إلا أن احتمال أن تكون للغاية وسيلة مشروعة يحتم علينا القول بأنه من غير الصواب القول برفض هذه القاعدة على عمومها أيضاً. ولكن ليس من وجهة النظر الميكافيلية، بل من وجهة نظر الشريعة الإسلامية الغراء، أي أن الغاية مبررة ومطلوبة إذا كانت الوسيلة مشروعة وتحقق مصلحة. "الغاية تبرر الوسيلة، أم "الغاية لا تبرر الوسيلة" فلست هنا في مجال للحديث عن مشروعية القاعدتين مع عدم مشروعيتهما، فهذا مجال متروك لأهله من الفقهاء، إلا أنه يكفيني أن أشير هنا إلى أني لا أستطيع القول بأن الغاية تبرر والوسيلة ولا أن أقول بأن الغاية لا تبرر الوسيلة وذلك للإشكاليات المرتبطة بمفهوم "التبرير ومرجعيته. الشخصية المكيافيلية | عفوًا الغاية لا تبرر الوسيلة. ولكون نصوص الشريعة الإسلامية والقواعد الفقهية تدور بنا على العبارة الأولى أحياناً والعبارة الثانية أحياناً، والشريعة الإسلامية وسط بين طرفين غاليين. وختاماً فإن أي منا كصاحب قرار سواء أكان قراره ذا تأثير فردي أم جماعي علينا أن نتوخى الحذر في وسائلنا المنتقاة وصولاً إلى غاياتنا المرتجاة. والله ولي التوفيق
- الغاية تبرر الوسيلة - عدد رقم 138 - مجلة نحو الهدف
- الشخصية المكيافيلية | عفوًا الغاية لا تبرر الوسيلة
- الغاية تبرر الوسيلة أم الغاية لا تبرر الوسيلة بقلم: د. ثري إبراهيم جابر
- الغاية, هل تبرر الوسيلة؟
- 1- من واجبات الصلاة
الغاية تبرر الوسيلة - عدد رقم 138 - مجلة نحو الهدف
مما أدى إلى تعرضه للهجوم من بعض النقاد ووصف فكره بالفكر الشيطاني.
الشخصية المكيافيلية | عفوًا الغاية لا تبرر الوسيلة
هي عبارة شهيرة قالها الفيلسوف السياسي والكاتب الإيطالي الشهير "نيكولو ميكافيللي" حتى عُرفت باسمه، بل سُمّيَ المبدأ الذي وراءها بالمبدإ الميكافيللي. والعبارة منتشرة في شتى اللغات؛ فيًقال بالإنجليزية The end justifies the means، وفي العامية المصرية "اللي تكسب به إلعب به". وهو مبدأ الغرض منه أن الغايات الحسنة تُبَرِّر الوسائل الشريرة، مبدأ ملأ الأدب العالمي ومن ورائه الفكر العام لدي الناس، فاشتهرت قصص مثل قصة "روبن هود" الفارس الذي كان يسرق الأغنياء ليُطعم الفقراء. ولأن الإنسان لا يقف عند حد في شرِّه؛ فقد تدهور استعمال هذا المبدأ حتى صار يُستخدم ليبرِّر أي وسيلة، مهما كانت مشبوهة، ما دامت تحقِّق الغرض المطلوب، بغض النظر عن ضررها أو لا أخلاقيتها. أراد يومًا موسى أن يخلِّص شعبه من العبودية المؤلمة في مصر وقتها (خروج٢). الغاية تبرر الوسيلة أم الغاية لا تبرر الوسيلة بقلم: د. ثري إبراهيم جابر. فـ«خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ». وإلى هنا والأمر حسن. لكن للأسف، الغاية النبيلة التي خرج لها لم تكتمل إذ اساء الوسيلة مستخدِمًا قوَّته الشخصية؛ فكانت النتيجة أن قتل مصريًا، وتدهورت القصة؛ فاضطر للهرب بعيدَا عن المشهد. لقد أراد الله أن يستخدمه مخلِّصًا لكن ليس بطريقة موسى، بل بطريقة الله.
الغاية تبرر الوسيلة أم الغاية لا تبرر الوسيلة بقلم: د. ثري إبراهيم جابر
وقد اخترع العالمان ريتشارد كريستي (Richard Christie) وفلورنس جيس (Florence L. Geis) مقياس المكيافيلية، وهو اختبار لتقييم شدة المرض عند المصابين، ويطلق على هذا المقياس الآن اسم اختبار ماخ 4 أو "Mach-IV". يتكون اختبار ماخ من بعض الأسئلة التي يُقيم بها الطبيب شدة المرض وتكون الدرجة النهائية من 100. نجد الأشخاص الذين يسجلون أعلى من 60 درجة يُطلق عليهم "ماخ عالي" بينما أولئك الذين سجلوا أقل من 60 درجة فهم "ماخ منخفض". يركز الأشخاص ذوي الماخ العالية على رفاهيتهم، ويعتقدون أنه يجب أن يكون المرء خادعًا ليصل إلى أهدافه. إنهم لا يؤمنون بنزعة الخير في الإنسان ويعتقدون أن الاعتماد على الآخرين أمر ساذج، ويعطون الأولوية للسلطة على الحب والتواصل، فهم لا يؤمنون بأن الجنس البشري جيد بطبيعته. على الجانب الآخر، يميل أصحاب ماخ المنخفض إلى إظهار التعاطف مع الآخرين، فهم يؤمنون بخير الإنسان. الغاية, هل تبرر الوسيلة؟. ما هو الفرق بين السمات الأساسية لاضطرابات الشخصية الثلاثة التي تكون الثالوث المظلم؟ تتركز اضطرابات الشخصية الثلاثة على الابتعاد عن المجتمع وأعرافه ووضع النفس في المقدمة، للحصول على ما تريد لكن لكل منهما تركيز مختلف. 1. المكيافيلية تركز المكيافيلية على التلاعب بالآخرين، لتحقيق المكاسب الشخصية والهوس بالسلطة والقوة.
الغاية, هل تبرر الوسيلة؟
قام "ستِفين كوفي"، الفيلسوف والكاتب الأمريكي الشهير، في كتابِه "العادة الثامنة" بعملِ مقارنَة بين الأنَا والضَّمير على أنّهما شيئا متضادّان فقال: "الأنا تركِّز على بقاء الشخص ولذّته وتطوُّره دون الآخرين وذات طُمُوح أناني. أمَّا الضَّمير فهو يَرتَقِي بالأنا وينزِع استبدَادَها، لكي تكسَبَ إحسَاسًا أوسَع بالجماعَة، بالكلّ، بالمجتمع، بالنَّفع الأعظَم، إنَّه يَرَى الحياة خِدمة وإسهَامًا فيما يتعلَّق بأمانِ الناس ورضاهم". وأنا أتَّفق مع "كُوفي" في تعريفه للأَنَا، بينَما في كلامِه عن الضمير يبدو لي أنّه يتحدَّث عن النفس المطمئنَّة وأثَر الإيمان عليها، فهو إلى حدّ كبير يصفُ شخصاً ربانياً، فالضَّمير من وجهة نظري مشعر قلبي محلّه القلب مثل الحبّ، فالذي ليس لديه ضمير يمكنه أن يحبّ شخصا آخر ولكنه في نفس الوقت قد يقتل شخصا آخر من أجل أتفه الأشياء، مثل المُلُوك والسَّلاطين المستبدين، قد تسلُب امرأة ما عقله ويفعل من أجلها كلّ شيء، لكنَّه يقتل عالِما خالفَه في الرأي. ولتوضيح الصُّورة أكثر، فإنّ القُرآن يعرّفنا أنَّ أقسام النَّفس ثلاثة، وهي النَّفس الأمارة بالسُّوء (وهي الأنا في تعريف كوفي) كما في الآية "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ" ، والنفس اللّوامة (وهي التي تكون بين تعريفيه للأنا والضَّمير) كما في الآية "وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ" ، والنَّفس المطمئنّة (وهي التي يقول عنها أنها الضمير) كما في الآية "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ".
مما وقفتُ عليه موقف لإحدى المسؤولاتِ في إحدى المدارس، قرَّرتْ بيعَ الكتبِ المنهجية التي توزِّعُها الجهة الراعية للمدرسة مجانًا للحصولِ على مبالغ جيدة، يمكن بها تطوير المدرسةِ وتحسين مظهرها! إنَّ الغايةَ الجيدة لهذه المسؤولة لا تسوغُ استلابها لمالِ الدِّارسات بغيرِ وجه حقٍّ، ودون علم منهن. لا يمكنُ أن نمنحَ أنفسَنا الأعذارَ لما نقومُ به من تجاوزات لمجرد أننا لا نقصدُ إلا الإحسان، لا يحقُّ لنا أن نعطي أنفسَنا الصلاحيات للتصرف كما نشاء دون اعتبارٍ لغيرنا؛ لأننا نقصدُ الإصلاحَ والخير، والإصلاحُ والخير والإحسان كلُّها أمورٌ طيبة، لكنَّها تفقد معانيها متى ما سلكنا بها طرقًا معوجَّة، والغايةُ الجميلة النبيلة لا بدَّ لها من وسيلةٍ نبيلة، ولا يصحُّ تدنيسها بقبحِ الوسائل. إنَّ غاياتِ الغرب " المدعاة " في القضاءِ على الإرهاب ونشر السلام لا تبرِّرُ ما يحدث في العالَمِ من تدميرٍ وانتهاك واعتداء على جميعِ الأصعدة، بل إنَّ الوسائلَ السليمة تصحِّحُ الأهدافَ وتضبطها في الحدودِ الشرعيةِ، والغايات النبيلة أيضًا يجب أن تضبطَ الوسائل في الحدود المقبولة؛ فالسَّارق لا تبرر سرقتَه رغبتُه في توفيرِ العيش الرغيد لأبنائه، والمزوِّرُ الذي يغير شهاداتِه ليلتحقَ بعمل، أو من يزوِّر فواتيرَه أو أوراقه، لا شيء يبرر فعلَه المشين مهما كانت حاجته.
صلاة المسلم (4)
واجبات الصَّلاة
واجبات الصلاة:
وهي أقوالٌ وأفعالٌ مكمِّلةٌ للأركان، وبهما معًا تصِحُّ الصلاة، وقد أفردها عددٌ من الفقهاء، وألحقها بقيتهم بـالأركان أو السنن:
1_ جميع تكبيرات الانتقال غير تكبيرة الإحرام. وهذه التكبيرات تُسمى: تكبيرات الانتقال؛ لأنَّها تُقال عند الانتقال من حركة لحركة في الصلاة، مثل: تكبيرة الركوع، تكبيرة السجود، تكبيرة الرفع من السجود، تكبيرة الجلوس للتشهد. 2_ قول: "سبحان ربي العظيم" في الركوع. 3_ قول: "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع، للمنفرد والإمام. 4_ قول: "ربنا ولك الحمد" بعد الرفع من الركوع، لكل من الإمام، والمنفرد، والمأموم. 5_ قول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود. 6_ قول: "رب اغفر لي" في الجلسة بين السجدتين. 7_ الجلوس للتشهد الأول. 8_ التشهد الأول. حكم ترك الركن أو الواجب في الصلاة:
ترك الركن:
من ترك ركنًا من أركان الصلاة عمدًا: بطلت صلاته. ومن تركه سهوًا: وجب عليه أن يأتي به، فإن فات وقتُ أدائه _كمن تذكره بعد البدء في الركعة الثانية، أو جاء بعده بعددٍ من الأركان_ وجب عليه أن يعيد الركعة كاملة، وإلا بطلت صلاته. ما هي واجبات الصلاة؟. ترك الواجب:
ومن ترك واجبًا من واجبات الصلاة عمدًا: بطلت صلاته.
1- من واجبات الصلاة
وهذا بيان لموضع هذا التَّسبيح وقد يُبيِّنُ النبي صلى الله عليه وسلم المعنى، مثل
قوله تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ}[يونس: 26]، فالحُسنى هي الجنة، والزيادة النظر إلى وَجْهِ
الله، هكذا فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم. وأما تسبيحة السُّجود فهي أيضاً مفسَّرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( اُجعلوها
في سجودكم)، حين نَزَلَ قوله تعالى: { سَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[الأعلى:1]" 11. من واجبات الصلاة ؟. السادس: قول: (رب اغفر لي)، بين
السجدتين:
الواجب مرة واحدة، وتُسنُّ الزيادة على ثلاث، لحديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يقول بين السجدتين: ( رب اغفر لي، رب اغفر لي)
رواه النسائي وابن ماجه 12. السابع: التشهد الأول:
وهو أن يقول: ( التحيات لله والصلوات والطيبات، والسلام
عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد
أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) متفق عليه، أو يقول أي
صيغة ثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. لحديث ابن مسعود مرفوعاً: ( إذا قعدتم في كل ركعتين،
فقولوا: التحيات …) الحديث رواه أحمد والنسائي 13. الثامن: الجلوس للتشهد الأول:
لحديث رفاعة بن نافع, وفيه: ( فإذا جلست في وسط الصلاة
فاطمئن، وافترش فخذك اليسرى، ثم تشهد) رواه أبو داود 14 ،
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( صلوا كما رأيتموني أصل ي)،
وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على فعله، ولما نسيه في صلاة الظهر، سجد سجدتين
قبل أن يسلم.
هذه واجباتُ الصَّلاة الثمانية، التي على المصلي أنْ يحرص عليها ولا يتركها، فإن
سها عنها فإنه لا يعود لها, بل يكتفي بأن يسجد سجدتي السهو، وتكون صلاتُهُ صحيحة. نسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه، وأن يعلمنا ما ينفعنا,
وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله
رب العالمين. 1
– راجع: منار السبيل (87-89)، والملخص الفقهي:
(1/132-133). 2
– الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/316). 3
– وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي رقم (1101). 4
– متفق عليه. صلاة المسلم (4) - واجبات الصَّلاة | هيئة الشام الإسلامية. 5
– راجع: الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/ 316). 6
–
رواه أبو داود, وصححه الألباني، انظر:"صحيح سنن أبي داود" رقم (736). 7
رواه أبو داود والترمذي، وصححه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم
(774). 8
– الواقعة: (74، 96). 9
– سورة الأعلى: 1. 10
– رواه أحمد, وأبو داود، وابن ماجه، وحسنه النووي في
المجموع (3/413). 11
– الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/321). 12
– صححه الألباني في إرواء الغليل رقم (335)، وصحيح ابن
ماجه (731). 13
– وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (336)، وصحيح
النسائي (1114)، والسلسلة الصحيحة رقم (787)، وصفة الصلاة (160).