وقد أورد البخاري - رحمه الله - هاهنا حديثين: أحدهما: قال: حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصلي ، فدعاني فلم آته حتى صليت ، ثم أتيته فقال: " ما منعك أن تأتيني ؟ ". فقلت: كنت أصلي.
- ماهي السبع المثاني ؟ "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم" صدق الله العظيم
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 61
- تفسير آية ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه ... )
- شرح "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" في ضوء كلام العرب
ماهي السبع المثاني ؟ &Quot;ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم&Quot; صدق الله العظيم
ونعلم أن الآخرة لا نهايةَ لها على عكس الدنيا التي لا يطول عمرك فيها بعمرها، بل بالأجل المُحدَّد لك فيها. وإذا كانت عطاءاتُ القرآن تحرس القيم التي تهبُك عطاءات الحياة التي لا تفنَى وهي الحياة الآخرة فهذا هو أَسْمى عطاء، وإياك أن تتطلعَ إلى نعمة موقوتة عند أحد منهم من نِعَم الدنيا الفانية لأن مَنْ أُعطِي القرآن وظنَّ أن غيره قد أُعْطِي خيراً منه فقد حقر ما عَظَّم الله. ماهي السبع المثاني ؟ "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم" صدق الله العظيم. وما دام الحق سبحانه قد أعطاك هذا العطاء العظيم، فيترتب عليه قوله: { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ... }.
ومن ثم قام بجمع الأحرف من بدايات السور وحذف المكرر فوصل إلى أنهم أربعة عشر حرفاً، وقال إن هذه المقاطع الصوتية هي الحد الأدنى لتأسيس أية لسان في العالم وهي الحد الأدنى للتخاطب بين العقلاء. وقال الدكتور حسني المتعافي: إن السبع المثاني هي تعبير عن أسماء الله التي تأت مثنى وراء بعضهما مثل {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}غافر20، وأن دراسة الاسمين يكون مع بعض وهكذا. ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران. ويوجد مقولات أخرى في تفسير الآية لسنا في صدد سردها جميعاً أو تقويمها وإنما لاحظنا أن القاسم المشترك بينها في التفسير هو انطلاقهم من أن دلالة كلمة (سبعاً) هي للتعداد وبناء على ذلك قاموا بتفسير الآية. أما نحن فلقد انطلقنا من وجود احتمال أن تكون دلالة كلمة (سبعاً) ليست عدداً. فقمنا بعملية سبر وتقسيم لمجموعة من الكلمات التي تبدأ بحرف (س، ب) وهي:
1 – سبح: من السعي والحركة، ومن ذلك السباحة وهي العوم في الماء، ومنه قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}يس 40 فالملاحظ من دلالتها أنها تدل على الحركة والتغير المستمرين الدائمين.
وإن جنحوا للسلم - YouTube
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 61
وقال أيضًا: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]. وبالجملة فمعنى الجملة ( وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلمِ فَاجنَح لَهَا): إنْ دانوا للسلم فاقبلها. المصادر والمراجع:
1- القرآن الكريم. 2- أساس البلاغة لأبي القاسم الزمخشري، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1998م. 3- جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، تحقيق: محمد علي البجادي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، د. ت. 4- جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة لأحمد زكي صفوت، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط1، 1933م. 5- ديوان أعشى همدان، تحقيق: د. حسن عيسى أيو ياسين، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض، ط1، 1983م. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها اسلام ويب. 6- ديوان الأعشى الكبير بشرح محمود إبراهيم محمد الرضواني، وزارة الثقافة والفنون والتراث، إدارة البحوث والدراسات الثقافية، الدوحة، قطر، 2010م. 7- ديوان الخنساء، اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس، دار المعرفة، بيروت، 2004م. 8- ديوان الكميت بن زيد الأسدي، جمع وشرح وتحقيق: د.
تفسير آية ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه ... )
محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 2000م. 9- ديوان المفضليات للمفضل الضبي، تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون، دار المعارف، ط6. 10- ديوان النابغة الذبياني بشرح وتقديم: عباس عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1996م. 11- ديوان النمر بن تولب العُكلي، شاعر مخضرم، جمع وشرح وتحقيق: د. محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 2000م. 12- ديوان جرير، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1986م. 13- ديوان زهير بن أبي سلمى، شرح وتقديم: الأستاذ علي حسن فاعور، دار التب العلمية، بيروت، ط: 1، 1988م. 14- ديوان كُثَيِّر عَزَّة، جمع وشرح: د. إحسان عبَّاس، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1971م. 15- ديوان مهلهل بن ربيعة، شرح وتقديم: طلال حرب، الدار العالمية، د. ت. 16- ديوان وضاح اليمن، جمع وتقديم وشرح: د. محمد خير الدين البقاعي، دار صادر، بيروت، ط1، 1996م. 17- شرح ديوان الحماسة للعلامة التبريزي، دار القلم، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى. 18- شرح ديوان عنترة بن شداد العبسي، للعلامة التبريزي، دار الكتاب العربي، ط1، 1992م. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها. 19- شعر إبراهيم بن هرَمة القرشي، تحقيق: محمد نفاع وحسين عطوان، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1869م.
شرح "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" في ضوء كلام العرب
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن الرحم لتقطع، وإن النعمة لتكفر، وإن اللّه إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم قرأ: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}، وعن مجاهد قال: إذا التقى المتحابان في اللّه فأخذ أحدهما بيد صاحبه وضحك إليه، تحاتت خطاياهما كما تحات ورق الشجر، قال عبدة، فقلت له: إن هذا ليسير فقال: لا تقل ذلك، فإن اللّه يقول: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} قال عبدة: فعرفت أنه أفقه مني. عن سلمان الفارسي أن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم قال: «إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف، وإلا غفر لهما ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحار
وقال رحمه الله أيضاً: «الواجب جهاد المشركين من اليهود وغيرهم مع القدرة حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية إن كانوا من أهلها كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وعند العجز عن ذلك لا حرج في الصلح على وجه ينفع المسلمين ولا يضرهم تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في حربه وصلحه وتمسكاً بالأدلة الشرعية العامة والخاصة ووقوفا عندها، فهذا هو طريق النجاة وطريق السعادة والسلامة في الدنيا والآخرة» انتهى كلامه [الفتاوى 8/229]. أقول: وأما كون اليهود قد أخذوا فلسطين والمسجد الأقصى وأخرجوا الفلسطينيين من مسلمين وغير مسلمين فلقد أخرج المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين من مكة ومن المسجد الحرام ولا شك أن مكة والمسجد الحرام أفضل وأعظم من فلسطين والمسجد الأقصى. هل يلزم استشارة الشعوب قبل عقد الاتفاقيات؟
أخي القارئ الكريم من العجائب والعجائب كثيرة قول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في رسالته: «ما يعقده أي رئيس من رؤساء المسلمين منفرداً لا يلزم جميع المسلمين وبالتالي فإن هذه الاتفاقيات لا تلزم عموم المسلمين، بل ولا تلزم أي فريق منهم لأن الشعوب الإسلامية لم تُستشر في شيء من ذلك وإنما فاجأهم الساسة بما وقّعوه وابرموه، ومثل هذه العقود التي عُقدت عن غير مشورة لا تلزم المسلمين» انتهى كلامه (ص17-18).