرحيم إلا كل خير. كتبه/فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
القول الثاني: إن المقصود بالنفاق في الحديث ما تعلّق به العمل، وليس النفاق الاعتقادي، وهذا ما قاله الإمام القرطبي، ورجّحه ابن رجب، وابن حجر العسقلاني، وهو أرجح الأقوال. القول الثالث: إنّ لفظة النفاق كان المقصود منها الإنذار، والتحذير من ارتكاب هذه الخصال، وهذا ما قاله الخطّابي. حديث اية المنافق ثلاث. القول الرابع: إنّ المقصود بالحديث هو الشخص الذي أصبحت هذه الصفات من سجيّاته، وخُلقه الدائم، لأنّه اعتادها، وتهاون بها، وكأنه استحلّها، ومثل هذا يغلب عليه فساد الاعتقاد. القول الخامس: ليس المقصود بالحديث المسلمين، وإنّما المنافقون الحقيقيون الذين كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ضعَّف هذا القول ابن رجب. إذا حدّث كذب الكذب عملٌ مذمومٌ، وصفةٌ رذيلةٌ من صفات المنافق وشُعب الكفر، وهو دليل على ضعف النفس، وانعدام الثقة، وحقارة الشأن، وهو خُلقٌ ساقطٌ بغيضٌ إلى الله تعالى، وإلى رسوله الكريم، وإلى الفِطَر السليمة الصادقة، يأباه الشرفاء، ويمقته العقلاء، يُهين أصحابه، ويُذلّهم، وهو سبب كل بلاء، فهو السبب في صدّ الناس عن الدين، وتكذيب الأنبياء، وقد ذكره النبي في حديث (آية المنافق ثلاثٍ) للتحذير منه والابتعاد عنه، ويمكن علاجه بما يأتي: تعريف الكاذب بحرمة الكذب وشدّة عقابه.
حديث (( اية المنافق ثلاث )) || هيا نرتقي - Youtube
حديث (( اية المنافق ثلاث)) || هيا نرتقي - YouTube
ما معنى حديث: آية المنافق ثلاث ؟ الشيخ: أ. د خالد المُصلح - YouTube